الوطن

الجزائريون يقاطعون احتفالات المولد النبوي بسبب "التقشف"!

تجارة الألعاب النارية والمفرقعات تشهد ركودا وقلة إقبال رغم أن المناسبة على الأبواب

 

أشكال واحجام جديدة للمفرقعات والأسعار خيالية 

 

فرض التدني في القدرة الشرائية الذي تعيشه الأسر مع نهاية السنة مقابل ارتفاع جنوني في أسعار أغلب المواد الاستهلاكية على الجزائريين التخلي والاستغناء عن بعض الكماليات والعادات منها الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وكذا "الريفيون ويناير" حيث تعرف الأسواق حملة تكاد تكون معلنة لمقاطعة هذه الاحتفالات التي كانت تحرق عليها الملايير لتبقي الاحتفالات مقتصرة على أصحاب الدخل المرتفع.

تستعدّ الآلاف من العائلات بمختلف ولايات الوطن لشدّ الحزام، استعدادا لرفع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية، حيث قرّرت الاستغناء عن عديد الكماليات والاحتفالات بالمناسبات على رأسها "المولد النبوي الشريف" "الريفيون" و"الناير"  فقد اثار قانون المالية لسنة 2017 والتي بدأت بوادره تظهر حتى قبل دخوله حيز التنفيذ الرعب ما دفع الجزائريين إلى الدخول في مقاطعة غير معلنة لكل ما هو كمالي ويدخل في سياق التبذير منها المفرقعات التي تشهد تراجعا في الإقبال عليها هذه السنة، فبإجراء مقارنة بسيطة مع السنوت الفارطة نجد أن الجزائريين قرروا على الأقل هذه الأيام التوقف عن حرق أموالهم في الهواء ما كان سببا لتفضيل عدد من التجار الغير شرعيين عدم المخاطرة والدخول في تجارة المفرقعات هذه السنة. ويظهر ذلك من خلال تناقض الطاولات التي تعرض هذه المواد عكس السنوات الفارطة، خاصة وان أسعار هذه الأخيرة تعرف ارتفاعا كبيرا بسبب تضييق مصالح الامن على مهربي هذه المواد، من جهتهم قررت أغلب المحلات التجارية عدم المخاطرة باقتناء سلع باهظة الثمن تتعلق باحتفالات نهاية السنة والتي من المتوقّع ألاّ تلقى رواجا وتكدّس على مستوى المخازن، حيث يبدي الكثير من سماسرة مستلزمات عيد رأس السنة، من هدايا وحلويات وشكولاطة، تردّدا في استقدامها خوفا من كسادها خاصة وان هذه المستلزمات مستوردة واسعارها خيالية.

 

ركود في تجارة المفرقعات هذه السنة 

عرفت تجارة الألعاب النارية والمفرقعات هذه الأيام ركودا كبيرا رغم أننا لم يعد يفصلنا على المولد النبوي الشريف سوي أيام قلائل فقد غابت طاولات المفرقعات عن أكبر شوارع العاصمة على غرار شوارع باب الوادي وبلكور العتيق وصالومبيي تلك النواحي التي كانت تغرق بالألعاب النارية أياما قبل حلول المولد النبوي الشريف إلا أنها غابت في هذه المرّة مع تضاؤل الإقبال عليها من طرف المواطنين وقد أرجع البعض ذلك إلى الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر وتدنى القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين الذين يتخوفون مما هو أت خلال سنة 2017، كما غابت عن المحلات التجارية والمساحات الكبرى مستلزمات الاحتفال بأعياد نهاية السنة وعلى راسها الهدايا والشكولاتة فأغلب الجزائريين حاليا يبحثون عن تخزين المواد الاستهلاكية الضرورية تحسبا للغلاء الذي سيتضاعف خلال السنة الجديدة وليس مصاريف إضافية لا معنى لها في العادات والتقاليد الجزائرية.

 

أشكال واحجام جديدة للمفرقعات والأسعار خيالية 

وقد شهدت أسعار المفرقعات ارتفاع كبير باختلاف أحجامها وأشكالها إضافة إلى أصناف جديدة لم تكن موجودة قبل سنوات، تباع بمبالغ خيالية، حيث ظهرت مفرقعات الكومندوس التي يصل سعر الواحدة منها إلى 100 دج وهناك أيضا مفرقعات "داعش" التي صنعت الحدث العام الماضي بالإضافة إلى مفرقعات أخرى تحمل أسماء مختلفة يصل سعرها في بعض الأحيان ل500دج أما ما تعلق بالألعاب النارية فغن الأسعار تتراوح ما بين 500دج إلى 1500دج، الشموع هي الأخرى عرفت أسعارها ارتفاع كبير خاصة وان هناك تنوع في الاشكال والألوان حيث يصل سعر الشموع العادية إلى 50 دج في حين يبلع سعر الشموع الملونة والتي تطلق روائح إلى حدود 500 دج .

 

15 ألف دينار تكلفة الاحتفال بالمولد النبوي و30 بالمائة من الأسر غير معنية بالتقشف

من جانب اخر فان تكلفة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ارتفعت هذه السنة بحسب تقديرات جمعيات حماية المستهلك فبعد أن كانت تتراوح في حدود 7 ألاف دينار السنة الماضية وصلت هذه السنة إلى حدود 15 ألف دينار كمعد للأنفاق وتتوقع جمعيات حماية المستهلك أن تحتفل حوالي 30 بالمائة من العائلات بالمولد النبوي بشراء المفرقعات رغم وضعية التقشف التي تعيشها أغلب الاسر إلا انه تبقى هناك شريحة لم تطلها الازمة بعد  بالإضافة إلى ان أغلب زبائن المفرقعات هم من الأطفال والمراهقين الذين لا يعترفون بسياسية التقشف ولا يعرفون أية مسؤولية ما يعني أن الحل في منع  السلطات

العمومية منها السلطات المحلية ورجال الأمن بيع هذه المفرقعات.

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن