الوطن

الإقبال على المفرقعات يتزايد وشريحة من الجزائريين لا يعترفون بالتقشف!

قبل 24 ساعة من الاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف

 

زبدي: الحملات التحسيسية وحدها لا يمكنها أن تقضي على ظاهرة عرفناها منذ سنوات  

عرفت تجارة بيع المفرقعات والألعاب النارية أمس أي قبل حوالي 24 ساعة من الاحتفال بليلة المولد النبوي الشرفي ازدهارا رغم حملات التحسيس التي أطلقت والتي يبدو أنها لم تلقى صدى كبير عند بعض فئات المجتمع الذين لم يمنعهم التقشف والوضعية الاقتصادية من اقتناء هذه المواد الخطرة في مظهر من مظاهر التبذير والترف.

ورغم التحذيرات التي أطلقتها مختلف الهيئات من جمعيات وأجهزة أمن ومصالح استشفائية حول خطورة المفرقعات والألعاب النارية على الصحة العمومية الا أنه هناك مواطنون قصدوا بؤرة ترويج الألعاب النارية في جامع اليهود بحي القصبة خصيصا لاقتناء هذه المواد فعلى مسافة تزيد عن 800 متر، اصطف باعة هذه المواد على الرصيفين لعرض مختلف انواع المفرقعات والألعاب النارية القادمة من مختلف الدول الآسياوية. كما تعرف هذه المفرقعات رواجا كبيرا في أحياء باب الوادي، خاصة في سوق الساعات الثلاث الذي غرقت أرصفته أمس بطاولات المفرقعات من كل الانواع والاحجام، وهو الامر نفسه بساحة الشهداء. ورغم تشديد الرقابة على هذا النوع من التجارة من قبل مصالح الامن، إلا أن هناك عدد من التجار استطاعوا الترويج لها وأصبحت تمارس خفية وداخل العمارات، فيما اختلط تجار مستلزمات الأفراح والأعراس مع تجار المفرقعات بكامل الزوايا الضيقة بسوق بوزرينة بحي سوسطارة. وبالمقابل، يرفض تجار الجملة لهذه المواد بسوق جامع اليهود الحديث عن الكيفية التي يتم بها إدخال هذه المواد إلى أرض الوطن. وتتراوح أسعار المفرقعات والألعاب النارية ما بين 100 دج و2400 دج وهذا حسب حجمها ونوعها، حيث يبلغ على سبيل المثال ثمن علبة مفرقعات من الحجم الصغير 150 دج، فيما يصل ثمن المفرقعة الواحدة التي تحمل اسم "صاروخ" 750 دج ويتجاوز سعر مفرقعة "البوق" 900 دج، بينما يصل سعر "الفيميجان" التي تستعمل عادة في ملاعب كرة القدم إلى 3000 دج. وحسب ما أدلى به عدد من الأولياء الذين يرضخون لطلبات أبنائهم، فان اقتناء المفرقعات احتفالا بالمولد النبوي الشريف يكلف ميزانية العائلة ما بين 7.000 و10.000 دج.  

 

زبدي: الحملات التحسيسية وحدها لا يمكنها أن تقضي على ظاهرة عرفناها منذ سنوات  

 

 وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفي زبدي أن الحملات التحسيسية رغم أهميتها إلا أنها لا يمكنها لوحدها القضاء على ظاهرة تعود عليها الجزائريون منذ سنوات مشيرا أن الحل هو تجفيف منابع هذه التجارة من المستوردين وصولا للتجار الصغار وقال زبدي أن هناك شريحة تبقي غير معنية بهذه الحملات ولا تؤثر فيها خاصة فئة المراهقين والأطفال الذين للأسف يؤثرون على أولياءهم من أجل اقتناء هذه المواد الخطرة وأضاف زبدي أن الاحتفالات هذه السنة ستكون لكن ليس بنفس الزخم الذي عرفته السنوات الماضية خاصة في سنوات البحبوحة المالية مشيرا أنه ستكون هناك احتفالات لكن "تقشفية" وتقتصر على أحياء بعينها وعلى راسها الاحياء الشعبية مثل باب الوادي وبلكور وسوسطارة وهي الاحياء المعرفة بالمنافسة فيما ينها في الاحتفال وأفاد زبدي أنه حسب الدراسة الميدانية التي قامت بها جمعيته، معدل استهلاك هذه المفرقعات في المجتمع الجزائر يتجاوز الـ3آلاف دج، في الوقت الذي بلغ عدد العائلات 7 ملايين عائلة، وهو مبلغ كبير بالنظر للمشاكل المالية التي تتخبط فيها اغلب العائلات يضيف ذات المتحدث.

س. ز

من نفس القسم الوطن