الوطن

الإبراهيمي: الجزائر ودول الساحل مطالبون بحل الأزمة الليبية في أسرع وقت

أكد على أن حل الأزمة لابد أن يكون من الليبيين أنفسهم

 

  • وقف النزاع في سوريا "أولوية قصوى ومستعجلة"

وصف الأخضر الإبراهيمي، الدبلوماسي الجزائري والمبعوث المشترك السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، ما يجري في ليبيا بأنه كارثة بكل معاني الكلمة ومأساة وظلم شديد جدا سلط على أناس لا ذنب لهم. واعتبر ذات المسؤول أن ما يحدث في سوريا الآن أصبح يفرض وقف النزاع هناك، مشيرا إلى أن هذا المطلب يحمل طابعا استعجاليا، داعيا مختلف الأطراف التي تدخلت في الأزمة السورية إلى مساعدة السوريين على تحقيق المصالحة وإعادة بناء بلدهم.

قال الأخضر الإبراهيمي، في حوار خاص أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية، نشر أمس الجمعة، أن "الأولوية الأولى القصوى والمستعجلة هو أن تتوقف الحرب وأن تتم مساعدة السوريين على المحافظة على وحدة بلدهم والمصالحة فيما بينهم وإعادة بناء بلدهم". وشدد أن "المحافظة على وحدة سوريا أمر أساسي جدا"، داعيا مختلف أطياف الشعب السوري، بما في ذلك الرئيس بشار الأسد، إلى التعاون من أجل "تحقيق التغيير الذي ينشده الشعب السوري". وقال في هذا السياق "أن التغيير لا يمكن التملص منه أو رفضه أو نكران الحاجة إليه"، معربا عن أمله في أن تدرك الدول التي تدخلت في النزاع القائم في سوريا منذ قرابة 5 سنوات لمصلحة هذا الطرف أو ذاك، أن "الأزمة لن تحل عسكريا ولابد من حل سياسي يرضي الشعب السوري وبناء سوريا جديدة، وهذا الحل يتطلب التغيير بدون شك"، كما قال.

وتابع الدبلوماسي الجزائري المخضرم أنه "لابد على السوريين أن يجلسوا مع بعض" من أجل إيجاد تسوية للنزاع، حاثا الدول الأجنبية التي تدخلت في هذا البلد على مساعدة السوريين فيما بينهم على تحقيق المصالحة وبناء سوريا جديدة. ونبه ذات المسؤول إلى أن التدخلات الأجنبية في سوريا بدعوى مساعدة السوريين "لم تكن في مصلحة الشعب السوري في النهاية"، مؤكدا أن تدخل الدول الأجنبية في النزاع السوري "فضلا عن أنه كلف هذه الدول كثيرا، فإنه أطال عمر الأزمة".

وبخصوص الأزمة في ليبيا، وصف الدبلوماسي الجزائري في ذات الحوار ما يجري في هذا البلد بأنه "كارثة بكل معاني الكلمة ومأساة وظلم شديد جدا سلط على أناس لا ذنب لهم". واعتبر أن "التدخل الخارجي في ليبيا كان فجا، إذ لم ينظر ولم يسأل عن مصلحة الشعب الليبي وهذا ظلم شديد جدا".

ولم يفوت المتحدث الفرصة للحديث عن الدور الجزائري في الملف الليبي، وقال أن الجزائر سعت بكل ما تستطيع من أجل مساعدة الليبيين على حل مشاكلهم"، إلى جانب مساعي الليبيين أنفسهم والأمم المتحدة، مشددا أنه "لا بديل عن الجهد الوطني وعلى الليبيين أنفسهم أن يحلوا مشاكلهم".

ونبه المتحدث إلى "العبء والخطر الكبيرين جدا" الذي تمثله الأزمة الليبية بالنسبة للمغرب العربي، مشيرا إلى أن مشكلة "بحجم الأزمة الليبية أو السورية لا يمكن أن يقفل عليها إلى الأبد داخل الحدود، وأنه من مصلحة تونس ومصر والجزائر ودول الساحل أن تحل الأزمة الليبية بما يرضي الشعب الليبي وبأسرع ما يمكن"، نظرا لما خلفته هذه الأزمة من مشاكل على حدود دول الجوار مثل تهريب الأسلحة وقضية اللاجئين.

وأكد الإبراهيمي، الذي شغل سابقا منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى كل من أفغانستان والعراق ودول أخرى، على ضرورة أن ينبني أي مشروع علاج أزمة على "ما هو مطلوب وما هو ممكن وما هو في مصلحة أهل البلد".

وفي ملف الصحراء الغربية والنزاع القائم بين الجمهورية الصحراوية والرباط، أشار المتحدث، وهو يرد على سؤال حول إلى إمكانية أن يحرك الأمين العام الجديد المرتقب للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، هذا الملف، قائلا أن "قضية الصحراء الغربية موجودة على جدول الأمم المتحدة، وهنالك إطارا لا يستطيع لا هو (غوتيريس) ولا غيره الخروج منه"، مضيفا أن غوتيريس "رجل لديه خبرة واسعة ويعرف الأمم المتحدة وله سمعة طيبة، سيصل إلى هذا المنصب مهيأ".

وعن سؤال حول مطالب العديد من الدول بإصلاح الأمم المتحدة ومنها الدول الإفريقية، أعرب الدبلوماسي الجزائري عن أسفه لوجود مشكلتين أساسيتين، كما قال، في هذا الشأن ويتعلق الأمر بكون أنه "لا يمكن تغيير أي شيء في الأمم المتحدة حسب ميثاقها إلا إذا وافقت كل الدول دائمة العضوية الخمس"، والأمر الثاني يتعلق بالخلافات القائمة فيما بين الدول الإفريقية ذاتها أو دول الآسيان ودول أمريكا اللاتينية" وهذه عقبة كبيرة" على جدّ وصفه.

إكرام. س 

من نفس القسم الوطن