الوطن

التكنولوجيا تؤثر على سوق الشغل بالجزائر ...؟!

مهن ونشاطات تكاد تختفي وكانت تساهم في التنمية وتشغل اليد العاملة

"الطاكسيفون"، "السيبار"،"الكوردوني" و"الساعاتي" نشاطات تعاني للبقاء

غيبت التكنولوجيا الحديثة التي أصبح يعتمد عليها في كل تعاملات الجزائريين العديد من النشاطات التجارية والمهن التي بدأت تزول وتختفي من الساحة الاقتصادية حيث نجد أن محلات "الطاكسيفون" و"السيبار" بدأت تتناقص في حين أن نشاطات تجارية اخري ك "الكوردوني" و"الساعاتي" وحتى "الطراح" وأصحاب الحرف التقليدية أصبحت من الماضي وهو الامر الذي يوحى لتغير نمط معيشة الجزائريين، ورغم أن الخبراء والمختصين يعتبرون ذلك نتيجة للتأقلم مع التكنولوجيات الحديثة إلا أنهم لا يخفون خطورة الوضع خاصة بالنسبة لنشاطات كانت تساهم ولو بجزء بسيط في بناء الاقتصاد الوطني وزوالها يعني تناقص في الإنتاجية والاعتماد على كل ما هو مستورد وجاهز.  

 

الهاتف النقال يقضى على محلات "الطاكسيفون" والجيل الثالث والرابع يزيح "السيبار"! 

شكل وبروز وسائل الاتصال الحديثة من أجهزة هاتف جوّال متعدّدة التقنيات والوظائف وحواسيب مجهزة بمضامين برمجيات تتطوّر بسرعة وتتجدّد باستمرار، تهديدا حقيقيا ، قضى على بعض النشاطات التجارية  المهددة  بالاندثار على رأسها، محلات الهاتف العمومي، التي أعلن أغلب أصحابها إفلاسهم، بعدما أصبحت هذه الأخيرة لا تجدى أمام خدمات الهاتف النقال التي تتعدى كامل الحدود، وبأقل تكلفة، ما جعل جلّ محلاّت الهاتف العمومي "الطاكسيفون" تغلق أبوابها أمام قلة الإقبال في حين تحوّلت بعض المحلات الأخرى إلى فضاءات للفليكسي، وبيع بطاقات التعبئة، و إكسسوارات الهواتف، فيما فضل أخرون تحويل محلاتهم إلى فضاءات تجارية أخرى، أمام هجران الزبائن للاتصال بالثابت وأمام اكتساح الانترنيت لعالم الاتصال لم يعد بدّا لاستخدام الهاتف لا الثابت ولا المحمول لدى الكثيرين، ممن وجدوا ضالتهم في المحادثة والدردشة الالكترونية، التي يتيحها العالم الافتراضي، فبعد إزاحة النقال للتاكسي فون، جاء دور مقاهي الانترنيت التي و حسب العديد من أصحابها  فإن زبائنهم قد تقلصوا أمام توجه الكثيرين نحو خدمات الهواتف الذكية وانترنيت الجيل الثالث، وقد أدت هذه الوضعية للعديد من أصحاب مقاهي الانترنت التفكير في تغيير النشاط أو إضافة خدمات أخرى تفاديا للخسارة التي باتت تلحقه جراء التكاليف المفروضة عليه من كراء للمحل، فاتورة الانترنيت، والضرائب المفروضة عليهم، والتي تحسب على أساسا عدد الأمكنة المخصصة لكل زبون، التي باتت تثقل كاهله أمام قلة الزبائن الفعليين.

 

الأحذية الصينية جعلت مهنة "الكوردوني" في خبر كان 

من جانب أخر ومن بين المحلات التي لم نعد نجدها في الأسواق محلات الإسكافي، فهذه المهنة والنشاط التجاري في طريقه للزوال بسبب ان الجزائريون بدأو يستغنون تدريجيا عن الاسكافي، نظرا لسوق الأحذية التي تشكل نوعين أحذية صينية تتمزق وترمى في المزابل مباشرة ولا يجد الاسكافي ما يصلح فيها، ونوع الاحذية الجيدة الجلدية المتينة التي ترمى بعد سنوات من انتعالها دون أن تتمزق وحتى من يرغبون في ترقيع احذيتهم لان الحل أصبح ابسط من الذهاب للإسكافي حيث يكفي علبة من غراء تفي بالغرض.

 

"الطرّاح" و"الحمّال" مهن اختفت لأسباب صحية 

هذا وهناك العديد من المهن والنشطات التي بدأت تختفي لأسباب صحية منها مهنة "الطراح و "الحمال" حيث ومع مرور السنين زالت المهنة تدريجيا، لأن موضة أفرشة الصوف باتت قديمة وغير صحية وتسبب الحساسية بحسب الاطباء وأغلب العائلات الجزائرية تخلت عنها وعوضتها بالأفرشة المستوردة من ماليزيا وجنوب شرق آسيا كما أن سعر الصوف تضاعف وأصبحت نادرة ومتعبة، وأفرشتها ليست عملية على حد قول المواطنين. في حين أن مهنة الحمالين بدأت تندثر بسبب المدخول الزهيد الناتج عن هذه المهنة بالإضافة إلى المتاعب الصحية الناجمة عنها والذي جعل العديد من أصحابها يتوقفون عن مزاولتها، كما أن إدخال التكنولوجيا في مثل هذه الأعمال عوضت الكثير منهم هذا ما جعل مثل هذه المهنة تختفي بنسبة كبير.

 

ندرة قطع غيار الساعات سبب ركود مهنة "الساعاتي"

هذا وتعد مهنة الساعاتي من بين المهن التي بدأت تختفي مند عقود ويؤكد عدد من محترفي هذه الحرفة أنّ مشكل ندرة قطع غيار الساعات في الجزائر، تعد العائق الكبير الذي يقف في وجههم ويضطرون في الكثير من الأحيان إلى اقتنائها من خارج حدود الوطن، وهو الأمر الذي أثرا سلبا على هذه المهنة التي تعاني إهمالا ولامبالاة من قبل الجهات المعنية، مقارنة بالدول الأخرى التي يصنفونها ضمن أرقى المهن على الإطلاق.

 

ساعي البريد .. مهنة تقلصت وتصارع للبقاء 

لم تختف مهنة ساعات البريد إلى ان نسبتهم تقلصت مقارنة بالسنوات الماضية، فتواجد مثل هذا الشخص في أحيائنا بزييه الرسمي يثير فينا الدهشة، وهذا بالنظر إلى غيابه الكبير ليس عن أدائه مهامه بل كان في القديم القريب يظهر بشكل واسع، وهذا راجع إلى الرسائل التي كان يحملها إلى أصحابها في تلك الفترة أين كانت الرسائل البريدية هي الوسيلة الوحيدة إن صح القول في تلك الفترة، غير أن التطور الحاصل في مجال الاتصال قلص من مهمته وأضحت تقتصر على إيصال الفاتورات.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن