دولي

هذا هو مستقبل انتفاضة القدس خلال 2017 ...

قيادات فلسطينيين يتوقعون استمرارها ويطالبون بإعادة تقييمها

يطل علينا العام الجديد والذي ينظر إليه الفلسطينيون بتفاؤل كبير باتجاه تغير ظروفهم السياسية وعلاقتهم مع المحتل الذي صعد في السنوات الأخيرة من حجم انتهاكاته واعتداءاته بحقه، ولعل انتفاضة القدس هي العنوان الأبرز في الرهان عليه، فهل يمكن أن تتطور هذه الانتفاضة التي أطلق شرارتها البطل مهند حلبي عام 2015 لتتحول إلى انتفاضة شعبية تنخرط فيها كافة الفصائل الفلسطينية...؟

وفي أراء بعض القيادات حول توقعاتهم لمصير انتفاضة القدس خلال2017 يقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة طارق قعدان: إن لا أحد يستطيع التكهن ما سيكون الوضع عليه في العام 2017، فهل ستتطور الأوضاع بحيث تكون هبة شعبية جماهيرية كما حصل في الانتفاضة الأولى، أم ستبقى عمليات فردية هناك وهناك. وتابع:" لم يتوقع أحد من المحللين أن تندلع انتفاضة 1987 بهذا القدر والحجم، ولكن حادث صغير، فَجَر كل مكنونات الشعب الفلسطيني استنادا على أرضية العطاء الذي استمر منذ معركة الشجاعية وعملية الهروب الكبير في الشجاعية حيث شاء الله أن تتحول إلى انتفاضة كبيرة تشمل كل قطاعات الشعب الفلسطيني". وبحسب قعدان، فإن المقاومة بكافة أشكالها المختلفة من أعمال فردية أو أخرى مباركة، وهي لا تزال مستمرة بالرغم من كافة الظروف المعيقة من اتفاقيات أمنية وتنسيق مع الاحتلال، ثم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وظروف الشبان المثقلين بالهموم والديون. وقال:" حتى الآن العمليات الفردية في انتفاضة القدس لم تتحول إلى انتفاضة جماهيرية مباشرة نتيجة كل هذه الظروف والإخفاقات التي سادت الانتفاضات السابقة والتسابق لقطف ثمارها قبل أوانها". ورغم عدم اتساع الانتفاضة كما هو مأمول منها، يعتقد قعدان أن لهذه الانتفاضة إيجابيات كبيرة، ولكن لا بد من إعادة تقييمها: قائلا "علينا أن نتساءل هل هذه الانتفاضة تستطيع استنزاف هذا المحتل وأن يكون احتلاله مكلف وتدفعه لتقديم تنازلات". وقال قعدان: "إن الواقع يشير إلى أن هذه الانتفاضة تحرك المشاعر وتحشد جماهير الشعب الفلسطيني باتجاه تأسيس مرحلة جهادية كبرى وعظيمة، ولكنها بالوضع الحالي لن تُشكل عنصر دفع وتدافع حقيقي يفضي لتحقيق النصر الذي يحلم به الشعب الفلسطيني ولا تستطيع استنزاف الاحتلال ليقدم تنازلات كبيرة. وعن سبب عدم توسع هذه الانتفاضة قال قعدان:" الأسباب كثيرة جدا فالفصائل تبارك أعمال الانتفاضة ولكنها تبقى بمنأى عنها ولا تشارك فيها بمعنى الكلمة الحقيقية والفعل المؤثر والمنظم وبالتالي تبقى تراوح مكانها ومعزولة حيث تتم كل هذه العمليات". ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة المحتلة، فايز وردة وافق القيادي قعدان بهذا السبب، وقال:" حتى الآن لم تستطع الفصائل الفلسطينية أن تواكب بشكل صحيح هذه الانتفاضة، وأن تستغل تحرك هؤلاء الشباب، وتضحياتهم بحيث تتحول لانتفاضة شعبية توجع الاحتلال". واعتبر وردة أن من الأسباب الأخرى على تقييد الانتفاضة هو التضييقات على الأرض سواء من السلطة أو الاحتلال. ومع كل هذه الأسباب يرى وردة العام 2017 بتفاؤل كبير على أنه يمكن أن يشكل نقطة تحول كبيرة:" نحن نرى أن الانتفاضة في تطور وستكون لها منحنى أكبر على ما هي عليه الآن بإذن الله، فالانتفاضة بين الحين والأخر تهدأ، ولكننا نتطلع للعام المقبل بأن يكون عام تحديد مسار جديد للانتفاضة وعام توحيد الشعب الفلسطيني". وقال:" لا أتوقع أن تتحول الانتفاضة لتكون شعبية وخاصة في الضفة المحتلة بسبب التضييق والمنع من قبل أجهزة السلطة التي تمنع التحركات الشعبية، ولكن نتوقع أن تستمر من خلال عمليات فردية نوعية وبوتيرة أعلى وأشمل". وأضاف أن ما يكشف عنه يومياً عن اعتقال خليات مقاومة في الضفة المحتلة تعمل على تطوير أسلحة يؤكد على أن هناك من يعمل تحت الأرض وفي الخفاء لتصعيد الانتفاضة وتطويرها في مقاومة المحتل. النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الدكتور حسن خريشة يرى أيضاً أن الانتفاضة ستسمر في العام المقبل ولكن دون تطور كبير في أدائها، مشيراً إلى أنها استمرت في العام 2016 بالرغم من كل المحاولات لوأدها، وإن لم تكن على مستوى الآمال التي كانت تعقد عليها. وكما القياديين قعدان ووردة فإن خريشة يرى أن الخلل في تعامل الفلسطينيين مع هذه الانتفاضة، وعدم انخراطها فيها، إلى جانب عدم وجود غطاء مالي وسياسي لها من قبل السلطة الفلسطينية، والإجراءات الصهيونية التي أتبعت أسلوب العقوبات الجماعية. ورغم كل ذلك بحسب خريشة فالانتفاضة لا تزال قائمة، والعمليات لم تتوقف بين الفينه والأخرى، من خلال عمليات نوعية يقوم بها أشخاص نوعيين كما هو الحال مع صبيح أبو صبيح من القدس.

 

من نفس القسم دولي