الوطن
كيف يمكن لإمام يكمل شهره بـ "الكريدي" أن تكون له "الهمة" لإعالة مجتمع بأكمله!
رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول في حوار مع "الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 ديسمبر 2016
أرجع أمس رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف جمال غول في حوار مع "الرائد" عدم مجاراة مؤسسة المسجد للتغيرات والظواهر التي تتفاقم بالمجتمع لغياب التكامل بين المسجد وباقي مؤسسات الدولة بالإضافة إلى التكوين التقليدي الذي لا يزال يتلقاه الإمام والذي أصبح لا يلبى حاجيات المجتمع زيادة على الوضعية الاجتماعية المزرية التي يعيشها الإمام في حد ذاته والتي تجعل من عمله يفتقد لـ "الهمة" والتأثير.
• يعرف المجتمع حاليا عدة ظواهر خطيرة وممارسات يومية أصبحت تستدعى تحرك حقيقي لكافة الفعاليات من أجل الحد منها وعلى رأسها مؤسسة المسجد التي تعد مكون أساسي يمكن أن يؤثر في المجتمع لكننا نرى العكس فالمسجد أصبح يعيش على الهامش ولا تزال مهمته محصورة في الأطر التقليدية لماذا؟
صحيح بعض المساجد وليس كلها غابت عن المشهد الاجتماعي وابقت مهمتها محصورة في الأمور الدينية والشعائر أما المساجد الحاضرة والتي تقوم بدور ديني اجتماعي تبقي غير قادرة على التأثير بسبب أن هذه المؤسسات الدينية الاجتماعية لا يمكنها أن تحدث أثر لوحدها فهذه الأخيرة يجب أن تكون مؤيدة بمؤسسات أخرى ضمن عمل تكاملي.
• تحدثتم وقلت انو هناك مساجد نشطة وأخرى غائبة عن المشهد الا يرجع ذلك للائمة والاختلافات بينهم وتكوينهم؟
صحيح هناك أئمة لهم دور بارز في بعض المناطق وائمة أخريين لهم دور اقل والبعض ليس لهم دور سوى في إقامة الصلاة وهذا راجع لعامل "الهمة" وكذلك التكوين الذي يلعب دور كبير ومهم فالمجلس الوطني المستقل للأئمة دعا في العديد من المرات لمراجعة المنظومة التكوينية للإمام التي لم تعد تلبي حاجيات المجتمع فالتكوين في الجزائر لا يزال تقليدي ولا ترصد له الميزانية المناسبة ولا المناهج الدقيقة فالإمام براي حتى يستطيع معالجة الأمور الاجتماعية يجب بالإضافة لدراسته للفقه دارسه علم النفس، علم الاجتماع وعلم الأنثروبولوجيا وهو ما يمكنه في التعامل مع القضايا الاجتماعية وزيادة على التكوين يجب ان تمنح صلاحيات للإمام تمكنه من أداء دوره الديني والمجتمعي.
• كيف ذلك؟
يجب ان يكون هناك دعم للإمام يجعله يشارك في الحياة الاجتماعية كوضع غطاء قانوني لصلاحيات الإمام يعيد له الاعتبار، من غير المعقول ان يتم الاستعانة بالمساجد فقط في توزيع الصدقات وتوزيع قفة رمضان هناك قضايا واطر أوسع يمكن للأمام التدخل فيها لكن بشكل عام هناك تهميش متعمد للائمة جعلهم يفقدون القدرة على تلبيه حاجياتهم فكيف بتلبية حاجيات المجتمع.
• تؤكدون على وجود تهميش للإمام هل هذا متعلق بالوضع الاجتماعي والاقتصادي للأئمة وتأثريه في عمل ودور الإمام على المستوى الاجتماعي
أكيد أن الوضعية التي يعيشها الإمام لها انعكاس كبير على رسالته ودوره من غير المعقول أن ننتظر من أمام يكمل الشهر بـ "الكريدي" أن يعيل المجتمع فكريا وعقائديا ولهذا في كل مرة نحن نطالب بالالتفاتة للائمة الذين يوجدون في الحضيض مع المقارنة بقطاعات أخرى. الإمام يمكن له أن يؤدي ادوار متعددة لكن ان وفرت له الإمكانيات والتحفيزات صحيح ان الائمة لهم قناعة وحس وطني لكن هذا لا يمنع ان نجازي هذا الحس بالأجر المستحق والظروف المهنية والاجتماعية المناسبة التي تجعل الإمام يؤدي رسالته بأكثر قناعة تجاه المجتمع والدولة التي تحكمه.
سألته: س. زموش