الوطن

الجزائريون يتحدون التقشف في 2016 ويصرفون الملايير على الكماليات!

رغم الغلاء.. السلوك الاستهلاكي المبذر لأغلب الأسر لم يتغير

رغم التخوفات التي تنتاب الجزائريين مما تخبئه سنة 2017 من ارتفاع للأسعار وضرائب جديدة وانهيار للقدرة الشرائية، غير أن السلوك الاستهلاكي الذي مارسوه طيلة 2016 يبقى بعيدا عن أخذ الاحتياطات مما تحمله الأعوام القادمة، فقد بقيت تصرفات الجزائريين في 2016 بعيدة كل البعد عن "التقشف" في ظل التهافت على الكماليات والتبذير، خاصة في الأعياد والمناسبات التي لم يتخلف عنها الجزائريون.

لم يثن الارتفاع الفاحش لأسعار أغلب المواد الجزائريين عن الاستهلاك وبتبذير أحيانا، حيث تحدى أغلب الجزائريين في 2016 الحكومة والتقشف وصرفوا الملايير على الأعياد والمناسبات، والعديد منهم لم يتخل عن عاداته الاستهلاكية. وقد صرف الجزائريون طيلة 2016 الملايير على المناسبات والأعياد، حيث أنفقوا ما قيمته 3 آلاف مليار سنتيم طيلة شهر رمضان حسب أرقام مراكز البريد، دون احتساب أصحاب الشكارة الذين يملكون حسابات بنكية وليس بريدية. كما صرف الجزائريون على عيد الفطر حوالي 100 مليار سنتيم فقط على ألبسة الأطفال دون الحديث عن مصاريف الحلويات والتجهيزات الأخرى، وبمعدل أكبر أنفق الجزائريون حوالي 2000 مليار سنتيم على الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى بنحر ما يقارب 5 ملايين خروف، في حين بلغت القيمة المالية للألعاب النارية والمفرقعات التي أحرقها الجزائريون ليلية المولد النبوي الشريف معدلا يتراوح ما بين 18 و20 مليار دينار. هذا وقد اقتطعت الحكومة فقط من جيوب الجزائريين، خلال سنة 2016، ما تجاوزت قيمته 42 ألف مليار سنتيم، على شكل ضرائب، دون الحديث عن قيمة المبالغ التي صرفها الجزائريون شهريا على تعبئة هواتفهم النقالة، وعلى تنقلاتهم اليومية وعلى الرحلات السياحية في عطلة الصيف ونهاية السنة. ما يجعل الحديث عن تراجع القدرة الشرائية للأسر الجزائرية أمام هذا الارتفاع الخطير في الميزانية التي تخصصها الأسر للأعياد والمناسبات وكذا الكماليات أمرا متناقضا. وبعيدا عما صرفه الجزائريون في المناسبات، فإن تحديهم للتقشف ظهر أيضا في اقتنائهم لكل ما هو غال، منها السيارات، حيث لم تكفهم كوطة 2016 وتزاحم الجزائريون على معرض الجزائر الدولي في العاصمة وصالون السيارات بوهران، وتم تسويق ألفي سيارة فاخرة سنة 2016 حسب أرقام الوكلاء، بالإضافة إلى الإنفاق الذي ارتفع فيما يخص المعادن الثمينة منها الذهب، وكذا العملة الصعبة الذي دفع الإقبال الكبير على اقتنائها مقابل عرض محدود، أسعار الأورو والدولار للوصول لأعلى مستويات منذ سنوات عديدة، كما أن مستوى الإنفاق اليومي بالنسبة للمواد الاستهلاكية لم ينخفض مع نهاية السنة، فمجرد إعلان بعض المحلات مؤخرا عن تخفيضات نهاية السنة عادت اللهفة وشجعت المواطنين على إلغاء مصطلح "التقشف"، الذي اتضح أنه لا مكان له إلا في أجندة السياسيين، فبمجرد أن تلج أحد المراكز التجارية تشاهد الازدحام الشديد والإقبال الكبير للمواطنين على المحلات التي تزين واجهاتها بعبارة "تخفيضات". فمحلات التجميل، والعطور، والملابس، جميعها تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين الراغبين في ابتياع حاجياتهم وعدم تفويت هذه الفرصة. وهو ذات الوضع في محلات بيع الأجهزة الكهربائية والكهرومنزلية.

 

من نفس القسم الوطن