الوطن
جاب الله يوحد "النهضة التاريخية" بعد 19 سنة من التفرقة
وجه رسائل مباشرة لقيادات حمس، التغيير والبناء من أجل التوحد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 ديسمبر 2016
• سلطاني مخاطبا جاب الله: من أبناء التيار من كانوا صمام أمان للوطن
نجح عبد الله جاب الله في "العودة إلى بيته التاريخي" حركة النهضة في ثوب "الزعيم"، بعد أن خرج منها سنة 1998 "مرغما"، وشارك في رئاسيات 99 بحزب جديد (حركة الإصلاح الوطني). ولم يتوقف رئيس جبهة العدالة والتنمية عن مخاطبة قيادات الحزبين، بل تعداه إلى دعوة قيادات حركة حمس وجبهة التغيير وحركة البناء الوطني إلى الانضمام إلى التحالف الاندماجي، فيما ظهرت قيادات حركة النهضة "بين متفائل بالتحالف وبين مضمر لمعارضته لهذا التحالف". ومن جهته، الرئيس السابق لحركة حمس، أبو جرة سلطاني، اعتلى المنصة وقال في كلمة مقتضبة: "أنا ابن التيار الإسلامي وأختلف مع جاب الله في أني من تيار المشاركة وهو من تيار الممانعة".
وانعقدت ندوة الإعلان عن التحالف الاستراتيجي الاندماجي التوافقي بين حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية، أمس، بقاعة دار الجزائر بقصر المعارض في العاصمة. وقال رئيس الجبهة، عبد الله جاب الله، في بداية كلمته، إنه "كان يتمنى حضور حركة حمس وحركة البناء وجبهة التغيير إلى جانب إخوانهم في النهضة وجبهة العدالة والتنمية، لكن الأبواب لا تزال مفتوحة، وهي لبنة أولى للوحدة بين أبناء التيار الإسلامي". وحملت كلمة جاب الله "رسائل سياسية" للقوى السياسية من التيار الإسلامي حين قال: "النضال السياسي لدى التيار الإسلامي بدأ في سنوات السبعينات، لكن الانفتاح السياسي في دستور 1989 أفسد أبناء التيار وزرع التفرقة وأشاع الأمراض الفكرية واللسانية"، واسترسل: "أقول للسلطة وسائر القوى السياسية إن المشروع ليس تهديدا لأحد أو يضار أحدا أو يشكل خطرا على أحد، وإنما جاء لمصلحة الجميع وخدمة الوطن"، وهي إشارة إلى غياب مقري ومناصرة عن تلبية دعوة اللقاء، وتصريحات الطرفين التي رفضت التحالف الاندماجي بين أبناء التيار، باعتبار أن وجود قوتين أفضل من قوة واحدة.
ومن جهته، قال أبو جرة سلطاني (الوزير الأسبق ورئيس حمس سابقا)، في كلمة مقتضبة، إن "هناك من يقول إنني لست ابن التيار الإسلامي"، مواصلا: "أنا ابن التيار وأنا من تيار المشاركة مع السلطة وليس الممانعة التي يحمل لواءها جاب الله". وأضاف: "كان من أبناء الحركة الإسلامية من كانوا يطمئنون صناع القرار بأنهم صمّام أمان وليسوا أعداء للوطن"، في إشارة إلى أن الشيخ نحناح كان "يختلف" مع جاب الله في وسائل المعارضة للنظام عبر المشاركة أو الممانعة فاتخذ المشاركة، وهي رسالة أخرى لرئيس الحركة الحالي عبد الرزاق مقري الذي "يتواجه معه في كثير من المرات حول وسائل العمل السياسي لحركة حمس".
ومن جهته، قال الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في كلمة مطولة، إن "التحالف الاستراتيجي الاندماجي تتم مناقشته في المستقبل وهناك خطوات تأتي بعد هذا الإعلان"، وأضاف: "المناخ حاليا مهيأ لهذا التحالف"، وظهرت قيادات حركة النهضة في الصفوف الخلفية عكس قيادات الجبهة، فيما لم يفهم سبب تراجع قيادات مجلس الشورى لحركة النهضة إلى الخلف "خصوصا القيادات التي رفضت الاندماج" داخل المجلس المنعقد يوم التاسع ديسمبر الفارط.
وحضر حفل الإعلان عن التحالف الاستراتيجي الاندماجي التوافقي بين حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية عدة وجوه وقيادات بارزة من التيار الإسلامي، بينهم رئيس حركة البناء الوطني، مصطفى بلمهدي، والرئيس الأسبق لحركة حمس، أبو جرة سلطاني، وكذا وجوه سياسية من هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، على غرار الوزير الأسبق عبد العزيز رحابي، كما حضر إلى جانب القيادات المحلل السياسي والأستاذ الجامعي عبد العالي رزاقي، والقيادي المستقيل من حزب الأفافاس مؤخرا، أحمد بطاطاش، إلى جانب عضو هيئة التشاور والمتابعة، أرزقي فراد.
يونس بن شلابي