الوطن

الفوائد المرتفعة وأسعار سيارات "ماد إن ألجيريا" تجعل الشراء بالفاسيليتي ورطة !!

رغم حاجة الجزائريين لصيغة التقسيط بسبب الوضع المالي المتدهور لأغلبهم

سراي: قروض السيارات مغامرة 

 

لم تعرف القروض الاستهلاكية الموجهة لاقتناء السيارات المركبة محليا اقبالا كبيرا كالذي شهدته السنوات الماضية قبل تجميد الصيغة وإعادة اطلاقها وحصرها في المنتوج المحلي فقط، فرغم حاجة الجزائريين للفاسليتي بسبب الوضع المالي المتدهور لأغلبهم إلا ان اقتناء سيارات رونو سامبول وسانديرو ستبواي ومؤخرا سيارات هيونداي يعرف عزوفا بسبب الارتفاع الحاد لأسعار هذه العلامات مقابل مواصفات تقل جودة عن السيارات المستوردة المسوقة بالإضافة لأهم عقبة التي تتمثل في القروض الربوية المرتفعة التي طبقت على هذه القروض والتي جعلت أسعار هذه السيارات خيالية زيادة على توقف الإجراءات الخاصة بدراسة وتسوية ملفات القرض الاستهلاكي التي تم إيداعها من طرف الزبائن مرة لأسباب تقنية ومرة لأسباب بيروقراطية.

يعرف القرض الاستهلاكي المخصص لاقتناء السيارات المركبة محليا والذي راهنت عليه البنوك والحكومة قلة في الإقبال حيث تبين أن كل ما قيل وما تم تسويقه لم يكن له أثر على الميدان، فلم يتقبل جل الجزائريين هذه الصيغة من القرض الاستهلاكي بفوائد ربوية، كما سجلت المؤسسات المعنية إقبالا محتشم مقارنة بالإقبال الذي كان السنوات الماضية قبل تجميد الصيغة وإعادة أطلاقها وحصرها في المنتوج الوطني فحسب، ورغم أن جل البنوك يتحدثون عن الالاف من الطلبات لاقتناء سيارة رونو سامبول وسيارة داسيا سانديرو إلا ان الواقع يقول أن  المواطنون يقصدون البنوك فقط للاستفسار أكثر وطلب تفاصيل عن هذا القرض الاستهلاكي في حين أن عدد الملفات لا يعكس إطلاقا أعداد الذين يطلبون معلومات عن العملية، بالمقابل فأنه حتى الطلبات التي اودعت بصفة رسمية فأن معالجتها تطول حيث تتلقى البنوك شكاوي عديدة من طرف أصحاب الملفات التي أودعت منذ عدة أشهر مع عدم تسجيل أي تطور في عملية منح القرض أو حتى الرفض مما جعل الزبائن يتساءلون عن الأسباب الحقيقية لتجميد العملية خاصة وأن أغلب الملفات استوفى أصحابها الشروط المطلوبة.

وعن الأسباب التي جعلت الجزائريين يعزفون عن اقتناء السيارات المركبة محليا بالفاسيليتي يؤكد المتابعون أن ارتفاع أسعار هذه الأخيرة مقارنة بجودتها جعل من اقتنائها صفقة خاسرة لأصحابها كما أن مدة معالجة الطلبات والوثائق المطلوبة وطول العملية التي دائما ما تصطدم بعراقيل بيروقراطية جعل أيضا من العملية معقدة وغير مستحبة للجزائريين بالإضافة إلى عامل الفوائد الربوية المرتفعة والتي تجعل من سعر السيارة خيالي كل هذا يضاف لكون علامات السيارات التي تتضمنها الصيغة محدود ويتمثل في ثلاثة علامات حاليا هي داسيا رونو وهيونداي ما يعني أن هامش الاختيار مقيد.

من جانب آخر فان الوضع الذي يعشه سوق السيارات بالجزائر والضبابية لمصير الأسعار التي تتجه نحو منحى تصاعدي جعل العديد من المواطنين يتريثون قبل المغامرة بشراء سيارة يفوق سعرها الـ 150 مليون سنتيم بالفاسيلتي في حين أن قيمتها الحقيقية لا تتعدى الـ 100 مليون سنتيم وهو ما من شأنه ان يلحق بهم خسارة كبيرة في حالة عادت أسعار السيارات واستقرت في معدلاتها الطبيعية رغم انه امر مستبعد حسب توقعات الخبراء ووكلاء السيارات.

وعلى العموم  وباعتراف المسؤولين في المؤسسات البنكية فان  مشروع القرض الاستهلاكي سواء تعلق الامر باقتناء السيارات أو غيرها من المنتجات رغم مرور حوالي سنتين من إعادة إطلاقة لا تزال تعترضه مشاكل رئيسية تتمثل في الفوائد المرتفعة ، حيث يكتفي الغالبية من المواطنين بالاستفسار عن التفاصيل وبمجرد الاطلاع على نسبة الفائدة يصرفون نظرهم عن العملية، كما أن غالبية الجزائريين تتقاضى أجورا متوسطة ويتم توطينها لدى الحسابات الجارية البريدية، "سي.سي.بي" والكثير من البنوك ترفض التعامل هكذا وتشترط حسابات بنكية وليس بريدية بالإضافة لشروط أخرى أكثر تعقيد. 

 

سراي: بدل أن تمثل هذه القروض متنفسا للمواطنين أصبحت بمثابة مغامرة

وفي هذا الصدد أكد أمس الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك سراي أن العزوف على اقتناء السيارات المركبة محليا ضمن صيغة القروض لاستهلاكية كان متوقعا ومنتظرا منذ البداية معتبرا إعادة بعث القروض الاستهلاكية جاء وفق دراسة لا تتماشي مع واقع السوق فبدل أن تمثل هذه القروض متنفسا للمواطنين أصبحت بمثابة ورطة وصفقة خاسرة ذلك لعدة عوامل، أولها نسب الفوائد.

حيث قال سراي في تصريحات لـ"الرائد" أنه بغض النظر ان كانت هذه الفوائد ربوية او لا فأن المشكل الأساسي في ارتفاعها وعدم ملائمتها والقدرة الشرائية للجزائريين، بالإضافة إلى الأسعار المرتفعة حيث قال سراي أن سعر سيارة سامبول فاق الـ150 مليون سنتيم ومع القرض يصل السعر لحوالي 170 مليون ويبقي الجزائري يدفع الأقساط لمدة 5 سنوات قد يعرف فيها سوق السيارات تغييرات عديدة تجعل من قيمة سيارة سمبول تنخفض ما يعني أن الصفقة خاسرة.

وفي السياق ذاته قال ذات الخبير الاقتصادي أن عزوف الجزائريين عن شراء سامبول الجزائرية ليس سببه فقط غلاء أسعارها، بل لمقابلة السعر المرتفع بنوعية تعد الأردأ بين السيارات في العالم، معتبرا ان باقي العلامات التي يعتزم أطلاقها في الجزائر قد يختلف الامر معها بحسب جودتها وأسعارها.

من جاب اخر وعن وضع سوق السيارات المرتقب في 2017 توقع سراي مزيدا من الارتفاع في أسعار السيارات بسبب التهاوي المستمر للعملة الوطنية وكذا بسبب تخفيض كوطة استيراد السيارات أكثر ما يعني أن الوكلاء سيقتنون السيارات بأسعار مرتفعة فكلما كانت الطلبية اقل كان السعر أكبر حسب سراي الذي توقع أيضا استمرار الاضطرابات بين العرض والطلب حتى الإقلاع الفعلي للصناعة الميكانيكية في الجزائر وتقديمها لعرض كاف لتلبية الطلب الداخلي.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن