الوطن
الأئمة ينتقدون حملات التيئييس في أوساط الجزائريين !!
حثوا على نشر ثقافة الأمل وأكدوا على أن العدل أساس الاستقرار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جانفي 2017
دعا أئمة الجمهورية وعبر مختلف مساجد الوطن الجزائريين رعية ومسؤولين إلى "التصدي لما أسموهم هجمة شرسة ضد الجزائر"، حيث تناولت خطبهم "نبذ العنف وحرمة الاعتداء على مال المسلم وعرضه ودمه وأهمية العفو عند المقدرة". وأكد هؤلاء في خطبهم في صلاة الجمعة يوم أمس، إلى أن العدل أساس الاستقرار. وطالب هؤلاء بضرورة نشر ثقافة الأمل في أوساط الشباب، منتقدين حملات التيئيس التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة في المجتمع الجزائري، حيث اعتبروا هذه المسألة خطوة تهدف إلى "إعادة البلاد إلى مرحلة اللا استقرار التي اكتوت بنارها في فترة التسعينيات".
الأئمة، أمس وفي خطبهم، عبر مساجد الجمهورية، انتقدوا بعض الأبواق المحمومة كما وصفوها "بالتخطيط لزعزعة أمن واستقرار البلاد، من خلال محاولة بعض الأطراف إحداث الفوضى بين الجزائريين كونها قنوات مأجورة بالعداء علينا"، مؤكدين أن "من حرك الأمور ببعض الولايات هي أطراف مأجورة"، واصفين "إياهم بالمبطلين والمتربصين الذين يريدون أن يلحقوا الجزائر بركب ليبيا واليمن وسوريا، ولكن هيهات ونقول لهم أن الجزائريين لا يفرطون بأمن البلاد"، محذرين "هذه الأطراف من زعزعة أمن واستقرار الجزائر، خاصة وأنها مرت بفترة عصيبة أيام التسعينيات واكتوت بنارها التي يحاول البعض إشعالها".
وقال في هذا الصدد إمام مسجد العربي التبسي في الجزائر العاصمة، في خطبة صلاة الجمعة، إن هناك أطرافا تعمل على نشر اليأس لدى فئات المجتمع خصوصا منها الشباب حول مصيره ومستقبله، وهو ما ينهى عنه الدين الإسلامي في العديد من الآيات التي بدأت بعبارات "لا تقنطوا.."، "لا تحزنوا.."، "لا تهنوا.." "لا تيأسوا.."، حيث أن القرآن يدعو للرضا والتفاؤل وبعث الأمل دائما.
وأضاف بدوره إمام مسجد عمر بن الخطاب ببراقي بأن الواجب على الجهات المعنية في الدولة العمل على التقرب من المواطن لمعرفة حاجاته وانشغالاته اليومية، مشيرا إلى أنه عوض نزول قوات الأمن إلى الشارع الأولى نزول المسؤولين إلى المواطنين والحوار معهم والاستماع إلى مطالبهم والعمل على تحقيقها قدر المستطاع.
وفي نفس السياق، دعا أئمة مساجد أخرى بالعاصمة "الجزائريين كافة إلى التحلي باليقظة والفطنة والتسلح بالتعاليم الدينية الصحيحة لتحصين الأنفس والأهل والمجتمع برمته، من مخاطر الفتن التي تسيء للإسلام والمسلمين وتعرض أبناء الأمة للمظالم في مختلف ربوع العالم"، مذكرين "بدعوة القرآن الكريم المسلمين إلى التكافل والتكاثف والاعتصام بحبل الله، ونبذه للتفرقة والتشتت".
كما خصصت خطب الجمعة عبر مساجد الجمهورية "للحديث عن العنف والإرهاب والتنديد بكل أشكال الاعتداء على الحرمة الجسدية للمسلم وحفظ العرض والمال وحقن الدماء، وما يعرف بالكليات الخمس في الإسلام". وأكدت الخطب على "سماحة الإسلام ورفضه لكل أشكال التطرف والغلو من جهة، ونهيه عن إلحاق الأذى بالغير من المسلمين وغير المسلمين، ناهيك عن حرمة حمل السلاح في وجه الآمنين"، كما دعا الأئمة في خطبهم إلى "ضرورة دعم المؤسستين الأمنية والعسكرية في ضمان الأمن وحماية الناس في شؤونهم وبيوتهم وضرورة الانتباه والحذر"، كما حث الأئمة المصلين على ضرورة توعية الناس بخطورة ترويع المسلم وزرع الخوف واليأس بديلا للأمن والسكينة والطمأنينة، وأمرتهم بالتوعية والدعوة إلى التمسك بنعمة الأمن في ظل تفاقم التهديدات الأمنية بالمنطقة والعالم وتنامي الفكر المتطرف الذي لا ينم عن أصول الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء بصلة".
وتأتي خطب صلاة الجمعة، التي تناولت موضوع الأمن والاستقرار، تلبية من أئمة المساجد لتعليمة وزارة الشؤون الدينية التي وجهتها لهم ودعتهم لتضمين الخطب بمحاور تتحدث عن "نعمة الأمن والاستقرار على أنها من أعظم ما امتن الله به على عباده، واستدامة الأمن واستقرار مقصد من مقاصد الشريعة، وواجب شرعي يقع على عاتق كل المواطنين كل في موقع ومقامه".
وجاءت تعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بعد الأحداث التي عرفتها بعض الولايات على غرار بجاية، التي شهدت أعمال شغب من تخريب وحرق للمنشآت والمؤسسات التجارية، على خلفية دعوات مجهولة المصدر لإضراب التجار احتجاجا على الرسوم الواردة في قانون المالية لسنة 2017، وجاء في التعليمة الوزارية وجوب التحذير من الدعوات التي تثير الفتنة وتزرع الخوف، وكذا التذكير بحرمة النفوس والأموال والممتلكات وتحريك التعدي عليها، والتذكير بمفاسد العبث بأمن البلد.
كما أشارت إلى أن ما حققه وطننا في ظلال الأمن من إنجازات ظاهرة، جعله محسودا من أكثر من جهة تكيد له، الأمر الذي يستدعي يقظة ووعيا من كل أفراد المجتمع. وذكرت التعليمة أن الجزائر تنعم بأمن أكسبها استقرارا في جو إقليمي متوتر، وفي أجواء هذه النعمة الربانية توصّل الجزائريون إلى آفاق تنمية شاملة ما كانت لتتحقق لولا استتباب مظاهر الأمن والاستقرار، التي كان للمسجد دور رئيس في تكريسها على أرض الواقع.
هني. ع