الوطن
إصلاحات بن زاغو تفشل في تشريف الجزائر عالميا بعد 15 سنة من الوجود
في تقرير أعدته النقابات فضح النتائج السلبية للمدرسة الجزائرية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 ديسمبر 2016
حذرت النقابة الوطنية لعمال التربية "الأسنتيو" وزارة التربية والحكومة من الإصلاحات التربوية الفاشلة التي تقوم بها الوزارة الوصية بعد نحو 15 سنة من اعتمادها لأول مرة في الجزائر بدليل التقارير السلبية للمنظمات العالمية.
وجاء في تقرير "الأسنتيو" أنه لم يكن حظ المجلس الأعلى للتربية الذي أنشئ بعد التعددية أواخر سنة الثمانينات جيدا فالعشرية المأساوية التي عاشتها الجزائر جعلت من المدرسة من اهم قلاع مقاومة الإرهاب بدليل عدم توقفها رغم كل التهديدات والضحايا إلا ان هذا كله لم ينصفها واتهمت المدرسة الجزائرية بتفريخ الإرهاب ” أن المدرسة الجزائرية منكوبة ” وتم في شهر ماي 2000 تنصيب اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية والغي المجلس الأعلى للتربية هذه اللجنة التي سميت فيما بعد بلجنة بن زاغو” وفسح المجال للفرنسية على حساب اللغة العربية التي اهمل التفكير في تطويرها وتم إدراج اللغة الفرنسية في السنة الثانية ابتدائي ثم التراجع إلى السنة الثالثة بابتدائي في 2006/2007 وكذا استعمال الترميز العالمي والمصطلحات العلمية بعبارة أخرى التراجع عن التعريب في التعليم وتدريس الرياضيات والحساب في الابتدائي وكافة الأطوار بالكتابة من اليسار إلى اليمين.
واشارت النقابة في تقرير صادر عن مكلفها بالإعلام يحياوي قويدير" انه برغم من الإمكانات والميزانية الهائلة التي رصدت وترصد لقطاع التربية وظروف الاستقرار في البلد فلا المنظومة التربوية أنتجت المعرفة ولم نر رفعا للمستوى ولا جودة في العملية التعليمية برغم من إدخال واعتماد مقاربة التدريس بالكفاءات (وهي مقاربة معتمدة في كندا) في مؤسساتنا التربوية والتي لم تعط النتائج المرجوة منها ".
• تسجيل غياب مردود ايجابي وأولمبياد الرياضيات أكبر دليل
وركز التقرير على غياب مردود ايجابي في قطاع التعليم بالجزائر وهذا بعد 15 سنة من الاصلاحات، مشير في ذات الصدد إلى خيبة الامل التي تلقتها المنظومة التربوية في 2009 في أولمبياد الرياضيات،" دليل كبير على الفشل في إخضاع التلاميذ إلى التدريبات المكثفة والقاسية لإحراز ترتيب مقبول بين الأمم، مشيرا ان عودة الجزائر للمشاركة في أولمبياد الرياضيات منذ سنتين لهذه المنافسة كانت بفضل مبادرات شخصية وتحصلوا فيها على نتائج مشجعة، كل ذلك بفضل تدريب قوي يشرف عليه متطوعون مخلصون إلى اليوم! أما دور الوزارة في كل ذلك من الناحية المادية فهو يساوي "إبسلون" (كما يقول أهل الرياضيات، أي مقدارا لا يُكاد يُذكر) في حين أن وزارة التربية هي المعنية بكل كبيرة وصغيرة في هذا الباب.
واعتبر " أن الوزارة غير قادرة على ضمان مستوى مقبول للجميع، والنتائج المذكورة آنفا تعكس ذلك بوضوح، فَلِمَ لا تفسح المجال أكثر للتلاميذ الذين لهم قدرات خاصة ومؤهلات فكرية تفوق المعدل؟ وهم لا شك يُعدّون بالآلاف على المستوى الوطني".
• اجماع مختلف التقارير الدولية على فشل المنظومة التربوية في احتلال المراتب الأولى
وتساءل معد التقرير " أليس هذا منهاج فرنسا (وروسيا وغيرهما) عندما تُميّز المتفوقين في المدارس بجعلهم يزاولون دراستهم في أقسام خاصة ثم في مدارس عليا ذائعة الصيت؟ هل من المعقول أن نظل نضحي بآلاف التلاميذ الذين يتمتعون بكفاءات عالية تميزهم في طلب العلم؟ .
هذا دعم ممثل "الأسنتيو" بالتقارير السلبية الصادرة عن المنظمات العالمية ومن ابرزها "البرنامج الدولي لمتابعة مكتسبات التلاميذ" ("بيزا") والذي يقوم ومنذ عام 2000 بتقييم أداء المنظومات التربوية عبر العالم لمن يرغب في ذلك، حيث انه لسوء الحظ ولدى تقييم هذا الأداء في مجال الرياضيات والعلوم لسبعين دولة من القارات الخمس وصدر التقرير المفصل في السادس من ديسمبر الجاري " أثبت أن الرداءة متفشية في منظومتنا التربوية في عهد إصلاحها بجيلها الأول والثاني، وكشفت عن أن مرتبتنا هي المرتبة قبل الأخيرة (أي المرتبة الـ 69 من 70)، متائبا " هل تلك هي حصيلة إصلاح دام نحو 15 سنة ولا يزال. ولا زال أصحابها يتبجحون بالقول أنهم ماضون قدما نحو الأفضل تضليلا للرأي العام."
واشار ايضا الى تقرير اليونسكو الصادر سنة 2013 بالموازاة مع تقييم 10 سنوات من الإصلاح في الجزائر حيث صنفت الجزائر في المرتبة 89 من بين 120دولة شملها التصنيف وتذيلت الجزائر قائمة الدول العربية التي توفرت بياناتها وذكر التقرير أن نسبة الرسوب في الابتدائي هي 7.5 بالمئة، برغم من توفر ظروف الاستقرار والميزانية الهائلة المرصودة للقطاع.
كما سلطت النقابة على تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس لسنة 2015 حيث احتلت الجزائر في المرتبة 119 من حيث جودة التعليم في تصنيف شمل 140 دولة ورغم جملة الإصلاحات منذ 2003 وحسب مذكرة التقرير "على الجزائر أن تهتم بتحسين تكوين المعلمين، وضرورة إيجاد حلول لظاهرة التسرب المدرسي والنسب المرتفعة للرسوب والاكتظاظ في الأقسام."
عثماني مريم