الوطن

الشباب والمرأة "شعارات" لإنجاح المواعيد الانتخابية فقط !!

أحزاب تتهافت على الشباب لملء القوائم وعلى المرأة للشرط القانوني

 
الأرسيدي: شباب الحزب يمارسون النضال بأموالهم الخاصة وليس المال الوسخ
الأفلان: نصف قيادات الحزب من الشباب الذين لا يتعدى سنهم 50 سنة
العدالة والتنمية: العنصر النسوي والشبابي مجرد ديكور لواجهة الأحزاب
 
تسارع الأحزاب السياسية، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، لاستمالة العنصر النسوي والشباب للمراهنة على جمع التوقيعات اللازمة للمشاركة، وكذا توفير الشرط القانوني لتواجد المرأة في القوائم. ويتهرب الكثير من ممثلي الأحزاب عن إعطاء العدد الحقيقي لتواجد الشباب والمرأة ضمن القيادات الفاعلة في الحزب، وكذا تأكيد الضمانات لتواجد الفئتين في صدارة قوائم الترشيحات. فحزب الأفلان يتباهى بأغلبية التمثيل النسوي في البرلمان بنسبة 80 في المائة مقارنة مع الأحزاب الأخرى، وجبهة العدالة والتنمية تعترف بضعف النضال السياسي للمرأة والشباب في الحزب، فيما يغلب على نشاطات الأرسيدي تواجد عنصر الشباب والدليل، حسبهم، أن أصغر رئيس للمجلس الشعبي البلدي في الوطن ينتمي للحزب.
وسألت "الرائد" قيادات الأحزاب عن حجم التواجد الشبابي والنسوي وكذا الضمانات المقدمة نضاليا للشاب والمرأة لتصدر قوائم ترشيحات التشريعات المقبلة، فرغم أن القانون 12-04 يكرس حق المرأة في المشاركة لترشيحات المجالس المنتخبة، إلا أن تواجدها في القوائم يبقى شكليا وصوريا فقط.
 
بدعيدة: لا بد من وجود شيوخ وكهول لتأطير الشباب في الأفلان
ذكر عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير لوطني، السعيد بدعيدة، أن تواجد المرأة والشباب في الأفلان "له نسبة كبيرة"، واعتبر أن من بين 150 امرأة في البرلمان هناك 80 في المائة يمثلن الأفلان. وأضاف "الشباب يمثلون 50 في المائة من مناضلي الحزب عبر الوطن". وعن حقيقة هذه الأرقام واقعيا، قال بدعيدة: "سن الشباب يتراوح بين 20 إلى 50 سنة، وحين تنظر إلى مناضلي الحزب والقيادات فنصفهم لا يتجاوز هذا السن"، مستدركا: "لا بد أن يكون هناك شيوخ وكهول في الحزب لتأطير الشباب ومنحهم الخبرة، فالنضال والتجربة ضروريان في الأحزاب السياسية".
ومن جهة أخرى، قال بدعيدة: "في 120 محافظة عبر الوطن للأفلان هناك على الأقل امرأة قيادية في كل محافظة، وهو عدد لا بأس به في الحزب"، مضيفا: "في اللجنة المركزية، التمثيل النسوي عن كل محافظة هناك امرأة على الأقل، أي 120 امرأة على الأقل في اللجنة المركزية، وهذا تمثيل محترم". وعن المكتب السياسي للحزب، قال المتحدث: "لدينا 4 نساء في المكتب من مجموع 17 عضوا". واعتبر قيادي الأفلان أن الذين "يتهمون الحزب بأنه يعتمد على الشيوخ فقط، فالدليل واضح ونحن لا يوجد لدينا فصل بين الأجيال".
وعن التمثيل النسوي والشبابي في التشريعيات المقبلة، قال بدعيدة "الأمين العام سينصب لجنة تحضير الانتخابات ووضع القوائم وسيكون للشباب دور كبير في الحزب مستقبلا". 
 
ياسة: شباب الأرسيدي يناضل بأمواله الخاصة وليس بالمال الوسخ
أما حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي"، فيعتبر منسق الشبيبة، نسيم ياسة، أن "نضال الشباب في الحزب ليس مناسباتيا، بل خلال كل السنة وهو نضال حقيقي وليس لمصالح حزبية أو شخصية". وأضاف: "الشباب المناضل في الحزب يعمل بأمواله الخاصة ويحضر الملتقيات بنفقاته الخاصة وليس باستمالته عبر المال الوسخ وتجنيدهم بالوعود". واسترسل الشاب ياسة (قيادي في الحزب) ولا يتجاوز سنه 23 سنة، في الحديث عن دور الشباب في الأرسيدي بقوله: "المناضلون الشباب في الحزب ينشطون في الجامعات والأحياء وفي إطار الحزب، ونحن لا نجندهم بالشعبوية مثلما تفعل السلطة وأحزابها". وأضاف: "الأرسيدي هو الحزب الوحيد الذي نظم جامعة صيفية للشباب بحضور 1000 مناضل بولاية بجاية".
واعتبر المتحدث، في تصريح ليومية "الرائد"، أن "الشباب في الحزب ليس لديهم كوطة بل هم متواجدون دائما في المقدمة وفي النضال". وأضاف: "قمنا بتأسيس الشبيبة الوطنية لانخراط أكبر عدد من الشباب، وسيكون لنا دور كبير في التشريعيات المقبلة". وذكر ياسة أن "نواب الأرسيدي دوما هم شباب سواء في تشريعيات 1997 أو 2007". 
 
بن خلاف: المرأة والشباب "ديكور" ووسيلة لاستمالة الناخبين 
من جانب آخر، برر القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، نقص فاعلية الشباب والمرأة في الحزب، ماعدا بعض الولايات على غرار العاصمة، وقال: "أمانة المرأة وأمانة الشباب يؤديان دورا محترما لكنه غير كاف". وأضاف: "في التشريعيات المقبلة سيكون للشباب والمرأة دور بارز، ولو أن القانون يحمي حظوظ تمثيل المرأة"، مضيفا: "على مقربة من التشريعيات وإعداد القوائم، يبرز في كل مرة الحديث عن دور المرأة والشباب، ونحن نعتبره تلاعبا واستمالة للشباب والمرأة دون وجود حقيقي وواقعي". وذكر المتحدث أن "استمالة المرأة والشباب لإعداد القوائم هو مجرد ديكور".
وعن غياب الفعل الحقيقي للشباب سياسيا، خصوصا أن المجلس الأعلى للشباب قد ينعدم فيه عنصر الشباب لصالح الشيوخ، قال بن خلاف: "هناك محاولات من أحزاب السلطة ومنظمات أخرى للاستحواذ على المجلس الأعلى للشباب، وحتى أن هؤلاء لا يتوفر فيهم شرط السن". وأضاف: "في غياب الديمقراطية والشفافية يصبح كل شيء خاضعا لإرادة السلطة، ونحن وقفنا على استوزار شيخ في الثمانين على وزارة الشباب والرياضة".
يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن