الوطن
متشردون يواجهون درجات الحرارة المنخفضة بـ "الكرطون" والحكومة تتفرج!
بينهم مختلين عقليا ومرضى يحتاجون للتكفل طبي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 جانفي 2017
• رابطة حقوق الإنسان تطالب بمراكز إيواء دائمة وتكفل على مدار السنة بهم
• جمعيات خيرية: جهودنا تبقى غير كافية أمام حجم المعاناة
• علي عية: من "الخزي" على أمة مسلمة أن يبيت مواطنوها في العراء !!
مع انخفاض درجات الحرارة وتهاطل الأمطار والثلوج بأغلب ولايات الوطن تظهر للسطح قضية إنسانية مهمة تتثمل في وضعية الأشخاص دون مأوى والمتشردين الذين تزداد معاناتهم خلال هذا الفصل ليظهر عجز العديد من مؤسسات الدولة عن التكفل الحقيقي بهذه الفئة وتبقى جهود الجمعيات الخيرية والأفراد غير كافية.
عاش المتشردون بالعاصمة والولايات الكبرى خلال 24 ساعة الفارطة أسوأ أيامهم نتيجة البرد الشديد الذي وصل الى حدود 2 درجات تحت الصفر، ببعض الولايات الداخلية في ظلّ غياب التكفل الجيد بهذه الفئة التي تواجه هذا البرد بـ"الكرطون" ليظهر عجز العديد من مؤسسات الدولة وعلى راسها وزارة التضامن الوطني والاسرة التي لم تتمكن لغاية الان من إحصاء هذه الفئة ووصعها ضمن بطاقية وطنية تسمح بالتكفل الدائم بها حيث يعد تكفل الوزارة بهذه الفئة مرحلي واحيانا كثيرة تتخلى عنهم كما يحدث هذه السنة حيث لم تعلن الوزارة ولا مديريات النشاط الاجتماعي لغاية الان عن أي جولات او حملات للتكفل بالمتشردين عبر الشوارع والمدن الكبرى وبالرغم من أنه تمّ تسجيل في سنة 2015 سبع وفيات في أوساط المتشرّدين بسبب البرد القارص، إلاّ أن مديرية النشاط الاجتماعي ولليوم لم تجد الحل الجذري أو بالأحرى احتواء هذه الشريحة من كافة النواحي بأتمّ معنى الكلمة لإنهاء معاناتها. وفي وقت عجزت فيه المديريات على القيام بمسؤوليتها واحتواء فئة المتشرّدين المتزايدين بشكل رهيب، لبّت جمعيات خيرية النداء لإغاثة هذه الفئة الا ان جهودها تبقي غير كافية بالنظر لتفاقم الوضع وخطورته خاصة وان هذه الفئة من بينها مختلون عقليا ومرضي ولا يمكن التحكم في حركتهم أو سلوكياتهم وتنقلاتهم ويحتاجون لتكفل طبي يستدعى التعاون بين وزارات الدولة ممثلة في وزارة التضامن والصحة والداخلية.
• رابطة حقوق الإنسان تطالب بمراكز إيواء دائمة وتكفل على مدار السنة بالفئة
وفي هذا الصدد حمّلت أمس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وزارة التضامن الوطني والأسرة مسؤولية التقصير في التكفل بمشردي الشارع خلال فصل الشتاء حيث أكد الأمين الوطني للملفات المتخصصة على مستوى الرابطة هواري قدور في تصريح لـ"الرائد" إن الجهات المسؤولة عن التكفل بفئة المشردين متأخرة جدا في تقديم المساعدة للمشردين والمعدمين، وفي مقدمتها وزارة التضامن الوطني والأسرة، خاصة مع تغيرات المناخ في هذه الايام الباردة التي تسبب العديد من الأمراض المزمنة والقاتلة أحيانا بالنسبة للأشخاص ذوي المأوى ما يجعل معاناة المشردين المفترشين للأرض والأرصفة أكثر تأزّما في غياب الرعاية الاجتماعية والصحية بهم، وطالب قدور بتشكيل لجان ولائية لمختلف المديريات التابعة للسلطات الوصية من اجل التكفل الميداني بهذه الفئة، بالتنسيق مع المجتمع المدني، مع إلزامية توفيرها جميع الإمكانيات البشرية والمادية الضرورية لذلك، في إطار برنامج شامل يتم إعداده للتكفل بالأشخاص دون مأوى ولاسيما خلال فصل الشتاء سواء ما تعلق بالدعم النفسي، الطبي وكذا الاجتماعي كما شدّد قدور على ضرورة أن تلتزم وزارة التضامن الوطني بتوفير مراكز دائمة لإيواء هؤلاء الأشخاص، دون حصر المساعدة في تقديم الوجبات الساخنة والبطانيات وملابس فصل الشتاء فقط.
• جمعيات خيرية: جهودنا تبقى غير كافية أمام حجم المعاناة الكبيرة
من جهتها اكدت الجمعيات الخيرية أن جهودها تبقى غير كافية للمساعدة الحقيقية لهذه الشريحة حيث أشار امس العضو المؤسس في جمعية "دار الخير" الخيرة محمد بونيف ان جمعيتهم أطلقت العديد من الحملات لفائدة الأشخاص دون مأوى تزامنا مع بداية فصل الشتاء حيث تم توزيع بطانيات والبسة على هؤلاء المحتاجين كما تقوم الجمعية تبعا لإمكانيتها بتوزيع وجبات ساخنة ليلا لفائدة المتشردين الا ان هذا يبقى غير كافي أمام الوضعية المأساوية التي يعشونها يضيف بونيف الذي أشار ان هناك من بين هؤلاء المتشردين مختلون عقليا ومرضى بأمراض خطيرة يحتاجون لتكفل طبي لا يمكن للجمعيات الخيرية توفريه بسبب محدودية إمكانيتها لتبقي الحكومة ممثلة في وزارة التضامن والصحة هي وحدها المسؤولة عن هذه الشريحة التي تحتاج حسب ذات المتحدث لدعم وتكفل طيلة السنة فمعاناة هؤلاء لا تنتهي مع انتهاء فصل الشتاء ودعا بونيف في السياق ذاته السلطات العليا لدعمهم كجمعيات خيرية من أجل تمكنهم من القيام بدورهم تجاه فئة المتشردين معتبرا ان صدقات المحسنين والتبرعات كثيرا لا تكفي للتكفل ب10 بالمائة من هذه الشريحة نظرا لتفاقم ظاهرة التشرد.
• علي عية: من "الخزي" على أمة مسلمة ان يبات مواطنيها في العراء في هذه الظروف
من جهته قال امام مسجد الجامع الكبير بالعاصمة على عية في تصريح لـ"الرائد" أن المجتمع والسلطات لهم مسؤولية تجاه هذه الفئة معتبرا انه من "الخزي" في دولة مسلمة أن يبيت فئة من مواطنيها في الشارع للعراء في هذا الفصل البارد وقال عية أنهم كأئمة يتحملون المسؤولية أيضا مشيرا أنه على الإمام أيضا أن يوعى الناس ويأمرهم بالمعروف ومن هذا المعروف التكافل الاجتماعي ومساعدة هذه الفئة التي لا حول لها ولا قوة مطالبا في السياق ذاته السلطات المعنية بالتحرك السريع فهؤلاء يقول عية بشر ومن حقهم الاكل والملبس والتكفل خاصة وان فئة كبيرة منهم من أصحاب الأمراض العقلية، كما دعا عية في ذات الاطار للقاء على اسباب هذه التشرد من أساسه بالقضاء على افة الفقر وذلك بتكافل المجتمع المسلم وتعاونه بالطرق المشروعة كالزكاة الواجبة والصدقات المندوبة وإيجاد فرص العمل لكل قادر وإعطاء العاجزين ما يسد حاجتهم.
س. زموش