الوطن
عيسى ينتقد خطاب الاستهجان والتحريم الذي يتبناه السلفية !!
اعترف بصعوبة مواكبة الخطاب المسجدي لما نعيشه على أرض الواقع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 ديسمبر 2016
• إخضاع الأئمة للتكوين لترجمة نداء رئيس الجمهورية إلى أعمال
برر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، احتفال العائلات الجزائرية بحالة الفراغ التي تعيشها نتيجة تحريم بعض الأطراف للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، في إشارة واضحة للسلفيين، وتوقف المتحدث مطولا عند خطابات الاستهجان التي تطالب بعض العائلات التي تسعى للاحتفال بأعياد الميلاد، ما يخالف العادات والثقافة الجزائريتين، بعدم الاحتفال، ليؤكد أن حالة الفراغ والتردد والتيه التي يعيشها العالم الإسلامي هي التي جعلت بعض الأبواق وأشباه المثقفين والعلماء يحاربون الفرحة والبهجة والفن والجمال في بلاد المسلمين. ودعا المسلمين إلى إشعال "فوانيسهم وشمس محمد صلى الله عليه وسلم" قبل "محاولة إطفاء شمعة الآخرين".
• خطاب الرئيس تناول بشكل صريح ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي
أكد محمد عيسى، خلال نزوله ضيفا، صباح أمس، على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى الإذاعية، أن "كلمة رئيس الجمهورية كانت قوية لأنها تناولت بشكل صريح ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي من إرادة، بعضها نابع من حقد وبعضها من جهل، في تشويه صورة الإسلام باتهامه بأنه دين الفوضى ودين القتل والعنف وبث الكراهية". وجاء التصريح ردا على المهاجمين على المحتفلين من المجتمع الإسلامي بأعياد الميلاد. وأشار إلى أن "رئيس الجمهورية كان وسطيا في توجيه اللوم للعالم الآخر الذي يتهم الإسلام بهذه التهم، في حين هو بريء وعلامة براءته هي تلك الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي ساقها خطابه، والتي تدل، كما قال الرئيس، دلالة واضحة على براءة الإسلام من العنف والتقتيل والتشريد والصورة الفوضوية التي يراد إلصاقها به. لذلك نادى فخامة الرئيس بطريقة صريحة علماء الإسلام بأن يرفعوا راية الإسلام عالية وأن يستلهموا من كتاب الله وسنة نبيه الكريم المبادئ السمحة للإسلام وتقديم الصورة الحقيقية عن الدين الإسلامي الحنيف".
وأضاف في هذا السياق يقول: "أعتقد أن خطاب الرئيس كان صريحا لأنه استنهض الأئمة وأصحاب الرأي بأن يضطلعوا بدورهم، لأن غيابهم سمح لأدعياء الدعوة بتقديم صورة سلبية ومشوهة عن الإسلام. كما استوقف الخطاب الأمة جميعا لما يحدث في دول الجوار، فأشار بطريقة صريحة لما يحدث من سفك للدماء في ليبيا واليمن وسوريا والعراق التي ضربت باسم الدين وباسم الطائفية والنحل والمذهبية، وهذه دعوة من فخامته لنعود إلى وسطية الإسلام".
• إخضاع الأئمة للتكوين لترجمة نداء رئيس الجمهورية إلى أعمال
وفي سياق متصل بعمل قطاعه الحكومي، كشف وزير الشؤون الدينية عن تنظيم برنامج تكويني يمتد لأشهر، يخضع خلالها الأئمة والقيمون لفترات تكوينية لمواكبة التحديات الجديدة، مشيرا إلى أن الندوة الأولى المقررة شهر جانفي المقبل، ستتناول خطاب الرئيس في ملتقى الوسطية من أجل ترقية الوسطية والدفاع عنها، على حد تعبيره.
وأوضح عيسى أن "مواكبة الخطاب المسجدي للواقع معادلة صعبة، لأن الواقع يتطور بسرعة والدليل أنه قبل سنوات قليلة لم يكن الهم اليومي ما يتعلق بنظافة المسجد أو المحيط أو غيرها من مواضيع الساعة، بل كان الهم الدفاع عن الوطن ضد الهمجية الإرهابية والسعي لتوفير الأمن، حيث كان الأئمة، رفقة قوات الجيش والأمن ورجال الإعلام وغيرهم، في طليعة الساعين لاسترجاع الأمن، وقد قضى نحو 100 إمام نحبهم وهم في منابرهم ومحاريبهم وهم ينتقلون إلى مساجدهم أو يعودون منها".
وشدد على أن الآن الأئمة الذين اضطلعوا بتلك المهمة يجب أن يواكبوا التحديات الجديدة التي أشار إليها رئيس الجمهورية في ملتقى الوسطية، وهي إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام في نظرته للحياة والعمل والإنتاج والرفاه والجمالية والنظافة والمحبة والرقي، على حد قوله، وأضاف: "الحق يقال أن بعض الأئمة تكيفوا تلقائيا مع المرحلة الجديدة لأنهم خضعوا لتكوين جيد، لكن البعض الآخر وجدوا قبل أن تنشأ منظومة التكوين في 2008، ونحن بصدد إخضاع جميع الأئمة لهذا التكوين سعيا منا لترجمة نداء رئيس الجمهورية إلى أعمال، فقد طلب فخامته أن ينبع من ملتقى الوسطية الذي ينظمه أسبوع القرآن الكريم برنامج عمل من أجل ترقية الوسطية والدفاع عنها. وفي هذا الإطار فإن الندوة الأولى التي ستنعقد في جانفي المقبل ستتضمن نداء فخامة الرئيس من أجل الدفاع عن الوسطية ورفع راية الإسلام".
• المشرق يعيشون ما عشناه في التسعينات ونحن مؤهلون لنصدّر تجربتنا
وذكر الوزير في سياق آخر أن المشرق يعيشون ما عشناه في التسعينات ونحن مؤهلون لنصدّر هذه التجربة على مستوى الإعلام والبحث الجامعي أو الأئمة أو شيوخ الزوايا، قبل أن يضيف أنه ينبغي أن ترجع الرشادة إلى الخطاب الديني والوعي بالصراع العالمي، ليتابع: "استقبلت مسؤولي دول يريدون أن ينقلوا منهاج تقويم الأئمة إلى دولهم وهناك من يريدون تنظيم منوال التدين على منوال الجزائر".
إكرام. س