الوطن
فضائح "رحمة ربي" واللقاحات الفاسدة تجعل حصيلة بوضياف في 2016 الأسوأ!
رغم وعوده السابقة بأن تشهد السنة ثورة في الإصلاحات فلا شيء تحقق:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ديسمبر 2016
قبل حلول 2016 وعد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أن تكون هذه السنة منعرجا حاسما لقطاع الصحة، غير أن هذه الوعود لم تتحقق وكانت 2016 سنة الفضائح بالقطاع، سواء ما تعلق بتصريحات وخرجات الوزير المثيرة للجدل، أو وضعية المؤسسات الاستشفائية التي كانت تصنع الحدث بمواقع التواصل الاجتماعي والتجاوزات التي تحدث فيها، والأكثر حدة فضائح اللقاحات القاتلة التي هزت عرش بوضياف، وبعدها الجدل الذي امتد لأشهر حول قضية دواء رحمة ربي والتناقضات التي وقعت فيها الوزارة، لتنتهي سنة 2016 بالنسبة لقطاع الصحة بحملة تغييرات وإقالات حاسب بها بوضياف مسؤوليه، ليبقى هذا الأخير دون حساب لأسوأ حصيلة له منذ استوزاره.
لم تكن بداية 2016 كما نهايته بالنسبة لقطاع الصحة، فالوزير بوضياف الذي وعد أن تكون سنة 2016 ثورة في إصلاح المستشفيات، واصل في الأشهر الأولى من السنة المنقضية حملة التنكر والزيارات المفاجئة لهذه المؤسسات، غير أن السنة انتهت بجملة إقالات وتغييرات واسعة، نظرا لبقاء الوضع على حاله. فواقع المستشفيات في سنة 2016 لم يتغير كثيرا عن سابقيه، ولم تكن هناك أي ثورة إصلاحات سواء تعلق الأمر بالخدمات أو حسن الاستقبال، وفضائح المستشفيات استمرت ونشر الغسيل على مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من المرات لمستشفيات جدرانها ستسقط على المرضى ومستشفيات لا تحترم أدنى شروط النظافة وأخرى لا تتحلى بأدنى شروط الإنسانية في التعامل مع المريض، وهو ما جعل بوضياف طيلة السنة يعرف بتصريحاته النارية المثيرة للجدل، غير أن أكثر القضايا التي أثارت جدلا في سنة 2016 بقطاع الصحة هي اللقاحات القاتلة التي استخدمت في تطعيم الأطفال حديثي الولادة على المستوى الوطني، ولعل وفاة رضيعين عقب تطعيمهما مباشرة تلتها حالة ثالثة، كانت القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت الكثير من الأولياء يصابون بالهلع من تلك اللقاحات، لتتدخل الوزارة وتفتح تحقيقا ويؤكد بوضياف في العديد من التصريحات سلامة اللقاحات، وينفي مسؤولية الوزارة عن وفاة الرضع، وتتم العودة إلى الرزنامة القديمة للقاحات إلى غاية سحب اللقاح القاتل "بونتفلون" في آخر المطاف، لكن كل هذا يعد لا شيء أمام الجدل الذي صنعه دواء رحمة ربي لمخترعه توفيق زعيبط، حيث كانت سنة 2016 سنة زعيبط بامتياز. هذا الأخير الذي تلقى كامل الدعم من بوضياف الذي وصفه بالكفاءة الجزائرية التي يجب الاعتماد عليها، إلى حين صدور رحمة ربي بالأسواق وبدء التحليلات والتأويلات والهجوم على الدواء، باعتباره لم يوضح المواد الفعالة التي يحتويها، واتهم بغموض تركيبته، غير أن الهجوم الأكبر كان ضد مخترع الدواء الذي كذب في قضية تخرجه من جامعة جنيف للطب، ليتضح الأمر في الأخير أنه ليسا طبيبا، وهو ما فجر جملة من الأقاويل والتضارب بين من اعتبر زعيبط بطلا وما يلقاه من تضييق هو ضرب للجزائر وليس لزعيبط نفسه، وحرب مصالح لبارونات الأدوية، وبين من يرى أنه مجرد فرملي مشعوذ يبيع الوهم للجزائريين، لكن الأطرف في الأمر هو موقف وزارة الصحة وبوضياف شخصيا الذي تحول رأيه 180 درجة في زعيبط، الذي كان ابن مجاهد ليصبح يلقى "دعاوي الشر من بوضياف بسبب كذبه بشأن شهادته. ورغم أن دواء زعيبط سحب وسنة زعيبط انتهت، إلا أن الجدل لا يزال موجودا حول الدواء الذي يقال أنه سينتج بفرنسا وبعض الدول الأخرى.