الوطن

ولد عباس يُلّغم الأفلان مع بداية العد التنازلي لاستحقاقات 2017

بلعياط يشكوه لبوتفليقة، وجناح عبادة يُمهله، واستقالة مفاجئة في المكتب السياسي

 

الدعوة لتنحية ولد عباس تتوسع واستقالة عشرات المنتخبين بشرق البلاد

إحالة خلدون على لجنة الانضباط وقيادات تهدد من المكتب السياسي بالانسحاب 

 

بعد هدوء حذر دام أقل من 80 يوما منذ استقالة عمار سعداني من منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في 22 أكتوبر الفارط، وتعيين جمال ولد عباس مكانه، انفجرت الأوضاع مجددا في المكتب السياسي للحزب على مشارف استدعاء الهيئة الناخبة لتشريعيات 2017، وتبادل ولد عباس مع عضو مكتبه السياسي المستقيل، حسين خلدون، "اتهامات وتجاوزات"، في وقت بادرت القيادة الموحدة بقيادة عبد الرحمان بلعياط بإرسال "نداء" لرئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة لإنقاذ الأفلان من خروقات وتجاوزات ولد عباس لتفادي خسارة وشيكة في الانتخابات المقبلة. أما العائدون إلى أحضان الحزب من جناح عبادة، فأبدوا "تريثهم" لمعرفة مواقعهم في الحزب بعد سنوات من الإقصاء، فهل تأخذ الأزمة الجديدة داخل الحزب العتيد منحى جديدا مع اقتراب التشريعيات؟

وتزامنا مع هذه الأنباء قدم 14 رئيس بلدية من ولاية برج بوعريريج استقالتهم للأمين العام للحزب العتيد على خلفية ما يحدث في الحزب في الآونة الأخيرة، فيما قالت مصادر أخرى أن عضوا آخر في المكتب السياسي يكون قد لمح لتقديم استقالته من المكتب بسبب ما أسماه بـ" الغموض " في طريقة تسيير شؤون الحزب، يحدث هذا في وقت قرر فيه خليفة عمار سعداني إحالة القيادي في الحزب حسين خلدون على لجنة الانضباط تمديها لفصله من الحزب وانتزاع عضوية اللجنة المركزية منه.

وربطت مصادرنا الحراك القائم في الأفلان الآن ببداية مرحلة ترتيب بيت الأفلان من جديد وتقول هذه المصادر أن مسألة استمرار جمال ولد عباس على رأس الأمانة العامة هي مسألة وقت ليس إلا كون التحضيرات القائمة الآن تحضر لأحد وزراء حكومة سلال الحالية ليكون على رأس الحزب في المستقبل.

هذا واتصلت "الرائد" بأطراف الصراع داخل الأفلان حول قراءتهم للوضع الجديد قبيل أسبوعين فقط عن استدعاء الهيئة الناخبة لتشريعيات 2017، وكذا توجهات الحزب بقيادة جمال ولد عباس وتأثيرات استقالة خلدون على استقرار المكتب السياسي للأفلان وتحضيراته للاستحقاقات المقبلة، وخلفيات قرار الأمين العام بتعيين مستشار إعلامي وتقييمه أمانة الإعلام (يشرف عليها خلدون) بالضعف وعدم المغامرة بها في انتخابات بهذا الحجم والمنافسة.

 

بعجي: من حق الأمين العام تقييم أي عضو واستقالة خلدون "لا حدث"

 

قال عضو المكتب السياسي للأفلان، بعجي أبو الفضل، أن "استقالة خلدون من المكتب السياسي وأمانة الإعلام لن تؤثر في استقرار المكتب وعمله وتحضيراته لخوض التشريعيات المقبلة". وذكر المتحدث، في تصريح ليومية "الرائد"، أمس، أن "أجندة عمل الحزب تسير بشكل عادي ولن تتأثر باستقالة فردية لعضو بإرادته، ومساء اليوم (يقصد الثلاثاء) لدينا اجتماع للمكتب السياسي لمناقشة وضع برنامج انتخابي واستراتيجية الحملة الإعلامية للحزب خلال التشريعيات". وعن احتمال تجدد أزمة على مستوى المكتب السياسي والحزب، قال بعجي "لا توجد أزمة، فالكل ملتزم بمهامه والأمين العام يعمل بهدوء ونحن نحضر للتشريعيات"، مضيفا: "إذا تحدثنا عن وجود أزمة فهذا يقود للحديث عن شرخ في القيادة وهذا غير موجود".

وعن تبرير قرار الأمين العام، جمال ولد عباس، بتعيين مستشار إعلامي في المكتب السياسي ورفض خلدون تقديم استقالته للأمين العام، قال بعجي "المكتب السياسي يتم تشكيله باقتراح من الأمين العام والتزكية الجماعية للجنة المركزية"، مضيفا: "الأمين العام من صلاحياته التوقيع على قرار التعيين في المهام الموكلة لكل عضو في المكتب السياسي، وهذا بنص النظام الداخلي للحزب"، في إشارة إلى أن رفض خلدون لمهام الشؤون القانونية التي اقترحها عليه ولد عباس قبل تعيين بن حمادي كانت "قانونية"، حسب بعجي.

 

بلعياط: ولد عباس خالف تعليمات بوتفليقة فبدل لمّ الشمل صار يشتت الحزب

 

وفي جناح معارضي القيادة الحالية للأفلان المنبثقة عن اجتماع اللجنة المركزية في 30 أوت 2013، قال عبد الرحمان بلعياط أن "رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة أعطى تعليمات من أجل لمّ مناضلي الحزب وليس تشتيتهم أكثر"، في تعليقه على استقالة خلدون من المكتب السياسي وتماطل ولد عباس في تسوية الوضع داخل الحزب مع القيادة الموحدة بقيادة بلعياط. وأضاف المتحدث، في تصريح ليومية "الرائد"، أمس، أن "تصرفات ولد عباس وتماطله منذ ثلاثة أشهر في تنفيذ قرارات رئيس الحزب قد يمضي عليها الوقت، والكل يشهد أنه تسبب في خسارة الأفلان للتشريعيات". وذكر بلعياط "هذا الشخص المستقيل (خلدون) وولد عباس كل يتحمل مسؤوليته، فالأزمة خلفتها غطرسة مغلفة بالمواربة"، في إشارة إلى تهرب ولد عباس من استغلال الوضع عقب استقالة سعداني لتسوية الخلافات قبيل بداية العد التنازلي للتشريعيات.

وفي سياق متصل، اعتبر بلعياط أن تأثيرات الأزمة في الأفلان على حظوظه في تشريعيات 2017 "قد تأخذ أبعادا أخرى، لأننا سنخبر الشعب والمناضلين بالانحرافات وسنقدم مرشحين وقوائم في كل المحافظات باسم القيادة الموحدة"، وأضاف: "تقديم قوائم للتشريعيات في ظل هذا الوضع المتردي والخلافات هو إهانة للحزب"، مضيفا: "كيف تطلب من الشعب أن يصوت للحزب ومشاكله الداخلية لم ينته منها منذ سنوات".

 

عبادة: هناك بلبلة في المكتب السياسي الموروث عن سعداني

 

أما على صعيد جناح التقويمية المنضوية مؤخرا ضمن مسعى لمّ الشمل داخل الحزب، فوصف عبد الكريم عبادة قرار خلدون بالاستقالة من المكتب السياسي بأنه "دليل عدم تجانس وتضايق من بعض الأعضاء فيما بينهم بعد استقالة سعداني". وأضاف: "هذا المكتب السياسي الحالي هو تركة الأمين العام السابق عمار سعداني، وطبيعي أن أسلوب العمل اختلف مع خليفته ولد عباس، ما تسبب في عدم التناسق والتجانس"، مضيفا: "بعد التغيير في منصب الأمين العام أحس بعض الأعضاء بالتهميش فأخذوا مسؤوليتهم ويبدو لي أن هذا هو سبب الاستقالة".

وعن تأثيرات ما يحدث حاليا في المكتب السياسي على تحضيرات الحزب للموعد الانتخابي، قال عبادة "لا يمكنني التحدث في هذا الشأن". وفي سؤال آخر حول مستجدات اندماج مناضلي وقيادات التقويمية بعد التفاهم مع ولد عباس في إطار تسوية الخلافات، قال عبادة "لا يوجد أي جديد إزاء وضع المناضلين العائدين، وما حدث مع ولد عباس مجرد لقاءات واستشارات"، واصفا تلك اللقاءات بأنها "كانت مضبوطة ومسؤولة".

من خلال تعدد أجنحة الخلافات الداخلية في الحزب العتيد وبوادر استمرار الأزمة، يبدو أن فترة 15 يوما قبيل استدعاء الهيئة الناخبة "لن تكون في صالح أي طرف للحفاظ على استقرار الحزب وتهيئة الأمور لدخول التشريعيات"، حسب مراقبين، وهو ما يجعل التحدي الأكبر لكل طرف "ضمان التواجد في القوائم الانتخابية" قبيل تسوية الأمور داخليا بعد الفراغ من الاستحقاقات القادمة.

 يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن