الوطن

"النهضة التاريخية" تعود باندماج بيت جاب الله وذويبي

يعقدان اجتماع مجلس الشورى للحزبين بالتزامن للإعلان عنه

 

التشريعيات تدفع بالعدالة والتنمية إلى التوحد والتحالف

 

دفعت الاستحقاقات الانتخابية القادمة، تشريعيات 2017 والخوف من تداعياتها الأحزاب التي خرجت من عباءة الشيخ جاب الله إلى التوحد من جديد بعد مسار تفاوض وحوار بين حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية وتمكن الطرفان من تذويب كل العقبات التنظيمية والسياسية ومحاولة الخروج بهيكل تنظيمي جديد يستوعب التناقضات الموجودة وتحفظات كل طرف ومن المنتظر أن يعلن عن هذا الاندماج خلال اجتماع مجلس الشورى القادم للعدالة والتنمية يليه بيان مشترك في قادم الأيام.

كشفت مصادر قيادية في حركة النهضة وأخرى في جبهة العدالة والتنمية أن "يوم الجمعة القادم سيكون موعدا متزامنا لانعقاد اجتماع مجلس الشورى الوطني للنهضة وآخر لجبهة العدالة والتنمية، من أجل إعلان نتائج المشاورات المباشرة حول التشريعيات، وكذا المشاورات السياسية في إطار النهضة التاريخية". وقالت المصادر أن "الجمعة القادم نترقب إعلانا إيجابيا لأبناء النهضة التاريخية، لدخول التشريعيات بقوائم موحدة، ونتمنى أن تتعامل السلطة معه بإيجابية".

وذكرت المصادر القيادية في الحزبين، في حديث مع يومية "الرائد"، أمس، أن "سلسلة المشاورات الثنائية بين حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية وصلت إلى اتفاق حاسم لملف التشريعيات"، وقالت أن "الحزبين اتفاقا على عقد اجتماع مجلس الشورى بالتزامن للفصل فيه في وقت واحد، والمقرر يوم الجمعة التاسع ديسمبر". ولم تذكر المصادر شكل الاتفاق وأجلت ذلك إلى غاية الإعلان الرسمي عنه ومصادقة مجلس الشورى الوطني على الورقة المشتركة المقدمة. وفي اتصال مع قياديين من جبهة العدالة والتنمية (بينهم بن خلاف وعريبي)، أكد لخضر بن خلاف أن "تأجيل اجتماع مجلس الشورى الوطني لمرتين متتاليتين مرتبط أساسا بالحوار مع حركة النهضة وأحزاب أخرى". وكانت جبهة العدالة والتنمية قد أجلت قرار إعلان دخولها التشريعيات من 18 و25 نوفمبر الفارط إلى تاريخ 9 ديسمبر. وقال بن خلاف "هناك لقاءات ومشاورات مباشرة وغير مباشرة مع عدة أحزاب بشأن التشريعيات، بينها النهضة وجبهة التغيير وحركة البناء الوطني وأحزاب وطنية أخرى". وذكر بن خلاف "اجتماع مجلس الشورى لجبهة العدالة والتنمية، المرتقب يوم الجمعة القادم، يفصل في قرار المشاركة في التشريعيات أو مقاطعتها، ثم يتناول نقطة أخرى متعلقة بورقة المشاورات التي خاضها الحزب مع أحزاب سياسية".

ومن جهته، ذكر قيادي حركة النهضة، محمد حديبي، في اتصال مع "الرائد"، أمس، أن "المشاورات مع جبهة العدالة والتنمية كانت في إطار ترتيب البيت الانتخابي وجمع ما يمكن جمعه لدى أنباء التيار الإسلامي ودخول التشريعيات بقوائم موحدة". وأضاف "المشاورات تهدف كذلك من أجل رفع الدعم الانتخابي والمشاركة الانتخابية للمواطنين، وتذليل العقبات". واعتبر المتحدث أن "المشاورات تناولت عدة محاور بينها توحيد القوائم وترتيبها ودراسة الوضع التنظيمي للحزبين ومشروع الخطاب الانتخابي وكذا كيفية التعامل مع الشركاء". وختم حديبي "حاليا هناك وضع سياسي صعب، ومن أجل التحالف يجب أن لا نفكر في القضايا الشخصية". ومن جهته، قال القيادي في حركة النهضة، يوسف خبابة، أن "حركة النهضة ستعقد اجتماع مجلس الشورى الاستثنائي بجدول أعمال محدد في مناقشة ملف التشريعيات". وأضاف "بعد موقفنا العام المتعلق بالمشاركة في التشريعيات المتخذ يوم 4 نوفمبر في مجلس الشورى العادي، سنعقد مجلسا استثنائيا لمناقشة بعض القضايا التفصيلية". وفي الإطار، ذكرت مصادر حزبية أن "مجلس الشورى لا يمكنه أن ينعقد لمناقشة أمور تنظيمية هي من صلاحيات المكتب الوطني، بل الأمر متعلق بقرار يتجاوز صلاحيات المكتب". وأضافت "مجلس الشورى سيناقش قرار عقد تحالف مع جبهة العدالة والتنمية أو رفضه".

 

النهضة والجبهة متخوفتان من العراقيل الإدارية

في نقطة أخرى، ذكر بن خلاف أن "أكثر ما يخيف الأحزاب السياسية حاليا هو مسألة الفصل في التحالفات وتعقيداتها الإدارية، فوزارة الداخلية إلى حد الآن لم تفصل في كيفية جمع التوقيعات بالنسبة لتكتل الجزائر الخضراء". وأضاف "قبيل الانتخابات التشريعية ستصدر الحكومة مراسيم تنفيذية متعلقة بتطبيق القانون العضوي للانتخابات وإزالة الغموض المتواجد حول جمع التوقيعات خصوصا". ومن جهته، ذكر خبابة "هناك تحديات قانونية تواجه الأحزاب حاليا خصوصا نحن في التكتل الأخضر، ولا نعرف هل لدينا نسبة 4 في المائة مثل باقي أطراف التكتل أو نجمع التوقيعات مثل باقي الأحزاب". وأضاف "قانون الانتخابات لا يشجع التحالفات بل يعقدها ويجعلها غير قابلة للتحقيق ميدانيا، ومسألة جمع التوقيعات بالشكل المحدد في القانون غير ناجعة ميدانيا لكل الأحزاب". واعتبر خبابة أن "هناك إرادة سياسية لدى الأحزاب، لكن هذه العراقيل الإدارية التي تفرضها السلطة تجعل منها صعبة ومستحيلة". وأضاف "بعد تشريعيات 2017 كيف سيكون الحال مع التحالفات في سنة تشريعيات 2022، أم أن في كل مرحلة نقوم بتغيير القوانين".

وفي سياق آخر، ذكر بن خلاف أن المشاورات في إطار النهضة التاريخية ليست جديدة بل سبقتها عدة مراحل بدأت منذ 2008 واستمرت إلى سنة 2010 ثم أغلق الملف، و"حاليا سيتم عرض ورقة على مجلس الشورى الوطني في إطار الاندماج الاستراتيجي، بعد جعل الانتخابات التشريعية مرحلة من مراحلها"، في حين، قال حديبي "إلى حد الساعة يوجد جديد بخصوص ملف التشريعيات سيعرض الجمعة القادم على مجلس الشورى الوطني، لكن لا يوجد أي شيء رسمي بخصوص النهضة التاريخية".

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن