الوطن

ميزاب: الجزائر خلال 2016 أفضل أمنا واستقرارا من دول أوروبا وأمريكا

عقب التحذير الأمريكي لرعاياها من السفر إلى الجزائر والتنقل داخلها

 

  • رزاقي: التقرير لا يعكس سياسة جديدة لأمريكا في المنطقة
  • حزب العمال: أمريكا توظف تقاريرها كورقة ضغط على الحكومات والدول 

 

لم تتوان وزارة الشؤون الخارجية في الرد على تقرير الخارجية الأمريكية الذي يحمل "تحذيرا لرعاياها عند السفر والتنقل في الجزائر"، وقالت وزارة الخارجية أن "التقرير يحمل نظرة مشوهة وبالية لا تعكس الواقع"، وهو ما ذهب إليه المحلل الأمني أحمد ميزاب باعتبار "صاحب التقرير له نظرة عدائية للجزائر ولم يكلف نفسه عناء البحث عن المستجدات بخصوص الوضع الأمني في بلادنا"، فيما قال المحل السياسي عبد العالي رزاقي إنه "تقرير يعكس جانبا واقعيا في سياسة الحكومة الجزائرية التي تعرف فوضى في التعامل دبلوماسيا".

وأجمع المحللون على أن تقرير الخارجية الأمريكية يعتمد على "معطيات ومؤشرات غير واقعية"، لكن مثل هذه التقارير "قد تؤثر في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين".

 

ميزاب: خلال 2016 الجزائر أكثر أمنا من دول أوروبية وحتى أمريكا

 

وذكر المحلل الأمني، أحمد ميزاب، في تصريح ليومية "الرائد"، أمس، أن "مضمون التقرير يعتمد على مؤشرات بالية وقديمة تعود إلى فترة التسعينات، ولا تتعلق حقيقة وواقعا بالوضع الأمني في الجزائر"، وأضاف "من ينظر في التقارير الأخيرة للخارجية الأمريكية بخصوص الجزائر، يجد تناقضا وتضاربا كبيرا فيما بينها، فأحيانا تنتهج سياسة التثمين للمجهودات والإصلاحات، وأحيانا أخرى تحذر". واعتبر ميزاب أن تقارير الخارجية قبل هذا التقرير عن الوضع الأمني جاءت تثمن "دور الجزائر الإقليمي وإفريقيا وجهودها في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة"، مضيفا "في حصيلة 2016 للوضع الأمني هناك مكافحة فعالة للإرهاب وأرقام الجيش الوطني الشعبي تعكس ذلك". واعتبر ميزاب أن "تحرك وزارة الخارجية يعكس خلو التقرير من أي حقيقة واقعية وهو تقرير من نسج الخيال".

وفي نقطة أخرى، قال ميزاب "الجزائر تعرف تحسنا أمنيا أفضل بكثير من الوضع الأمني خلال سنة 2016 في أوروبا وأمريكا، وبالتالي التقرير يحمل الكثير من المغالطات التي لا يجب السكوت عنها". وأضاف "إذا كان هناك تماد في التقارير المغلوطة بخصوص الوضع في الجزائر، فعلى الدبلوماسية الجزائرية تنويه هذه الدول". وعن شكل التنويه الذي حمله رد وزارة الخارجية، قال ميزاب "العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية في المجال الأمني والاقتصادي، فهي تستفيد من خبرة الجزائر في مكافحة الإرهاب منذ سنوات، وبالمقابل تحذر رعاياها، هذا غير منطقي"، مضيفا "في الجزائر هناك عدة شركات أمريكية تنشط في عدة مناطق عبر الوطن وهذه التقارير تؤثر في العلاقات الثنائية".

 

رزاقي: التقرير لا يعكس سياسة جديدة لأمريكا في المنطقة

 

نفى المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، أن يكون تقرير الخارجية الأمريكية حول الوضع الأمني في الجزائر يعكس "سياسة جديدة في المنطقة ومع الجزائر بالتحديد". وأضاف "هناك رئيس أمريكي جديد لكن الإدارة الأمريكية هي من تسير الأوضاع الأمنية، ولا يوجد أي تحول مرتقب حول السياسة الأمريكية الأمنية في المنطقة". وذكر رزاقي "التقرير الأخير يعكس بعض الجوانب الحقيقية لتعامل الحكومة الجزائرية مع الوضع الأمني دبلوماسيا". وأضاف "هناك فوضى بين وزراء في الحكومة وفي تنازع الصلاحيات بخصوص الوضع الأمني، فحين يصرح وزير الشؤون الدينية حول خطر إرهابي ولا يصرح به وزير الداخلية، فالوضع حقيقة غير طبيعي". واعتبر رزاقي أن "التقرير يتحدث عن تنقلات الدبلوماسيين والرعايا الأجانب في الجزائر، وهو جانب معقد وبروتوكولي في بلادنا، أما في دول عربية وأوروبية فلا يحتاج كل هذه الإجراءات، وبالتالي هم يرون ذلك احتمال وجود أخطار أمنية".

 

حزب العمال: أمريكا توظف تقاريرها كورقة ضغط على الحكومات والدول

 

أما من جهته، القيادي في حزب العمال، رمضان تعزيبت، اعتبر "التقرير الأمريكي وكل ما يندرج في مسألة السلم والديمقراطية توظفها القوى العظمى من أجل الضغط على الحكومات". وأضاف "هذه الدول تضع تقارير للضغط على الحكومات وحماية مصالحها عبر وسائل الضغط". وقال تعزيبت "لا يخفى علينا أن هذه التقارير كانت قد وضعت الجزائر في مرتبة مع دول تشهد حروبا مثل العراق وأفغانستان". ومن جهة ثانية، ذكر تعزيبت أن "عدة دول أوروبية تعرف أوضاعا غير آمنة لأن ظاهرة الإرهاب صارت دولية". واعتبر المتحدث أن "ما جاء في التقرير بخصوص التنقل في الجزائر موجود في كل الدول بسبب تزايد الخطر الإرهابي". وأضاف "هذه الدول التي تحذر من الإرهاب والتنظيمات الإرهابية هي المستفيد منها في الضغط على الدول".

للإشارة، جاء في بيان وزارة الشؤون الخارجية أن "التحذير الأمريكي من السفر الموجه لرعاياها في الجزائر لا يزال ينظر إلى الوضع الأمني في بلادنا بنظرة مشوهة وبالية لا تعكس الواقع". وقال البيان، نشرته يوم الخميس الفارط، أن "أمن الجزائر مستتب بصفة دائمة بفضل سياسة المصالحة الوطنية، والثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر للتخلص من الإرهاب، وكذا بفضل التجند واليقظة المستمرين للجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن". وختم البيان "تبقى جميع الرسائل أحادية الجانب التي تسعى بدون جدوى إلى ضمان حماية انتقائية، وتفضي إلى تفكيك روابط الشراكة والتعاون ضد ظاهرة الإرهاب، ذات مفعول عكسي ولا أساس لها".

 يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن