الوطن

أهم الأحداث السياسية لسنة 2016:

التشريعيات تقضي على التنسيقية وهيئة التشاور

سجلت سنة 2016 تجميد ولو مؤقت لتنسيقية الانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة، بعد عامين من النشاط، عقدت خلالها مؤتمرا أول في 10 جوان 2014، ومؤتمرا آخر في 30 مارس 2016، ولقاءات غير منتظمة لهيئة التشاور والمتابعة آخرها في أكتوبر 2016، وخلص أعضاء الهيئة إلى الانقسام إلى ثلاثة تيارت، الأول داعم للمشاركة في التشريعيات والسلطة، والثاني مقاطع، والثالث مشارك بدافع الضغط المفروض عليه من قواعده، وبهذا يرى مراقبون أن الهيئة والتنسيقية استطاعت ان تحقق مكسب جلوس المعارضة بمختلف توجهاتها على طاولة واحدة وقدرتهم على صياغة أرضية مشتركة رغم اختلاف الأجندات والبرامج، إلا أن سقف العمل الميداني كان محدودا ولم تستطع هذه الأشكال من تعبئة الشارع معها، ما جعلها تشعر بالعزلة وانتصرت خيارات وخطابات السلطة المرتكزة على الاستمرارية وعدم المغامرة في حلول غير مضمونة، كما أن قرب الانتخابات وقبول كل القوى بالتنافس كلها عوامل ساهمت في تجميد العمل الجماعي الى إشعار آخر. 

 

سعداني يفشل في مبادرة "الجدار الوطني"

في 30 مارس، قبيل عقد تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي لمؤتمرها الثاني في 30 مارس الفارط، حاول الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، خلق تكتل للموالاة يضاهي تكتل المعارضة عبر مبادرة "الجدار الوطني لمساندة الرئيس بوتفليقة"، وعقد لقاءه الأول بالتزامن مع مؤتمر المعارضة، في 30 مارس بالقاعة البيضوية، وعرفت حضور 36 حزبا فتيا مع رفض الأرندي الانضمام لمبادرة الأفلان، وباءت المبادرة، حسب مراقبين، بالفشل منذ ولادتها.

في 22 أكتوبر، استقال عمار سعداني من منصب الأمين العام للأفلان أمام اللجنة المركزية، وسبق إعلان سعداني استقالته تصريحات نارية أطلقها في ذكرى أحداث 5 أكتوبر 88 ضد كل من مدير المخابرات السابق (الجنرال توفيق) وعبد العزيز بلخادم والأحداث التي عرفتها الجزائر قبيل وبعد رئاسيات 2014، واستعمل سعداني عبارات قاسية بينها التخوين والدروشة، وتوالت ردود فعل منددة ومستنكرة تصريحات سعداني وطالبت رئيس الحزب بوتفليقة بإقالته، في حين قال مراقبون إن مهام سعداني انتهت بعد رئاسيات 2014 وتمرير الدستور الجديد واستكمال بعض الإصلاحات في مؤسسات حساسة في الدولة. 

 

حرب الوزراء، لماذا؟

عرفت سنة 2016 احتدام الصراع بين عدة وزراء في حكومة سلال-5، فبعد تعديل حكومي جزئي تم بموجبه تنحية وزير المالية، عبد الرحمان بوخالفة، إثر تصريحات حول القرض السندي، وتنحية عمار غول، كشفت الحكومة الجديدة عن صراعات خفية بين عدة قطاعات، فوزير السياحة أخرج ملف فضيحة دنيا بارك لسابقه غول، وتسبب عدم تحرك جهاز العدالة في حرج لوزير العدل وتصريحات مضادة لزميله نوري، كما تناقض وزير التجارة في تصريح استيراد السيارات أقل من ثلاث سنوات وتبعه رفض وزير الصناعة للمقترح، ثم تصريح وزير التجارة حول فضائح فساد في التجارة الخارجية وعدم تحرك العدالة، ووسط كل هاته الصراعات لم يتحرك الوزير الأول عبد المالك سلال سوى عبر تعليمات داخلية لوقف المهازل عبر وسائل الإعلام الوطنية.

 

غول إلى "قعدة الشيوخ" بعد 17 سنة وزيرا

11 جوان، أجرى رئيس الجمهورية تعديلا حكوميا جزئيا تم بموجبه تنحية عمار غول من الحكومة بعد 17 سنة من التواجد فيها، وانتقاله بين عدة قطاعات (النقل، الأشغال العمومية، السياحة)، وشكل التعديل الحكومي مفاجأة كبيرة بتنحية غول في وقت كان يجدد ولاءه في أي خرجة وزيرا أو رئيسا لحزب "تاج". ومباشرة بعد تنحيته من الحكومة، عينه رئيس الجمهورية سيناتورا في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي. وقال مراقبون إن الفضائح التي تبعت غول في وزارة الأشغال العمومية وفضيحة الطريق السيار (الملف في العدالة) وكذا فضيحة دنيا بارك مؤخرا عبر توزيع 98 هكتارا بطرق مشبوهة، قد تمّ تداركها بالحصانة البرلمانية.

 

العهدة الخامسة تبدأ من 2016 !!

22 أكتوبر، جهر الأمين العام الجديد للأفلان، جمال ولد عباس، بمجرد اعتلائه منصة اللجنة المركزية بعهدة خامسة للرئيس بوتفليقة. وخلف تصريح ولد عباس ردود فعل إعلامية وسياسية "مثيرة"، خصوصا أن العهدة الرابعة خلفت جدلا واسعا، ولم يمض سوى نصف المدة الرئاسية، لكن بعد أسبوع من تصريح ولد عباس توالت تصريحات كل من الأمين العام الأمبيا عمارة بن يونس، والوزير السابق عمار تو، ورئيس تاج عمار غول، فيما تفادى أويحيى الخوض في تصريح ولد عباس بقوله إنه لا يزال الوقت مبكرا على نهاية العهدة الرابعة.

 

جاب الله يعود إلى بيته النهضة

20 ديسمبر، أعلنت حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية الاندماج الاستراتيجي التوافقي للحزبين في "النهضة التاريخية"، ويكون عبد الله جاب الله قد نجح بعد 19 سنة من التشتت في عودته إلى بيته الأول "حركة النهضة"، وجاء في بيان الإعلان أن المؤتمر الاندماجي سيعقد بعد تشريعيات 2017، وقرر الحزبان المشاركة في التشريعيات بقوائم موحدة تحضيرا للاندماج الاستراتيجي، كما دعا الحزبان كلا من حركة مجتمع السلم وحركة البناء الوطني إلى عقد تحالف انتخابي رباعي في الانتخابات القادمة.

 

من نفس القسم الوطن