الوطن
التوافق يطغى على مجالس شورى الأحزاب الإسلامية
جمعة الوحدة رسمت معسكرين لدخول التشريعيات القادمة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جانفي 2017
• محمد حديبي: التيار الإسلامي يمر بمرحلة جديدة في حياته
رسمت جمعة الوحدة للأحزاب الإسلامية، التي عقدت بعضها أمس، وتستمر أخرى اليوم في اتخاذ قراراتها النهائية بخصوص ملف الوحدة والتحالف والاندماج بين بعض التيارات الحزبية الإسلامية، على غرار النهضة والعدالة والتنمية وحمس والتغيير، وكذا تحالف البناء الوطني مع كل من النهضة وجبهة العدالة والتنمية. ويرى مراقبون أن السمة البارزة في المشهد السياسي الجزائري ستكون "التوافق" بين أبناء التيار الإسلامي. ويوعز هؤلاء هذا الاستنتاج إلى قناعات توصلت إليها قياداتها باستحالة الاستمرار في المشهد السابق، وأنها باتت مرغمة على التكتل أو التحالف أو الاندماج من جديد، خشية الاندثار من الساحة، في ظل تهديدات أحزاب السلطة بالاستحواذ على كل شيء في المؤسسات المنتخبة الجديدة.
قررت الأحزاب الإسلامية في الجزائر تبني خيار الوحدة كأساس لمواجهة أحزاب السلطة وتعويض نكساتها السابقة التي امتدت لأكثر من 20 سنة, ورغم ما أفرزه اجتماع مجلسي شورى حمس والعدالة والتنمية والنهضة والبناء الوطني والتغيير اليوم فيما أطلق عليه بـ"جمعة الوحدة" من شعارات تصب في خانة جمع شمل التيار الإسلامي، ولو على مضض، خاصة أن الوحدة الاندماجية ستكون في المرحلة الراهنة مقترنة بكل من العدالة والتنمية والنهضة، فيما ستشكل التحالفات الحزبية باقي أبناء القطب الإسلامي.
وتشير التطورات الأخيرة داخل بيت الإسلاميين إلى أن قطبي التحالف الجديد بين "حمس" و"التغيير"، تحالف حركة النهضة، العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني، سيكونان عنوان الإسلام السياسي في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة والمشهد الذي ستفرزه، في وقت يستبعد ميلاد تحالفات انتخابية ومؤسساتية جديدة تعيد لعائلة الإسلاميين في الجزائر موقعهم.
ويختلف مشروع الاندماج لحركة مجتمع السلم مع جبهة التغيير مع ذلك الذي حدث في قطب النهضة والعدالة والتنمية، لكون هناك ترددا في القطب الأول وعدم تبلور الفكرة بالنسبة لقادة الحزبين، أما بالنسبة لقطب العدالة والتنمية والبناء الوطني والنهضة فهو تحالف حزبي تحسبا للتشريعيات القادمة بالدرجة الأولى، فيما تأجل الحديث عن وحدة أو اندماج بين هذه الأحزاب الثلاثة إلى حين تبلور فكرة المشروع السياسي لهم.
هذا ويؤكد متتبعون للشأن السياسي في الجزائر أن القيادات السياسية التي قررت إنهاء عهد شتات الإسلام السياسي، تكون قد توصلت إلى قناعات باستحالة الاستمرار في المشهد السابق، وأنها باتت مرغمة على التكتل من جديد خشية الاندثار من الساحة، في ظل تهديدات أحزاب السلطة بالاستحواذ على كل شيء في المؤسسات المنتخبة الجديدة.
وقال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أمس، قبل بداية أشغال مجلس الشورى الذي جرت أشغاله خلف أبواب موصدة، أن توحد الحركة الإسلامية عبر مسار حركة مجتمع السلم الذي أسسه الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله ومسار حركة النهضة الذي أسسه الشيخ عبد الله جاب الله أمر جميل, إلا أنه اعتبر الانتخابات حالة عرضية ليست أهم من الوحدة, وهي حالة سياسية آنية تحكمها المعطيات الانتخابية أو يشملها المشروع الوحدوي. والأهم من هذا كله أن يكون للحركة الإسلامية مشروع وطني حضاري للإسلام والجزائر، تحمله مشاريع سياسية واستراتيجية جادة وواقعية وفاعلة تقودها موارد بشرية محفزة ومؤهلة أخلاقيا.
من جهته أخرى, سترسم اليوم جبهة التغيير قرار "العودة إلى المدرسة" من خلال اجتماع مجلس شوراها, حيث استبق عبد المجيد مناصرة هذا الاجتماع بتغريدة على موقع تويتر، يؤكد فيها تجسيد (حركة مجتمع السلم) و(جبهة التغيير) مشروع وحدة "يرضي الله ويفرح المؤمنين ويوحد الوطن ويدعم الديمقراطية ولا ينقصه إلا اعتماد مجلسي الشورى.
ولم يقدم مناصرة تفاصيل أكثر حول الاتفاق, في حين يتزامن هذا الاجتماع مع اجتماع مغلق داخل بيت حركة البناء الوطني، حول قرار الوحدة مع حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية التي زكى مجلس شوراها انضمام حزب بومهدي للمشروع الوحدوي تحسبا للتشريعيات القادمة.
من جهته، قال القيادي في حركة النهضة، محمد حديبي، لـ"الرائد"، أن ما يطرح اليوم من تحالفات سياسية شيء إيجابي من باب أن كثرة البرامج في نهج واحد لا معنى لها، خصوصا مع الواقع السياسي , نافيا أن يكون المشروع ذا أهداف انتخابية قائلا: "هو تحالف استراتيجي للقضاء على أكبر عدد من الأحزاب الإسلامية في حزب واحد من خلال توحيد الرؤى وتوحيد الأفكار وتجميع الطاقات والإطارات، ولذلك التحالفات هذه تهدف إلى الوحدة الاندماجية وحل أكبر عدد من الأحزاب"، مضيفا أن التوقيع بين حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية قرار الوحدة الاندماجية ملزم للكل في سقف حزب واحد بعد الانتخابات، مضيفا: "الآن نعتقد أن هذا "التيار" يمر بمرحلة جديدة في حياته وهي المرحلة الثالثة في إعادة تشكيله وتركيبه، بعد المراجعات التي قام بها في المرحلة الأولى".
أمال. ط