الوطن

حفتر في الجزائر بعد عام على اتفاق الليبيين

تأتي في ظرف أمني وسياسي حساس تمر به ليبيا

"لجنة رؤساء الدول" تحضر لاجتماع يضم الفرقاء لبحث حلول توافقية تدعم الاتفاق السياسي

دفعت الظروف الأمنية والسياسية الخاصة التي تمر بها ليبيا، بخليفة حفتر إلى القيام بزيارة إلى الجزائر لم يعلن عنها سابقا، كما لم يوضح إن كانت بطلب منه أو بدعوة من السلطات الجزائرية. وفي الوقت الذي كانت برقيات الوكالات الدولية تشير إلى تواجد حفتر في واشنطن منذ يوم أمس، أبرقت وكالة الأنباء الجزائرية بخبر زيارته للجزائر ولقائه بوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل. وتأتي هذه الزيارة بعد مرور عام على اتفاق الصخيرات الذي لم يشارك فيه حفتر لا في الحوارات الأولية التي احتضنتها الجزائر ولا في المغرب، حيث يدعم هذا الأخير الحل العسكري فيما تمر به ليبيا، في حين تصر الجزائر عبر مقاربتها والقوى الدولية على الدفع بالحوار السياسي بين مختلف القوى الليبية لتجاوز الأزمة التي طال أمدها.

وحسب ما جاء في برقية لوكالة الأنباء الجزائرية، فإن لقاء جمع أمس بين وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، مع الفريق خليفة حفتر، الذي يُجري زيارة إلى الجزائر. وتناولت المحادثات، حسب نفس المصدر، "مستجدات الوضع السياسي والأمني في ليبيا، والسبل الكفيلة باستتباب الأمن والاستقرار في البلاد في أقرب الآجال".

واغتنم مساهل هذه المناسبة للتذكير "بالجهود التي ما فتئت تبذلها الجزائر لتشجيع الأطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي لتسوية الأزمة الليبية".

وفي هذا السياق، جدد مساهل "موقف الجزائر الثابت المؤيد لحل سياسي للنزاع في ليبيا في إطار تطبيق الاتفاق السياسي المبرم بين الأطراف الليبية بتاريخ 17 ديسمبر 2015، من خلال حوار شامل ما بين الليبيين والمصالحة الوطنية للحفاظ على الوحدة والسلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني، ووضع حد نهائي للأزمة".

هذا واستقبل الوزير الأول عبد المالك سلال المارشال الليبي خليفة حفتر في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر، حسبما أكده بيان لمصالح الوزير الأول. وأوضح ذات المصدر أن "اللقاء قد تمحور بشكل أساسي حول تطورات الوضع في ليبيا وآفاق تسوية الأزمة وعودة الاستقرار والسلم والأمن في إطار وحدة وسيادة ليبيا"، كما تم التذكير خلال هذا اللقاء بأن "الخيار الوحيد يبقى الحل السياسي القائم على الحوار الشامل بين الليبيين والمصالحة الوطنية وهو ما تسعى إليه الجزائر مع جميع أطراف الأزمة الليبية".

 

"لجنة رؤساء الدول" تحضر لاجتماع يضم الفرقاء لبحث حلول توافقية تدعم الاتفاق السياسي

 

وفي الشأن الليبي دائما، أكد وزير الشؤون الخارجية التشادي ورئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، موسى فاكي محمد، في تصريح صحفي أمس من وهران، أنه يتم التحضير، من طرف "لجنة رؤساء الدول" حول الأزمة الليبية، لاجتماع في ليبيا يضم أطراف الأزمة للتوصل إلى حلول توافقية على أساس الاتفاق السياسي الذي رعته الأمم المتحدة.

وقال ذات المسؤول الإفريقي أن لجنة رؤساء الدول الإفريقية الخمس التي تمت المبادرة بها في 2011 للمساعدة على إيجاد الحلول للازمة الليبية "ستزور ليبيا قريبا للنظر في إمكانية جمع الأطراف الليبية في إطار المصالحة الوطنية على أساس الاتفاق السياسي" الذي ترعاه الأمم المتحدة، "وذلك بهدف التوصل إلى حلول توافقية داخلية" تضع حدا لهذه الأزمة.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الوطن