الوطن

سعداني يرحل ويترك الأفلان ملغما !!

بعد سلسلة من الخرجات الجريئة

بعد خرجاته الجريئة طوال ثلاث سنوات (منذ 2013) شكل خلالها الحدث الوطني والسياسي، أعقب عمار سعداني آخر تصريحاته النارية بمناسبة الذكرى الـ 28 لأحداث أكتوبر ضد عد العزيز بلخادم ومدير المخابرات السابق (الجنرال توفيق)، ليستقيل في 22 أكتوبر ويترك حزب جبهة التحرير الوطني يواجه "انعكاسات" تصريحاته النارية، وكان سعداني قد غاب عن المشهد السياسي لأربعة أشهر كاملة (من جوان إلى سبتمبر) ليعود بتصريحاته الأخيرة على مقربة من تشريعيات 2017.

وخلف جمال ولد عباس سعداني المستقيل من منصب أمين عام الأفلان، وحاول ولد عباس لمّ الشمل باتصالات مع خصوم سعداني (جناح بلعياط، وبلخادم، وعبادة) لكن عبد العزيز بلخادم ردّ على مبادرة ولد عباس بأنه "لا يمكن صناعة ثوب جديد من قماش بال"، وهي إشارة واضحة إلى أن "ولد عباس ليس في إمكانه إعادة الأفلان إلى وضعه الطبيعي"، في حين لا يزال جناح بلعياط وجناح عبادة ينتظران مبادرة ثانية من ولد عباس للعودة إلى قيادة الحزب والصفوف الأمامية التي ابعدوا منها في أوت 2013.

 

.. أويحيى ينتقم من معارضيه

عكس ما فعل ولد عباس عند إمساكه بمقاليد الحزب العتيد، فقد واجه الأمين العام للأرندي، أحمد أويحيى، خصومه السابقين الذين تسببوا في إبعاده من الحزب في 2013 بإحالتهم على لجنة الانضباط، وشمل قرار أويحيى أشد خصومه بينهم نورية حفصي والطيب زيتوني وكمال زغبي، ويرفع خصوم أويحيى مطالب بإلغاء المؤتمر ونتائجه حسب قرار مجلس الدولة.

فيما يتمسك الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي منذ عودته إلى قيادة الحزب بمسك زمام الأمور عبر تعيين مقربيه في المناصب القيادية، مثلما يقول معارضوه، وكذا النأي عن المبادرات السياسية التي تقدمت بها كل الأحزاب بينها مبادرة الأفلان، كما التقى أويحيى مؤخرا رئيس حركة الإصلاح، وذهبت قراءات إعلامية إلى أن "أويحيى يحاول كسب ود الإسلاميين أو البحث عن تحالفات غير معلنة مع تيارات أخرى بعد ان تأزمت العلاقة مع حليفه التقليدي".

 

الأفافاس.. إقصاء واستقالة

بعد تكتم كبير للقيادة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية على فحوى صراعاتها الداخلية، انتهت الخلافات داخل القيادة باستقالة أحمد بطاطاش وإقصاء رشيد حاليت، ولم تكشف قيادة الأفافاس عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الإجراء المفاجئ داخل الكتلة القيادية التي انبثقت عن مؤتمر الحزب في 2014، وشارك فيه الراحل حسين أيت أحمد (رئيس الحزب) عبر الفيديو.

كما لا تزال قيادة الحزب متمسكة بمبادرة "الإجماع الوطني" رغم أنها ورقة بيضاء رفضت كل الأحزاب السياسية ملأها رغم اللقاءات التي عقدها الأفافاس منذ 2014، ويشار أن الأفافاس قرر المشاركة في التشريعيات المقبلة.

 

حمس.. صراع مقري وسلطاني متواصل

عرفت سنة 2016، تجدد الصراع التقليدي بين جناح مقري (رئيس حركة مجتمع السلم الحالي) وغريمه في الحزب أبو جرة سلطاني (رئيس الحركة السابق)، ونقلتوسائل إعلام تصريحات الطرفين وانتقال التصريحات والتصريحات المضادة إلى مواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) بعد أن رفض سلطاني "سياسة تكميم الأفواه" التي يحاول مقري التهديد بها داخل الحزب.

وحاول سلطاني في أكثر من مرة مخالفة توجهات قيادة الحزب خصوصا في التصريحات السياسية والمواقف المتعلقة بالحكومة والسلطة والتواصل مع أحزاب الموالاة، كما شارك سلطاني في ندوة الإعلان عن تحالف النهضة مع جبهة العدالة والتنمية، رغم أن الدعوة وجهت للطرفين (لحركة حمس وسلطاني بصفته شخصية سياسية من التيار الإسلامي)، ومؤخرا، التقى مع الأمين العام للأفلان رفقة رئيس مجلس الشورى السابق لحمس عبد الرحمان سعدي، رغم أن حمس ترفض التطبيع مع أحزاب السلطةفي الوقت الراهن.

 

الأحزاب الفتية تتحدى

أبدت أحزاب فتية تأسست بعد قانون الأحزاب الصادر في 2012 "استعدادها للمشاركة في التشريعيات "وتفاؤلا" بجمع التوقيعات والظفر بمقاعد في البرلمان القادم، ورغم ان قانون الانتخابات الجديد يلزم الأحزاب التي لا تحوز نسبة 4 في المائة في الاستحقاقات السابقة على جمع التوقيعات بنسب يعتبرها محللون سياسيون أنها "خيالية ومستحيلة" لكل حزب حتى وإن كان يملك قاعدة نضالية.

وعبرت أحزاب "الجزائر الجديدة"، الفجر الجديد، وحزب التجديد الوطني، في تصريحات سابقة ليومية "الرائد" عن انطلاقها في تحضير الانتخابات وأنها "لا ترغب في عقد تحالفات" مع أي حزب لأنها تملك الأدوات اللازمة للمشاركة بعد جمع التوقيعات، فهل يكون لها ذلك؟

 

من نفس القسم الوطن