الوطن

احتفالات "الرفيون" خارج اهتمامات "الزاولية" وحكرا على أصحاب الشكارة

رغم التخفيضات إقبال شبه معدوم على الحجوزات لدى الوكالات السياحية

السنوسي: الوضع المادي لأغلب للجزائريين لا يسمح لهم ببرمجة عطلتين في السنة

رغم التخفيضات والعروض المغرية لم تلقي عطلة نهاية السنة عند شريحة عريضة من الجزائريين أي أقبال حيث تشير أرقام للوكالات السياحة التي كانت تشهد في الماضي طوابير على الريفيون في تونس وباريس واسبانيا عزوفا كبيرا هذه السنة ليقتصر الأمر على شريحة محدودة تتمثل في أصحاب الشكارة ورجال الأعمال والأسر الميسورة الحال. 

وحسب ما أكده أمس رئيس نقابة الوكالات السياحية إلياس سنوسي فان الأقبال على عطل نهاية السنة هذا العام كارثي وشبه منعدم، مشيرا في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن الأمر يبقى مقتصر على شريحة معينة تتمثل في رجال الأعمال وأصحاب الشكارة هؤلاء الذي قال عنهم سنوسي أن السفر عادة ما يكون عندهم بصفة دورية وليس فقط نهاية السنة، وعن الأرقام والطلبات التي تم تسجيلها هذه الفترة للسفر قال سنوسي أنها كارثية لا تتعدى المئات مشيرا أن الوضع المادي للسواد الأعظم للجزائريين لا يسمح لهم ببرمجة عطلتين في السنة حيث قال سنوسي ان الجزائريين حاليا يفكرون في تكاليف العيش التي سترتفع اكثر خلال 2017 وليس في الريفيون كما أشار سنوسي ان انخفاض قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأخرى كان له أثر كبير على عزوف الجزائريين عن عطلة نهاية السنة خاصة الشباب الذي عادة ما يعرف بحبه للسفر وعدم تقيده بأي مسؤوليات إلا ان الامر هذه السنة يختلف فمن غير المعقول أن يصل سعر الدينار حوالي 200 دج مقابل واحد أورو فقط وهو ما يعني تضاعف تكاليف السفر ليصبح في غير متناول الجميع، وفي رده عن الصور التي يتم تداولها حاليا ببعض مواقف التواصل الاجتماعي عن هجرة جماعية لعدد من الجزائريين عبر الحدود البرية لتونس قال سنوسي ربما يكون الامر صحيح لكن هذه الرحلات فردية وليست من تنظيم الوكالات فاغلب هذه الاخيرة تلقت طلبات تعد على الأصابع للسفر سواء لتونس أو بلدان أخرى وهو نفس ما أكده  عدد من أصحاب الوكالات الذين أشاروا أنهم تلقوا من طلب على ثلاثة طلبات في ظرف عشرين يوما الماضية ، مشيرين إلى أن الحالة كارثية بكل المقاييس والإقبال على الوكالات السياحية منعدم، إلا لمن استطاع إليه سبيلا.

من جانب آخر قال سنوسي أن هذه الوضعية أثرت سلبا على الوكالات السياحية التي تتخبط في مشاكل كبيرة الأمر الذي جعل أصحاب العديد من الوكالات يفكرون في توقيف النشاط معتبرا انه لولا العمرة التي شهدت إقبال جيد الفترة الماضية لكانت نصف الوكالات السياحية تعاني الإفلاس من جانب اخر قال سنوسي ان الوكالات ترتقب إقبالا من قبل الزبائن على السياحة الدينية في الفترة الشتوية التي تتزامن مع العطلة السنوية ويرى سنوسي أن الفئة القادرة على حجز مقاعد إلى جهات مختلفة خلال هده الفترة تتعلق بأصحاب المال والنفوذ  "والشكارة" لا غير، أما الطبقة المتوسطة فلا حظ لهم، ليؤكد أن السياحة في الجنوب أيضا تعرف عزوفا كبيرا أمام الارتفاع الكبير في تكاليف المرافق. وعن الوجهات التي اختارها بعض الجزائريين وأصحاب الشكارة لقضاء عطلة نهاية السنة قال سنوسي ان تركيا وتونس لا تزالان تتربعان على عرش الوجهات المفضلة للجزائريين منذ سنوات.

مشيرا ان هناك عدد كبير من الجزائريين أيضا سيقصدون فرنسا بسبب تواجد أكبر عدد من الجالية هناك، لتتبعها تركيا، وتبقى الدولة الجارة تونس وجهة الجزائريين المفضلة في السياحة خاصة من سكان ولايات الشرق المحاذية لكن ليس كالسنوات الماضية بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت الأسر في الجزائر.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن