الوطن

ولد عباس يصرّ على خوض التشريعيات قبل تسوية الخلافات داخل الأفلان

جناح بلعياط يراسل رئيس الحزب لإخباره بخروقات الأمين العام

عساس: الحزب منسجم وانتهينا من تشكيل لجنة تحضير الاستحقاقات التشريعية

تتجه الخلافات داخل حزب جبهة التحرير الوطني إلى مزيد من التشنج على مقربة من التشريعيات، فبعد تسوية الخلاف بين القيادة الحالية وبين جناح عبادة ودمج قيادات التقويمية ضمن اللجان التي تحضر الانتخابات، يواجه الأمين العام للأفلان، جمال ولد عباس، تحديا آخر أكثر "تعقيدا" وهو تهدئة الوضع مع جناح بلعياط (الجبهة الموحدة لحزب الأفلان). وذكر بلعياط من جانبه أن "القيادة الموحدة تعتزم توجيه رسالة لرئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة لإخباره بمخالفة ولد عباس لتوجيهاته"، فيما يتمسك المكتب السياسي للأفلان بقيادة ولد عباس بأن "كل الأمور التنظيمية داخل الحزب تمّ تأجيلها إلى ما بعد التشريعيات".

وحاولت "الرائد" استطلاع آراء الطرفين حول مستجدات التقارب بينهما، على خلفية اللقاء الأول الذي "بعث مزيدا من الاطمئنان لتسوية الخلافات السابقة مع سعداني وبلخادم"، وكذا الخطوات القادمة لكلا الطرفين لتحضير الانتخابات باسم الحزب العتيد الذي يحوز الأغلبية البرلمانية في العهدة التشريعية الحالية، واحتمال فقدانها لصالح أحزاب أخرى منافسة في ظل الخلافات المتجددة داخل الأفلان.

 

بلعياط: نحن لا نطلب "صدقة" أو "نجدة" من ولد عباس

قال منسق القيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، إن الأمين العام للأفلان جمال ولد عباس "تماطل ورفض تنفيذ توجيهات رئيس الحزب في طرح مبادرة الخروج من الأزمة الداخلية". وذكر بلعياط "سنراسل رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة (رئيس الجمهورية) بخصوص عدم تنفيذ توجيهاته وكذا الخطر المتربص بالأفلان غداة التشريعيات". واعتبر المتحدث أن "الرسالة التي ستوجه خلال يومين فقط إلى رئيس الحزب تتضمن نقطتين، الأولى متعلقة بمدى تنفيذ ولد عباس للإجراءات التي كلفه بها رئيس الحزب، وإخباره بموقفنا من مخالفة توجيهاته في تسوية الأمور الداخلية لحزب جبهة التحرير الوطني"، مضيفا: "أما النقطة الثانية فسنخبر الرئيس بوتفليقة بأن بقاء الأمور على حالها داخل الأفلان مع اقتراب التشريعيات لا يبشر بالخير ويشكل خطرا على حزب الأغلبية".

وفي سؤال حول لقاء ولد عباس مع جناح عبادة قبل أسبوع ووصولهم إلى اتفاق ثنائي لإدماج المعارضين السابقين في صفوف الحزب قبيل التشريعيات، انتفض بلعياط "غاضبا" وصرح: "لسنا شحاذين أو خدما لدى ولد عباس حتى يقال بأننا مهمشون، نحن الأقوى وهم خارج القانون"، مضيفا: "نحن لا نطلب صدقة أو نجدة من ولد عباس، بل هو من حاد وانحرف عن توجيهات رئيس الحزب". وجدد بلعياط دعوته لأمين عام الأفلان الجديد بقوله: "إذا استمر في هذا الوضع فهو من يتحمل مسؤوليات الفشل في الاستحقاقات القادمة". وعن دمج قيادات التقويمية مع القيادة الحالية للحزب، قال بلعياط: "لتحضير الانتخابات يجب إصلاح وتصليح ما تم إفساده في الحزب، لأننا لا نستطيع الفوز بالتشريعيات في ظل هذه الأوضاع على مستوى المحافظات والقيادة".

وفي سؤال حول موقفهم من احتمال تأخر رد رئيس الحزب وارتباط الأوضاع الحالية في الحزب بوقت قصير قبيل التشريعيات، قال بلعياط: "نحن لا نستبق الأمور، سنوجه رسالتنا إلى رئيس الحزب بخصوص النقطتين المذكورتين ثم ننتظر موقفه لمعالجة الأمور". وأضاف: "من جهتنا نحن محضرون جيدا لخوض التشريعيات على مستوى المحافظات والنجاح فيها، ولدينا مرشحون في كل الولايات". وذكر بلعياط أن اجتماع القيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني كان يوم 31 ديسمبر الأخير بمدينة تيزي وزو وتمخض عنه الاتفاق على بعث رسالة لرئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة هذا الأسبوع.

 

عساس: وجود معارضة داخل الأفلان مجرد هراء وضجيج إعلامي

ردّ عضو المكتب السياسي في الأفلان، رشيد عساس، على المطالبين بتسوية الأمور الخلافية داخل الحزب العتيد بأن "وجود أطراف متصارعة وخلافات داخل الحزب مجرد هراء وضجيج إعلامي يصنعه أناس يعتقدون أنهم قياديون وإنما هم واهمون". وأضاف: "مجلس الدولة أبطل الدعوى المرفوعة للطعن في شرعية المؤتمر العاشر، والحديث عن تحركات وهيئات نظامية خارج أطر الحزب ممنوعة قانونا وخطأ كبير"، مضيفا: "الحزب منسجم بكل هيئاته وهناك مناضلون وليس أطرافا يعدون على أطراف الأصابع يطالبون بلقاء الأمين العام للحديث عن أمور وخلافات قاعدية، لكن لا يوجد أي أطراف متنازعة على القيادة داخل الأفلان". وأضاف عساس: "في الحزب هناك 550 ألف مناضل والأمين العام جمال ولد عباس منذ وجوده على رأس الحزب استقبل عددا كبيرا جدا من المناضلين ورؤساء المحافظات ومسؤولين سابقين وقيادات سابقة".

وعن تعليمة ولد عباس التي أمرت بتأجيل كل الأمور التنظيمية إلى ما بعد التشريعيات بما فيها الخلافات داخل المحافظات والقسمات، قال عساس: "بعد توافد عدد كبير من المناضلين على المقر المركزي ولقائهم مع الأمين العام للطعن في شرعية بعض أمناء المحافظات وبعض الأمور التنظيمية، اتخذ قرارا بتأجيل هذه الأمور التنظيمية"، مضيفا: "الحزب لديه توجه واحد في الوقت الراهن هو التشريعيات وتنصيب اللجان الولائية، وبعدها فتح الترشيحات وتمكين المناضلين من حقوقهم، أما الأمور التنظيمية والخلافات فهي مؤجلة".

وعن اللجنة الخاصة لتنظيم التشريعيات، ذكر عساس أنه تمّ تشكليها ولم يبق سوى موعد تنصيبها، مضيفا: "هي تتشكل من أعضاء في اللجنة المركزية وأعضاء البرلمان وأمناء المحافظات ووزراء حاليين والمكتب السياسي"، معتبرا أن "الأمور المتعلقة في التشريعيات انطلق فيها وهناك هيئات تمّ تشكيلها نهائيا".

يونس بن شلابي

 

من نفس القسم الوطن