دولي
جنون "إسرائيل" بلا كوابح!
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 ديسمبر 2016
خلطة سحرية من الهلع والجبن والهوس والجنون والتمترس وراء «ديمونا» و«إف - 35» والجدران العازلة، تكاتفت مع ثبوت انعدام العلاقة التاريخية لـ "إسرائيل" بالمقدسات الإسلامية وعلى رأسها الأقصى، ومع عجز علماء الآثار هناك في العثور على وثيقة واحدة تبرهن يهودية فلسطين. هذه الخلطة جثمت على عقل حكومة العدو، حتى بدت مجرد ورقة خريفية تؤذن بانهيار قريب للدولة. لقد تحول نتانياهو إلى شخص خطير؛ لأن جهاز الكوابح لديه قد انهار كما قال له المعلق «ناحوم برنياع». فالمعارضة الإسرائيلية اختفت، فيما أصبح حزب الليكود شيئاً آخر غير الحزب، أو بالأحرى مجرد تغريدات لقادته الذين يتنافسون في فيسبوك وتويتر على من هو الأكثر حقداً على الفلسطينيين، لتبرير سرقة أراضيهم الخاصة للبناء فوقها. وإذا كان وزير التربية(!) نفتالي بنيت قد قرر فرض أنظمة جديدة للمحاضرين في الجامعات بهدف تضييق الخناق عليهم ومنعهم من انتقاد الحكومة، فإن هذه الخطوة ليست إلا سطراً آخر في كتاب نتانياهو الأسود الذي يصادر علناً الرأي الآخر.
وتتحمل حكومة "إسرائيل" هذه الأيام المسؤولية عن أعمال هدامة تتضمن بلورة وتطبيق برامج ومشاريع غير أخلاقية وغير دستورية حتى بالنسبة لقوانين العدو ذاته، هدفها ضم الضفة الغربية بكاملها، بموازاة خنق الانتقاد الداخلي والخارجي حتى لا يجرؤ أحد على تسمية فلسطين بالمحتلة. وفي الوقت الذي تتزايد فيه القناعة لدى الفلسطينيين بأن كل إسرائيلي، مستوطناً كان أم مواطناً أصيلاً(!)، هدف مشروع يجب تذكير رموز إرهابية مريضة من أمثال نتانياهو وبنيت وليبرمان بأن 29 عاماً قد مرت على «انتفاضة الحجارة»، وبأن الموقف الآن أصعب بكثير: فالدولة العبرية لم تحظ البتة بأي اعتراف حقيقي ونهائي من قبل الفلسطينيين أو دول الجوار ومعظم دول العالم، أما مشروع التطبيع فقد سقط في كل الامتحانات، رغم وجود بعض الاتصالات والتفاهمات تحت الطاولة مع هذه الدولة أو تلك، فيما تواصلت المقاومة كل يوم مر منذ تلك الانتفاضة.
ضمن الخلطة السحرية، يصر رئيس الحكومة ووزراؤه، على قطع دولة "إسرائيل" عن العالم الخارجي وحبسها في غرفة المرايا المرعبة، واقتيادها نحو الهاوية، أما وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان فيعمل الآن على تشكيل لجنة خاصة لوضع «قائمة سوداء» للشركات والمنظمات والأفراد الذين يدعون لمقاطعة مستوطنات الضفة أو معاقبة "إسرائيل".
لا يدرك النازيون الجدد في القدس أنهم كمن يدهنون أجسامهم العارية بالعسل ويقتحمون أعشاش الدبابير. "إسرائيل" أيها الناس ساقطة تاريخياً وجغرافياً ووجودياً وشرعياً وأخلاقياً وإنسانياً. ولا يفهم هؤلاء أيضاً، أن حروب المنطقة وصراعاتها لن تحجب الرؤية.. رؤية الحقيقة التي يؤمن بها العالم من رأس الناقورة حتى جزر سيشل، وهي أن "إسرائيل" سبب بلائه، وأنها بلا رواية، وبلا تاريخ؛ بل هي بكل صراحة عصابة على شكل دولة، تماماً كدولة «فيتو كورليوني» التي جسدها مارلون براندو في فيلم «العراب»، مع التأكيد بأن كورليوني يبقى أفضل من كل زعماء "إسرائيل".
شعور اليهود في فلسطين كابوسي بكل المقاييس؛ فهم يرون الموت في كل شارع ويتوقعونه في كل وقت، ولا يشعرون بالأمن ولا بالأمان، ويدركون في دواخلهم أنهم لصوص.. لكنهم يأبون النظر إلى المرآة!!
مازن حماد