الوطن
الجزائر تحذر من عواقب المقاربات العسكرية في حل الأزمات
خاصة تلك المتعلقة بالدول العربية ودول الجوار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 ديسمبر 2016
قال سفير الجزائر بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، نذير العرباوي، إن الجزائر ما انفكت منذ بداية الأزمات الإقليمية، تحذر من عواقب المقاربات العسكرية الخطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح العرباوي، في كلمة له خلال الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الرابع، الذي عقد بالقاهرة، أن الجزائر تناشد دوما جميع الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية تفضيل الحوار الشامل والمصالحة الوطنية، بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول الشقيقة من أجل الوصول إلى الحلول السياسية السلمية التوافقية".
وتطرق إلى الأوضاع الراهنة والتطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة جراء تصاعد أعمال العنف والصراعات المسلحة، مشيرا إلى أن دولا عربية شقيقة تواجه مخاطر متعددة ومعقدة، وتتعرض إلى أزمات متصاعدة وتدخلات خارجية وانتشار الجماعات الإرهابية، ما جعلها مهددة في كياناتها وأوطانها.
وفي هذا السياق، تطرق العرباوي إلى الأزمة في ليبيا، مؤكدا ضرورة دعم مسار الحوار الوطني في هذا البلد الشقيق تحت رعاية الأمم المتحدة، ومشيرا إلى احتضانها العديد من جولاته بين قادة الأحزاب السياسية الليبية ومبادرتها لإنشاء آلية دول الحوار الليبي.
وجدد تمسك الجزائر بالحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية بين جميع الأطراف الليبية، باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل الأمم المتحدة. وتطرق العرباوي إلى ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود بجميع أشكالها، مؤكدا على ضرورة تجريم مصادر تمويلها بما في ذلك دفع الفدية.
وفي هذا الإطار، أكد أن الجزائر، التي اكتوت بنار الإرهاب لعشرية كاملة وبمفردها، طالما حذرت من مخاطر هذه الظاهرة الإجرامية وانتهجت بقيادة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إستراتيجية شاملة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقضاء على هذه الآفة العابرة للأوطان ومحاربة التطرف.
وأبرز سفير الجزائر بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، نذير العرباوي، الرؤية الجزائرية في حل الأزمات والنزاعات ومواجهة التحديات الراهنة، خاصة ما تشهده المنطقة العربية. وجدد التأكيد على الأهمية الكبيرة التي توليها الجزائر لتكثيف الحوار وتعزيز التعاون والشراكة بين المجموعتين العربية والأوروبية في مختلف المجالات.
كما أكد حرص الجزائر على إعطاء التعاون والشراكة بين المجموعتين "قدرا متزايدا من المحتوى الملموس ليشمل الجوانب الاقتصادية والتنموية"، مشيرا إلى الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية والاجتماعية التي تجمع الفضاءين. وشدد العرباوي على أن هذه التحديات يجب مواجهتها "من منطلق المسؤولية المشتركة".
وأوضح العرباوي أن المقاربة الجزائرية "لم تقتصر على البعد الأمني فقط بل تعدته لتبني إستراتيجية أوسع تراعي الجوانب الفكرية والدينية، وتأخذ أيضا في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية المتداخلة وتكريس قيم العدالة الاجتماعية في كنف الحوار والمصالحة الوطنية"، وأكد أن الجزائر ركزت في مواجهتها لآفة الإرهاب واستئصالها وفق مقاربة جماعية شاملة ومنسجمة مع الشرعية الدولية.
ودعا العرباوي المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته التاريخية والقانونية وإرغام الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للشرعية الدولية وإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقال إن من بين التحديات الراهنة، مسألة الهجرة وبعدها الإنساني في التعاون بين المجموعتين العربية والأوروبية، مؤكدا أنه "يتعين في إطار الحوار الاستراتيجي مع الجانب الأوروبي التعامل مع هذه الإشكالية ومعالجتها من منطلق المسؤولية المشتركة، ووفق منظور توافقي شامل بعيدا عن المقاربات الأمنية أحادية الجانب والسياسات التقييدية التي تحد من حرية تنقل الأشخاص".
محمد الأمين. ب