الوطن

التشريعيات القادمة تدفع الإسلاميين للتحالف

رغم الخلافات بين "حمس" والتحالف الاندماجي الجديد

 

تزايدت الضغوطات على قيادات الأحزاب الإسلامية مع اقتراب الانتخابات التشريعية، بسبب عدم وضوح الرؤية والتصور لطريقة دخول الانتخابات، إضافة إلى الشكل القانوني الممكن أمام قانون الانتخابات الجديد، وعدم رد وزير الداخلية على السؤال الشفوي حول طريقة تعامل الإدارة مع تكتل الخضراء، ومن يستفيد من الناجحين فيه، إضافة إلى أن أحد الأطراف الإسلامية ممثلة في حمس سبق وأن أعلنت بأنها تحيل التحالفات إلى مكاتبها الولائية، ما يفرغ أي تحالف معها من بعده السياسي، وهو ما دفع بباقي الأحزاب للبحث عن صيغة للتحالفات في الانتخابات القادمة.
وأفاد، أمس، القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، في تصريح صحفي، أن حركة "حمس" مستعدة للتحالف مع الأحزاب السياسية تحضيرا للاستحقاقات القادمة، ومنفتحة على كل المبادرات العملية والموضوعية ومع أي عمل يخدم مصلحة الجزائر"، مؤكدا أن "كل الاحتمالات واردة، ولكن قرارنا هو التحالفات المحلية ولكل واحد مقاربته". وهو ما قرئ على أنه بداية تراجع في قرار مجلس الشورى الأخير. وتفيد مصادر من حمس أن مكاتبها الولائية وجدت صدودا من باقي الأحزاب في تحالفات محلية، وهو ما يجعلها في حرج كبير ويدفعها إلى المطالبة بإيجاد غطاء سياسي وطني يمهد لها طريق التحالفات، كما أن قرار حركتي النهضة وجبهة العدالة بالاندماج أربك حسابات حمس من جهة، خاصة أن النهضة التاريخية سبق أن أعلنت بأنها في اتصال مع كل من حركة البناء وجبهة التغيير، وهو ما يعيد حسابات قيادات حمس المدركين بأن رصيدهم الشعبي لا يكفي في تحقيق أي مكاسب أمام هذا التحالف إن تم في الأيام القادمة.
وقرئت مشاركة الشيخ جاب الله في لقاء الجهوي للوسط لحركة البناء، على أن التحالف في طريقه الصحيح، وهو عامل ضاغط على التعجيل بالوحدة الاندماجية في النهضة التاريخية، ويعد أيضا إنجازا يمكنه أن يدفع جزءا مهما من الوعاء الانتخابي للإسلاميين للتحرك ومساندة هكذا مبادرة.
ولا تخفي قيادات حمس رغبتها، إن جاءت الرسالة من الولايات، في الالتحاق بهذا التحالف لإدراكهم أن الدخول في قائمة حزبية سيكون صعبا بدء من مرحلة جمع التوقيعات، وأن الفشل في المرحلة الأولى يعني بالضرورة الفشل في المراحل الأخرى، وأن أي تأخير في التفكير الجماعي مع باقي الشركاء سيعود بالوبال على حمس قبل غيرها.
وتذهب بعض القيادات في حمس إلى اعتبار التحالف حاجة شعبية، إضافة إلى أنه يحظى بقبول داخل السلطة التي ترغب في إيجاد عائلات سياسية منها الإسلاميون.
ورغم أن هماك عوائق كثيرة أمام إقامة تحالف واسع، خاصة في العلاقة بين حمس والشيخ جاب الله، خاصة أنه كان محل استهداف في الفترة السابقة، ليس من مقري فقط وإنما حتى من القواعد، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي التي تهجمت على قيادات جبهة العدالة في محطات كثيرة، ولم تكن أي مبادرة لرأب الصدع، ما سيصعب مهمة باقي الأطراف في إقناع بعضهم بالدخول في هذا التحالف الذي سيعتبر تاريخيا إن حدث.
هني. ع
 
 

من نفس القسم الوطن