الوطن
نمط الرفاهية الذي فرضته التكنولوجيا على الجزائريين جعل العديد من المهن تختفي
المختص في علم الاجتماع الهادي سعدي يوضح:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 ديسمبر 2016
أكد أمس المختص في علم الاجتماع الهادي سعدي أن العديد من المهن زالت وأخرى في طريقها للزوال ليس فقط لتأثير التكنولوجيا الحديثة وانما لأسباب اجتماعه أحيانا قبل ان تكون اقتصادية مشيرا ان بعض المهن هي جزء من التكوين والنسيج الاجتماعي للمجتمعات.
و قال سعدي في تصريحات لـ"الرائد" أن التحول الذي يعرفه المجتمع الجزائري جعل نمط عيش الجزائريين يتغير وهو ما افرز منظومة شغل مختلفة عما كان في السياق ففي الوقت الذي ظهرت مهن ونشطات لها علاقة بهذه التحولات الاجتماعية والتكنولوجية منها نشاط منظم الحفلات الذي لم نكن نراه من قبل في مجتمعاتنا اختفت مهن ونشاطات أخرى بسبب التغيرات التي تحدث في بنية المجتمع واهتماماته وتطوره غير أن ذلك يضيف سعدي لا يمنع ان نؤكد أن التكنولوجيا الحديثة هي الأخرى كان لها دور كبير في زوال بعض المهن لأنها هي أساسا المحرك الرئيس للتحولات التي تعرفها غالب المجتمعات و ليس المجتمع الجزائري فحسب و قال أنه رغم أن التكنولوجيا ومستحدثاتها من أهم أسباب رفاهية كل الشعوب التي تعتمد عليها، إلا أنها كانت سبباً مباشراً في العديد من السلبيات التي انتشرت فقد استطاعت كل الوسائل الحديثة أن تهمش العديد من الأشياء التي اعتدنا عليها في حياتنا اليومية، كما أثرت أيضاً في العديد من المهن و الحرف التراثية و التقليدية التي كانت مظهراً تاريخياً في مجتمعاتنا، الأمر الذي يؤثر على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي حيث أعطى ذات المتحدث مثال بمهنة "الأسكافي" الذي بدأت في الزوال مشيرا ان هذا دليل على توجه الجزائريين نحو نمط الرفاهية في المعيشة بحيث اصبحوا يتخلصون من الأحذية التي تتمزق والكثير منهم لديه اكثر من 3 إلى أربعة زوج من الأحذية مضيفا ان هذا النمط لا يتماشى مع عائلات أخرى تعيش ظروف اقتصادية مزرية الامر الذي يخلق فجوة في المجتمع ويكرس اكثر الطبقات الاجتماعية التي تعد من بين اهم الأسباب لتشتت الاجتماعي.
دنيا. ع