الوطن
فايز السراج اليوم بالجزائر لتسريع الحوار الليبي
الزيارة تتزامن مع حراك دولي وإقليمي للفرقاء الليبيين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 ديسمبر 2016
أعلن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، عن استقبال الجزائر، اليوم، لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، في إطار جهود الجزائر لمرافقة الأشقاء الليبيين للخروج من الأزمة عبر حوار مباشر بين الأطراف المتنازعة.
قال عبد القادر مساهل، في تصريحات أدلى بها خلال الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي الجزائري الإسباني بالعاصمة الإسبانية، إن "زيارة فايز السراج بعد استضافة الجزائر لعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، والماريشال خليفة حفتر، ستكون متبوعة بزيارات لشخصيات ليبية أخرى خلال الأسابيع المقبلة".
ويرى بعض المتتبعين للشأن السياسي أن "زيارة فايز السراج إلى الجزائر، تأتي في إطار المساعي المبذولة من طرف الجزائر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة في ليبيا وتسوية النزاع، خاصة وأن فرقاء الأزمة الليبية يثقون في الدور الحيادي والنزيه للجزائر لحلحلة الأزمة، عكس بعض الأطراف الدولية الأخرى المتدخلة في الشأن الليبي، لكن الجزائر تقف على نفس المسافة مع أطراف الأزمة الليبية، بغية إيجاد حل سياسي للصراع وتحقيق المصالحة الوطنية والحفاظ على وحدة التراب الليبي، بعيدا عن أي تدخل أجنبي". ويوضح مراقبون للشأن الليبي أن "الحل في ليبيا يمر من خلال توافق داخلي بين جميع الأطراف وكذا التنسيق مع الدول المجاورة في مقدمتها الجزائر، كون أمن الجزائر من أمن ليبيا والعكس".
وتتزامن زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج مع إعلانه عن تحرير مدينة سرت من عناصر تنظيم داعش وذلك بعد نحو ثمانية أشهر على بدء العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في المدينة. وقد أعلن السراج، في خطاب تلفزيوني، تحرير مدينة سرت، معقل تنظيم داعش الإرهابي في البلاد، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحرب على الإرهاب في ليبيا لم تنته.
وقال مساهل إن هذه الزيارات تأتي في وقت "يعرف فيه البلد الجار منذ عدة سنوات أزمة خطيرة قد تؤدي إلى انحرافات في حالة غياب مسار سياسي شامل وحقيقي". وأضاف: "من البديهي أن الجزائر لا يمكنها أن تبقى غير مكترثة باعتبار أن ليبيا بلد جار نتقاسم معه حدودا شاسعة وتاريخا وثقافة وجوارا.. لذلك تقوم الجزائر، منذ مدة، بجهود لا تتناقض مع مبادرة الأمم المتحدة، حيث تسعى إلى إيجاد حل سياسي يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها".
وشدّد ذات المسؤول الحكومي على أن الجزائر "تعمل أيضا من أجل إقامة حوار مباشر بين الليبيين، يسمح لهم باختيار مستقبلهم، كما أنها ترافع من أجل تضافر كل الجهود الدولية لمرافقة الليبيين للخروج من الأزمة"، واستطرد: "من البديهي أن الجزائر ليست لها مصلحة أخرى سوى مرافقة أشقائها الليبيين للخروج من الأزمة أو تفادي الانزلاقات، التي قد تكون لها انعكاسات على بلدان الجوار".
محمد الأمين. ب