الوطن

الأحزاب الفتية ترفع التحدي لدخول التشريعيات وتتجنب التحالفات

رغم تخوفات أحزاب كبيرة من شرط جمع التوقيعات وسباقها لعقد تحالفات

 

  • المعارضة لم تقدم بديلا أقوى من المقاطعة لذلك قررت المشاركة 
 
أبدى رؤساء حزب الجزائر الجديدة وحزب التجديد الوطني وحزب الفجر الجديد "تفاؤلا كبيرا" بخصوص جمع التوقيعات اللازمة لدخول الانتخابات التشريعية والفوز بمقاعد البرلمان القادم. وعن التحالفات، قال رؤساء الأحزاب الثلاثة إنها "ليست من أولوياتنا وتلقينا عروضا من أحزاب أخرى، لكننا نفضل الدخول بقوائم حزبنا"'، في حين اعتبر بن بعيبش أن "خيار المشاركة كان حتميا في ظل عدم وجود بديل أقوى من المقاطعة مثلما اقترحه أطراف في تيار المعارضة".
وسألت "الرائد" رؤساء أحزاب من تيارات سياسية مختلفة (وطني، معارضة، موالاة) عن تحضيرات أحزابهم لدخول التشريعيات المقبلة وشرط جمع التوقيعات وكذا إمكانية عقد تحالفات انتخابية مع أحزاب أخرى لتجاوز عقبة النصاب القانوني للتوقيعات، ومن جهة أخرى حظوظ أحزابهم في التشريعات المقبلة.
 
الفجر الجديد: لدينا 20 ولاية معفاة من التوقيعات وسنفوز بمقاعد في البرلمان
قال رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، أن حزبه "لديه 20 ولاية معفاة من جمع التوقيعات لأنها تحوز على أكثر من 10 منتخبين محليين ضمن شروط قانون الانتخابات الجديد". وأضاف: "نحن متفائلون بخصوص جمع التوقيعات القانونية في الولايات الأخرى، بحكم أن لدينا قاعدة حزبية متماسكة". واعتبر بن بعيبش أن "قرار المشاركة في التشريعيات المتخذ في المجلس الوطني لحزبه كان منطقيا، لأن الأولى في العمل السياسي المشاركة وليس المقاطعة". وعن دعوة أحزاب في المعارضة (هيئة التشاور) إلى مقاطعة جماعية للتشريعيات، قال بن بعيبش أن "المعارضة لم تأت ببديل أقوى من خيار المقاطعة، وخيار المشاركة أقوى من المقاطعة، لأنه خسارة للمعارضة والسلطة معا".
وعن تحضيرات حزبه، قال بن بعيبش "حزب الفجر الجديد يعمل حاليا على تحضير القواعد وعقد ندوات ولائية قبل الشروع في جمع التوقيعات ووضع القوائم مع حلول الآجال القانونية لذلك". وعن مبادرة التحالفات التي أطلقتها عدة أحزاب في المعارضة، قال بن بعيبش "درسنا وضعية حزبنا في الساحة وعبر كل الولايات ولم نفصل بعد في عقد تحالفات، لكن الاقتراح لا يزال مطروحا". واعتبر المتحدث أن "حزبه قادر على المشاركة بقوائمه لوحده وجمع التوقيعات اللازمة، لأن لديه الوسائل المادية والبشرية اللازمة لذلك".
 
التجديد الوطني: رفضنا عروضا للتحالف من 5 أحزاب منضوية في مبادرة الأفلان
من جهته، أبدى رئيس حزب التجديد الوطني، كمال بن سالم، "تفاؤلا كبيرا لدخول حزبه التشريعيات المقبلة بقوائمه". وأوضح بن سالم، في تصريح ليومية "الرائد"، أمس، أن "حزبه شرع منذ مدة في الهيكلة وتوسيع قواعده عبر الوطن والاستعداد لخيار المشاركة في التشريعيات". وقال بن سالم "نحن مستعدون للمشاركة وجمع التوقيعات وهناك ولايات معفاة من التوقيعات لأننا نملك فيها منتخبين". وأضاف "لدينا تحد كبير بعد المشاركة في التشريعيات وهو الحصول على نسبة أكبر من 4 في المائة حتى نضمن وجودنا في الانتخابات اللاحقة بعد 2017".
وعن التحالفات الانتخابية مع أحزاب أخرى، قال بن سالم "تلقينا اتصالات من 5 أحزاب معتمدة للإلحاح علينا قصد المشاركة بقوائم موحدة، لكننا نستبعد هذا الخيار". وأضاف "من شروط هذه الأحزاب أن يحوز إطارات حزبها على مراتب في القوائم الولائية، إلى جانب إطارات حزبنا، وهذا ليس في صالح حزب التجديد". وعن هوية الأحزاب التي طلبت التحالف مع حزبه، ذكر المتحدث أنها أحزاب منضوية في مبادرة الجدار الوطني التي أطلقها الأمين العام السابق للأفلان عمار سعداني، وأضاف: "عملنا مع هذه الأحزاب ضمن لقاءات الجدار الوطني وما زالت هناك اتصالات لترسيم التحالف". 
 
الجزائر الجديدة: الأحزاب التي تبحث عن التحالف فقدت مصداقيتها في الساحة
أما من جانبه، رئيس حزب الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، فاعتبر سباق بعض الأحزاب "التي ترى نفسها كبيرة" إلى عقد تحالفات انتخابية فهو دليل على "فقدان مصداقيتها في الساحة وتحاول إيجاد موضع لها على خارطة الانتخابات القادمة". وأضاف: "التحالف لا يمنح أي شيء لهذه الأحزاب لأن رصيدها في كل الاستحقاقات السابقة كان في تراجع، وهم أقرب إلى الزوال والاضمحلال في تكتلات وتحالفات". وعن جمع التوقيعات، قال بن عبد السلام "كل حزب مهيكل ومنظم ولديه قواعد نضالية يستطيع جمع نسبة 4 في المائة أو 10 منتخبين، ونحن تتوفر فينا هذه الشروط". وأضاف "قانون الانتخابات ملغم لإقصاء الكثير من الأحزاب الفتية والناشئة، ونحن نتحدى وسنعمل ضمن هذه القوانين ولو كانت جائرة"، مضيفا: "حزبنا ناشئ وأي نتيجة سنتحصل عليها في تشريعات 2017 ستخدمنا".
وعن تحضيرات حزبه، قال بن عبد السلام "قمنا بهيكلة الحزب في الولايات والبلديات وحرصنا على توسيع القاعدة وانتقاء مرشحين والقوائم، وفي نفس الوقت التحضير لوضع دليل الانتخابات لمرشحينا". وأضاف: "قمنا كذلك بحملة تحسيسية تجاه المواطن للمشاركة في الانتخابات".
يبدو من خلال تصريحات رؤساء الأحزاب الفتية أن "التفاؤل" الذي ترفعه للمشاركة في تشريعيات 2017 أكبر من "تفاؤل" أحزاب لها باع طويل في الساحة السياسية الوطنية، على غرار تصريحات بن فليس ومقري وجاب الله والأرسيدي وحتى الأفافاس، فهل ستشهد الانتخابات التشريعية المقبلة حضور أكبر عدد من الأحزاب، و"برلمانا فسيفسائيا" مثلما توقعه الكثيرون قبل تشريعيات 2012 وخابت كل توقعاتهم بأغلبية مفاجئة للأفلان.
يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن