الوطن

اضطراب لدى الأحزاب في الفصل في مرشحيها للتشريعيات

فضلت تأجيل العملية إلى حين استدعاء الهيئة الانتخابية من قبل الرئيس

 

الأفلان والأرندي ينتظران مواقف الوزراء ورجال الأعمال

حمس تعيد حساباتها بعد انضمام التغيير والفجر الجديد لا يمانع ترشيح رجال المال

 

قبيل أسبوعين عن استدعاء الهيئة الناخبة بمرسوم رئاسي، يسود في الساحة الوطنية "حذر وترقب" إزاء تحضيرات الأحزاب للانتخابات التشريعية. فالأفلان والأرندي يبدو عليهما "التريث" قبل الفصل النهائي في رؤوس القوائم عبر الولايات، في حال إعلان بعض الوزراء ورجال الأعمال عن نيتهم الترشح في آخر دقيقة، في حين شرعت أحزاب المعارضة (بينها حمس والفجر الجديد) منذ بداية ديسمبر الفارط في استقبال ملفات الترشح ووضع القوائم. فهل سينجح تكتيك قيادات الأحزاب في محاصرة الخلافات الداخلية التي عادة ما تندلع عند الفصل النهائي لقوائم الترشح؟

وبغض النظر عن الآجال القانونية التي تحددها المادتان 25 و84 من القانون العضوي للانتخابات والتي تمنح الأحزاب مهلة 30 يوما فقط لجمع التوقيعات (المادة 94) وتقديم القوائم، فإن التحديات التي تواجهها الأحزاب خلال الفترة التي تسبق استدعاء الهيئة الناخبة هي تنظيمية عبر تحضير البرنامج الانتخابي واستقبال ملفات الترشح من المناضلين، وكذا تنشيط القواعد لتفادي فشل الإجراءات اللازمة لدخول الانتخابات، وأخرى سياسية بالتحكم في القواعد لمعرفة حظوظها لضمان مقاعد في البرلمان المقبل.

 

الأفلان يشرع اليوم في وضع البرنامج الانتخابي للتشريعيات 

 

أعلن المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، ليومية "الرائد"، عن عقد اجتماع للمكتب السياسي للحزب، اليوم الثلاثاء، لوضع البرنامج الانتخابي للتشريعيات. 

وقال خلدون: "ستتم المناقشة والمصادقة على البرنامج الانتخابي للتشريعيات الذي يتضمن تشكيل لجان الوسائل المادية والاستراتيجية الإعلامية وبرنامج الحملات الانتخابية وكذا مصادر التمويل". وعن تحضيرات الحزب لوضع القوائم، قال خلدون: "هناك تعليمات للجان الوطنية والولائية لدراسة ملفات الترشح للمناضلين، والقسمات لا تزال تستقبل ملفات الترشح وفق شروط محددة مركزيا"، وأضاف: "الأفلان لديه طريقة عمله في وضع القوائم، فابتداء من تقديم ملف الترشح على مستوى القسمات ترفع بعدها إلى مستوى اللجان الولائية للفصل في شروط النضالية والتنظيمية، ومن ثمّ ترفع إلى المكتب السياسي مركزيا". وذكر خلدون أن "الآجال المحددة لكل مرحلة من مراحل جمع الملفات لم تحدد بعد، وسيم الكشف عنها على أقصى تقدير قبل نهاية الأسبوع الجاري".

وفي سؤال عن مخاوف المناضلين من استحواذ رجال المال على رؤوس القوائم، قال خلدون: "لدينا التزام أعلن عنه الأمين العام أن المراهنة على عهد الشكارة لن تجد طريقها في تشريعيات 2017". وبخصوص الوزراء، ذكر المتحدث: "الأمين العام ولد عباس (وزير سابق) أكد بصفة صريحة أن كل وزير يريد الترشح باسم الأفلان عليه أن يحصل على موافقة رئيس الجمهورية". وأضاف: "وملف الوزراء الذين ينوون الترشح سيدرس مثل باقي المترشحين على مستوى القسمات ثم اللجان الولائية ثم المكتب السياسي وفق الشروط المحددة"، مختتما حديثه: "نحن جاهزون وعلى استعداد نضاليا وماديا لتحضير الانتخابات القادمة".

 

الأرندي يبدأ بترشيح رجال المال في البليدة وبرج بوعريريج

 

أوضح المكلف بالإعلام في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، صديق شهاب، أن "الأرندي فصل فقط في وضع إطارين من الحزب على رأس قائمة ولاية البليدة وولاية برج بوعريريج"، ويقصد بهما رجل الأعمال إسماعيل بن حمادي على رأس قائمة برج بوعريريج، وكذا رجل الأعمال محمد زعيم على رأس قائمة ولاية البليدة. وعن تموقع أصحاب المال خلال التشريعيات المقبلة، قال شهاب صديق: "في الأرندي هذا لا يوجد إطلاقا لأننا من ترشحا هما مناضلان، والحزب لا يضم في صفوفه أشخاصا من ذوي المال الفاسد والمشبوه". وأضاف: "في ولاية البليدة اضطررنا للفصل في رأس القائمة بعد الاضطراب الذي حدث في المكتب الولائي، وبعد ترشيح زعيم عاد الهدوء للمكتب الولائي".

وبخصوص تحضيرات الحزب لخوض التشريعيات قبيل أسبوعين عن استدعاء الهيئة الناخبة، ذكر شهاب صديق: "في تعليمة للمجلس الوطني قدمت وثيقة تكلف بموجبها اللجان المحلية والولائية بصلاحيات واسعة للنظر في وضع القوائم والمصادقة عليها". وأضاف: "التحضيرات لم تنطلق بصفة رسمية وفعلية ويمكن أن تتم في شهر فيفري، وما يحدث حاليا هو جو من النقاش لخوض الانتخابات". وعن البرنامج الانتخابي للحزب، قال قيادي الأرندي: "لم يوضع بعد لكنه سيضم جانبين اثنين، وطني ويتعلق بالرؤية الشاملة لخوض التشريعيات، وبرنامج محلي يخص كل ولاية".

 

حمس تعيد من جديد وضع قوائم الترشح بعد اندماج جبهة التغيير

 

وبخصوص اندماج جبهة التغيير ضمن حركة مجتمع السلم، قال قيادي الحركة، نعمان لعور، أن "عملية وضع القوائم انطلق فيها منذ فترة وهناك بعض الولايات أنهت عملها ووضعت القوائم، لكن مع اندماج جبهة التغيير سنعمل على تسوية الأمر". وأضاف: "في الولايات التي لم يتم بعد وضع القوائم، سندرج هذا التحالف الاندماجي بصفة عادية، لكن في الولايات التي أنهت عملها سنحاول إيجاد صيغة لإعادة تكييف القوائم حسب مجلس الشورى الولائي"، نافيا "وجود تعليمة مركزية لتقاسم القوائم بين مناضلي حمس ومناضلي التغيير". وفي الإطار، قال نعمان لعور: "القيادة المركزية تتدخل فقط في حال عدم التفاهم في وضع القوائم وترتيبها".

وعن البرنامج الانتخابي للحركة، قال قيادي حمس "هذا البرنامج سيكون مركزيا بحكم أن العهدة الانتخابية وطنية، وسننطلق فيه بعد استدعاء الهيئة الناخبة بمرسوم رئاسي"، مضيفا: "الآجال تبدأ حين تستدعى الهيئة الناخبة ولدينا الوقت لتحضير البرنامج الانتخابي". وعن شروط الترشح، قال نعمان لعور إنها تتعلق بالنضال والكفاءة وليس بأشخاص يتم فرضهم من القيادة المركزية.

 

الفجر الجديد: لا حرج في ترشح رجال المال وفقا للالتزام ببرنامج الحزب

 

أبدى رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، تقبلا لترشح رجال المال ضمن قوائم حزبه في التشريعات المقبلة بشرط الكفاءة والالتزام ببرنامج الحزب. وقال بن بعيبش: "ترشح رجال المال ضمن قوائم حزبنا ضرورة وليس مبدأ"، واعتبر أن "الأولوية في رؤوس القوائم تعود لشرطين أساسيين، هما القبول الشعبي وأن يكون باستطاعته تمويل الحملة الانتخابية"، مستدركا: "أنا متأسف لهذه القناعة بأن رجال المال هم الأولى، لكنه معيار ضروري في الوقت الراهن".

وعن تحضيرات الفجر الجديد لوضع القوائم وجمع التوقيعات، قال بن بعيبش: "لدينا 20 ولاية معفاة من جمع التوقيعات وفق شروط المادة 94، وقد انطلقنا في العملية وهي تسير على ما يرام"، مضيفا: "إذا استطعنا تغطية كل الولايات والدخول للانتخابات بقوائمنا، فهذا ما نسعى إليه، أما إذا لم نتمكن من جمع التوقيعات في الولايات الأخرى فسندعم القوائم التي تتقارب معنا في القناعات". وذكر رئيس الحزب أن "أساس الترشح على رأس قوائم حزبه هي الإجماع والامتداد الشعبي ومكانة المترشح في الولاية، وكفاءته واستطاعته على تنظيم حملة انتخابية وفق برنامج الحزب"، مضيفا: "التشريعيات ستكون محطة لتحضير المحليات (البلدية والولائية) بالنسبة للمترشحين ضمن القوائم، لذلك سنعمل على تشجيع نجاح الحزب أولا". وعن تحالف حزبه مع قوى سياسية أخرى خلال التشريعيات، قال بن بعيبش: "كانت هناك اقتراحات من أجل التحالف، لكن مناضلي حزبنا لا يزالون في وضعية غير متمرسين في هذا النوع من التحالف".

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن