الوطن
الجزائري لا يملك ثقافة الوعي الاستهلاكي !!
رغم تدني القدرة الشرائية الأستاذ في علم الاجتماع الهادي سعدي لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 جانفي 2017
أكد أمس الأستاذ في علم الاجتماع الهادي سعدي أن اغلب العادات الاستهلاكية غير المدروسة والتي تتسم بالتبذير واللهفة اكتسبها الجزائريون سنوات البحبوحة المالية أين توجه أغلب الافراد إلى أنماط استهلاكية كمالية لا تمثل ضرورة للحياة وهو ما يفسر الان حجم ما ينفقه الجزائريون على الكماليات رغم ان معظمهم يعانون من محدودية الدخل وتدني القدرة الشرائية مشيرا ان محاولة التخلص من الإفراط في الاستهلاك كعادة سلبية يحتاج لوقت وبمساعي يجب ان تبذلها الحكومة وفعاليات المجتمع من اجل التقليل من حمى الاستهلاك التي أصابات الجزائريين.
وأضاف سعدى في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن هناك نمطين من الاستهلاك، الاستهلاك العادي الذي يدخل في إطار تلبية الاحتياجات اليومية وتلحق بها احتياجات الحياة المعاصرة التي باتت أمرا لا مفر منه والاستهلاك غير العادي المتعلق بالإقبال على بعض المنتجات غير الضرورية التي قد يمكن الاستغناء عنها لأنها لا تتوقف عليها الحياة والخطير هنا يقول سعدى هو النمط الثاني الذي يعطي مؤشرات واضحة عن بنية تفكير الجزائريين وطريقة عيشهم وسلوكهم الاقتصادي، وأشار سعدى لوجود عوامل أصبحت تتحكم في النمط الاستهلاكي لدى الجزائريين من ابرزها العولمة والتطور التكنولوجي الذي يظهر بتعلق الجزائريين بمنتجات أصبحوا يصرفون عليها الملايير ولا يستغنون عنها ومنها المنتجات التكنولوجية والإلكترونية وفي مقدمتها الهاتف النقال الذي بات رقما مهما في الاستهلاك الجزائري. أما العامل الثاني فيتعلق بانفتاح السوق الجزائرية على المنتجات القادمة من كل أسواق العالم، مما أدى إلى حدوث تدفق هائل في السلع جعل الجزائريون يقبلون بشراهة على كل ما هو مستورد كما رافق هذا الانفتاح انفتاح إعلامي قاد حملات الترويج للمنتجات، عبارة عن دعوات ملحة لمزيد من الاستهلاك وبات تأثيرها في الجمهور كبيرا وقال سعدى انه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة إلا ان هذه العوامل التي خلقت استهلاك مفرط لدى الجزائريين لم تختفي فلا تزال المنتجات المستوردة تدخل الأسواق بوفرة بالإضافة على تشجيع للمنتج الوطني وهو بمثابة تشجيع على الاستهلاك بالإضافة إلى الحملات التي تتزايد يوما عن اخر للترويج للمنتجات وهنا أشار ذات المتحدث لصعوبة إعادة تأقلم الجزائريين على نمط استهلاكي اخر معتبر ان ذلك يحتاج لوقت ومجهودات تبذل من طرف الحكومة عن طريق الحملات التحسسية وكذا من طرف فعاليات المجتمع لخلق ذلك الوعى الاستهلاكي الذي يفتقده الجزائري .
س. ز