عرفت أسعار العملات الأجنبية مقابل الدينار الجزائري نهاية الأسبوع ارتفاعا ملفتا بالسوق الموازية للعملة الصعبة بالسكوار حيث بلغ سعر تداول 1 أورو عتبة 190 دينار جزائري، في حين وصل سعر 1 دولار حدود 176 دينار وسط توقعات بارتفاع أكبر لهذه العملات خلال الأيام المقبلة.

سجلت العملة الوطنية انهيارا جديد مقابل أهم العملات الأجنبية وعلى رأسها الأورو والدولار حيث تم نهاية الأسبوع تداول 1 أورو مقابل 188.5 دينار جزائري في حين تم تداول 1 دولار مقابل 175.5 دينار وهو ما يمثل قفزة لهذه العملات مقابل انخفاض للدينار رغم تحسن أسعار النفط، ويؤكد تجار هذه  السوق الموازية أن سبب هذا الارتفاع هو الإقبال الكبير للجزائريين المتجهين إلى أداء مناسك العمرة على هذه السوق، للتزود بما لا يقل عن 1000 دولار لكل واحد منهم، أو 1000  أورو، في وقت ازداد الطلب أيضا مع اقتراب السنة الميلادية الجديدة 2017، وتحضير عدد كبير من الجزائريين للتنقل إلى أوروبا ودول أخرى لتمضية ليلة رأس السنة وهو ما تسبب في نفاد سريع للكمية التي تم ضخها مشيرين إلى إمكانية ان ترتفع أسعار العملات أكثر الأيام القليلة المقبلة أن لم يتحسن الوضع وينخفض الطلب مقابل ارتفاع في العرض.

من جهتهم يتوقع الخبراء ارتفاع اكبر لأسعار العملات مع بداية 2017 خاصة العملة الامريكية الدولار بسبب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع معدل الفائدة، على عملة الدولار  بمقدار 25 نقطة وتلميحه إلى احتمال القيام بذلك ثلاث مرات أخرى في 2017  وهو ما سيتسبب في نقص المعروض النقدي من الدولار في كل دول العالم، لأنه سيجعل المودعين أشد تمسكا بإيداع أموالهم بالدولار، لأنه عملة آمنة بالنسبة لمدخراتهم واستثماراتهم وأيضا رؤوس الأموال، وبالتالي سيؤثر هذا الوضع على الأسواق المالية بأغلب الدول منها الجزائر الذي سكون فيها التأثير اشد كون العملات الأجنبية تسوق بفضاءات موازية ولا علاقة له بالمؤشرات الاقتصادية المختلفة التي تتحكم في قيمة عملة أي دولة، مشيرين إلى أن هذه السوق يتحكم فيها العرض والطلب، وأنه كلما ازداد الطلب مقابل أنخفاض في العرض، إلا ويشهد الدينار الجزائري انخفاضا جديدا في قيمته أمام العملتين الأكثر طلبا وهما الأورو والدولار وهو نفس ما توقعه باعة السوق الموازية، الذين يتحدثون عن بلوغ العملات الأجنبية على راسها الأورو والدولار مستويات قياسية في الفترة القادمة، حيث يشير هؤلاء بأن المؤشرات توحي بأن سعر صرف العملة الأوروبية قد يرتفع إلى حدود 200 دينار قبل نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع القادم في حال استمرار الطلب على العملة الأجنبية في نفس المستوى، وتراجع العرض خاصة الأموال التي تأتي من العائلات الجزائرية المقيمة بالخارج.

 

س. زموش