الوطن
الأمين العام الأسبق لحركة الإصلاح يفجر غضب الإسلاميين بدعمه الأسد
في وقت استنكرت البناء الوطني التدخل الأجنبي والصمت الدولي عما يحدث في حلب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 ديسمبر 2016
فجرت المواقف المساندة للنظام السوري التي يجاهر بها رئيس جبهة الجزائر الجديدة والأمين العام الأسبق لحركة الإصلاح الوطني، جمال عبد السلام، موجة غضب قيادات إسلامية، ووجهت له لوما شديدا على هذه المواقف.
وعلق القيادي في حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش، على ما كتبه جمال عبد السلام على حائطه بعد سقوط مدينة حلب من جديد في يد القوات الموالية للأسد، غاضبا: "لست معنيا بالأسف بك أخي جمال.. مهما احترمنا رأيك المخالف إلا أنه لا يمكن هضم مباركتك للمجازر التي تُرتكب في "حلب"، مضيفا: "لا يُعقل من مثقفٍ تربّى في أحضان الحركة الإسلامية الوسطية المعتدلة أن ينحطّ به التفكير إلى ركوب القوارب النتنة للميليشيات الطائفية العابرة للحدود..
ونبهه "سوف لن يرحم التاريخ مَن يتلذّذ بمعاناة إخوانه المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ في "حلب" وغيرها، وسوف لن تسقط وصمة العار عن الذين يبيعون ضمائرهم للأطماع التوسّعية الفارسية على حساب الغالبية من السّنة في المنطقة..
وخاطبه: كيف تسمح لنفسك أخي "جمال" أن تأخذك العزة بهذا الإجرام الذي لم يُخلق مثله في البلاد في العصر الحديث..مهما اختلفت مع الجماعات المسلحة العابرة للحدود، فإنه لا يمكن تبرير حمامات الدّم التي يتعرّض لها المدنيون الأبرياء.
وجاءت أغلب التعليقات على موقف حمدادوش أكثر حدة تجاه بن عبد السلام، إلى درجة تكفيره، وتقديم على أنه من الرافضة، وهو مفهوم يوظفه السلفيون عادة في وصف الشيعة واعتبارهم خارج الملة وكافرين.
وعلق قيادي سابق في حركة الإصلاح الوطني على موقف زميله: "الراقصون في عرس مجرم الشام عندنا حسن الصباح شيخ الجبل يليق بكم"، وهو تعبير قوي عن الغضب، وفيه نوع من التهديد،، وكتب في تعليق آخر: "لا أدري أيهما أسوأ القاتل أم من يبرّر القتل.. أيهما أكثر وقاحة.. سفاح الشام المبتهج بنصره الإلهي.. أم الراقصون عندنا على أشلاء أطفال حلب".
وأصدر بن عبد السلام تعليقا مستفزا على صفحته، الخميس، بعنوان "حلب الشهباء في حضن الدولة" قال فيه: "زلزال بـ9 درجات على سلم ريشتر يضرب تل أبيب وواشنطن وباريس ولندن وأنقرة والرياض والدوحة، تهانينا للشعب السوري وللقائد بشار الأسد ولحلفاء سوريا، وألف ألف تهنئة للجيش العربي السوري، تهانينا بسقوط مشاريع التفكيك والتقسيم والتمزيق". وأثار هذا التعليق أيضا رفضا شديدا من قبل متتبعيه إلى درجة وصفه بالشبيح.
بدورها، نددت حركة البناء الوطني، في بيان صدر عن الأمانة العامة، بما يحدث في سوريا، وقال البيان أن ما تعيشه مدينة حلب من سياسة الأرض المحروقة وتدميرها بشكل جنوني بعد حصار أهلها الطويل دون مراعاة لأدنى الحقوق الإنسانية والتشريعات الدولية في حالة الحرب، ليشكل جريمة مغلفة بالصمت المطبق من طرف مجلس الأمن والهيئات الإنسانية للأمم المتحدة.
وأضافت الحركة تقول أن حركة البناء الوطني إذ تندد بشدة بما تعرضت له المدينة من استخدام للحل العسكري العنيف وغير المتوازن، وما صاحبه من حالات خرق لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وسط مناطق آهلة بالسكان المدنيين والنساء والأطفال والجرحى، مستنكرة التدخل الأجنبي وضلوع قوات أجنبية وميليشيات مرتزقة في الجريمة المرتكبة بحلب. كما أبدت رفضا لمخططات تقسيم سوريا وفق أسس طائفية، وتهجير قسري لسكان مدن بأكملها في عملية شاملة لتغيير مكوناتها الديمغرافية.
هذا وعابت الحركة على المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية موقف المتفرج أمام المأساة الإنسانية التي شهدتها مدينة حلب، طيلة شهور، من الحصار والقصف، محملة النظام السوري المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه الأوضاع في سوريا والحصيلة الثقيلة من الضحايا الأبرياء من الشعب برفضه المتواصل لكل أشكال فتح المجال للحريات والحقوق والحوار الذي كان كافيا لتجنيب البلد ما وصلت إليه.
ودعت الحركة إلى هبة إنسانية للتكفل باحتياجات الملايين من المهجرين واللاجئين السوريين.
آدم شعبان