الوطن
مقاطعة "طلائع الحريات" للتشريعيات "لا حدث "
أعضاء هيئة التشاور وقوى التغيير تستبعد "تأثير المقاطعة" على عملها المشترك
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 جانفي 2017
• محلل سياسي: بن فليس لا يستطيع إخافة الأطراف السياسية الداخلية
استبعد أعضاء في هيئة التشاور والمتابعة وقطب قوى التغيير أي "تأثير ينجر عن مقاطعة طلائع الحريات، بقيادة بن فليس، للتشريعيات"، فيما أبدى بن بعيبش "تفاؤله بعودة تكتلات المعارضة مباشرة بعد خوض التشريعات للعمل المشترك". أما المحلل السياسي صالح سعود فيرى أن "علي بن فليس أضاع الكثير من الأوراق التي كان يلعبها في الماضي، ولا يشكل رعبا لإخافة أطراف سياسية في الداخل"، وذلك في قراءته لنتائج مقاطعة حزب بن فليس للتشريعيات على الصعيد الوطني والخارجي ومصداقية الانتخابات في حد ذاتها.
ويأتي تصريح أعضاء في هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة وقطب قوى التغيير، يقوده المرشح السابق للرئاسيات علي بن فليس، تزامنا مع مشاركة كل الأحزاب (ماعدا جيل جديد) في التشريعيات، في حين يخفف قادة الأحزاب من حدة التوتر داخل بيت المعارضة في أول امتحان لهم بعد عامين من النضال المشترك.
• بن بعيبش: بعد التشريعيات ستعود المعارضة للعمل سويا في هيئة التشاور
فرئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، يرجح "عدم تأثير قرار حزب بن فليس بمقاطعة التشريعيات المقبلة على تكتل المعارضة في قوى التغيير أو هيئة التشاور"، واعتبر بن بعيبش أن "تكتلات المعارضة بما فيها قطب قوى التغيير الذي ساند بن فليس في رئاسيات 2014 ترك حرية المشاركة في التشريعات أو مقاطعتها للأحزاب"، وأضاف: "في لقاءات متعددة مع أحزاب قطب قوى التغيير حددنا استقلالية كل حزب في اختيار قراره المستقل". وذكر رئيس حزب الفجر الجديد أن "المشاركة أو المقاطعة لا تغير شيئا من قناعات الأحزاب، وأن الانتخابات مزورة مسبقا وقانون الانتخابات جائر". وأضاف: "الانتخابات هي محطة من المحطات في النضال السياسي". وبرر بن بعيبش هذا الطرح بأن "الأحزاب من خلال الانتخابات ستتوجه للشعب وليس للسلطة".
وفي نقطة ثانية، قال بن بعيبش: "لو اتفقت المعارضة على موقف محدد سيكون ذلك أقوى وأصدق"، مضيفا: "في ظل اتخاذ كل حزب موقفا مستقلا من التشريعيات يبقى لنا العمل المشترك"، معتبرا أن "قرار حزب طلائع الحريات لن يؤثر في العمل المستقبلي لهيئات المعارضة". وأبدى المتحدث تفاؤلا بقوله: "بعد تشريعات أفريل المقبل ستجتمع قوى المعارضة في هيئة التشاور وقوى التغيير لمتابعة البحث عن آليات للانتقال الديمقراطي".
• بن خلاف: مسألة التشريعيات كانت مطروحة منذ وقت طويل ولم نوحد موقفنا بشأنها
ومن جهته، اعتبر قيادي جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أنه "بغض النظر عن موقف حزبي يتبناه طلائع الحريات بخصوص التشريعيات، فإننا كل طرف في هيئة التشاور أو التنسيقية أو قطب قوى التغيير يحترم قرار حزب آخر". وأضاف: "في رأيي قرار حزب بن فليس مقاطعة التشريعيات لا يؤثر في العمل المشترك للمعارضة"، مضيفا: "نحن في أرضية مزفران التقينا على نقطة واحدة هي موضوع الانتقال الديمقراطي المتفاوض عليه من السلطة". وقال بن خلاف: "الأرضية هي إطار يجمعنا بغض النظر عن التشريعيات أو أي محطة أخرى، ومن يقول بخلاف ذلك فهو لا يمثل إلا نفسه". وأضاف بخصوص أطراف (لم يسمها) يرى أنها تحاول التشويش على عمل هيئة التشاور والتنسيقية: "من يقول أن كل من دخل الانتخابات فهو خائن لأرضية مزفران، فهو أول من خان الوثيقة".
وعن إمكانية تأثير مقاطعة بن فليس على الانسجام داخل الهيئة وإمكانية التخلي عن العمل التنسيقي بين أعضائها، قال بن خلاف: "الكل كان يعلم أن موضوع الانتخابات مطروح منذ مدة قبيل بداية التحضير لها، وتمّ تأجيله مع ترك استقلالية كل حزب في اتخاذ قراره". وأضاف: "علاقة الأحزاب وهيئات المعارضة لن تتأثر بموضوع الانتخابات"، مستدركا: "لو تمّ الاتفاق على موقف موحد بين أعضاء الهيئة والتنسيقية للمقاطعة أو المشاركة فعندئذ يمكننا الحديث عن تأثير مخالفة ذلك على عملها المستقبلي".
• صالح سعود: بن فليس أضاع الكثير من الأوراق التي كانت لديه في الماضي
على صعيد آخر، اعتبر المحلل السياسي، صالح سعود، أن "طلائع الحريات بقيادة علي بن فليس قاطع الانتخابات لسببين يعتبرهما مبررا لهذا القرار"، معددا "السبب الأول هو عدم اقتناعه بنزاهة الانتخابات وبحيادية المشرفين عليها، وهو ما يؤدي إلى عدم إنصاف الفئات المرشحة"، مضيفا: "أما السبب الثاني فهو اقتحام أصحاب المال وأصحاب تكتلات لا تعبر عن الواقع السياسي للبلاد". وأعطى صالح سعود تصوراته لخلفيات مقاطعة بن فليس للتشريعيات بقوله: "عدم نزاهة الانتخابات أثبتتها التجربة لأن الدولة لا تستطيع التحكم فيها ولا تستطيع التصدي لانحرافات وخروقات حدثت في الماضي، وحتى لجان التحقيق لم تصل إلى نتيجة مرجوة"، مضيفا: "ومن جانب المترشحين المحتملين، فإنهم في حد ذاتهم لا يعبرون عن القاعدة النضالية لأحزابهم، وإنما تلعب أطراف أخرى أدوارا لترشيح من لا علاقة لهم بالنضال"، مضيفا: "السلطة بطبيعتها ستنحاز إلى بعض التيارات لتمويلها وبن فليس يدرك ذلك جيدا، ولن يجد حزبه والتيارات السائرة في مساره مكانا لها".
وعن علاقات بن فليس المتشعبة وإمكانية تأثير ذلك على مصداقية الانتخابات، قال صالح سعود: "لا أعتقد أن هذا الطرح موجود، لأن الأطراف الخارجية تتعامل مع الواقع والموجود في الساحة لقضاء مصالحها، وهي موجودة بالفعل"، مضيفا: "بن فليس لا يشكل هذا الرعب لإخافة بعض الأطراف السياسية في الداخل"، معتبرا أن "بن فليس فقد الكثير من الأوراق التي كان يستطيع أن يلعبها في الماضي"، مضيفا: "السلطة تخضع لتوازنات يتحكم فيها بدرجة كبيرة محيطها الخارجي".
وعن احتمال هجرة جماعية لإطارات طلائع الحريات بعد مقاطعة الانتخابات، استبعد المحل السياسي سعود أن "يكون هناك هجرة لإطارات حزب بن فليس نحو تيارات أخرى أو أحزاب، لأن هذا يعتبر تغييرا للمبادئ وهذه ستكون ضارة لرئيس الحزب بن فليس ومستقبله وقاعدته النضالية"، مضيفا: "من المفروض أن كل الإطارات من الواجب عليهم أن لا يشاركوا في الانتخابات، لأنهم بمشاركتهم لا يكون هناك مقاطعة فعلية واقعية".
يونس بن شلابي