الوطن

علي حداد يعتذر من الوزير الأول والحكومة ويعتبر ما حدث خطأ بروتوكوليا

حفل اختتام أشغال المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال عرف غياب التمثيل الرسمي

 

حرص رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، على تقديم اعتذاراته لحكومة الوزير الأول عبد المالك سلال، إثر الواقعة التي شهدتها أشغال افتتاح المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال. وأقر في الخطاب الذي ألقاه أمام المشاركين في حفل الاختتام، أمس، بوقوع أخطاء وصفها بـ"التنظيمية"، التي قال بأنها تكون قد تسببت في انسحاب الطاقم الحكومي خلال افتتاح أشغال هذا المنتدى. وقال رئيس منتدى رؤساء المؤسسات أن منشطة جلسة الافتتاح هي من ارتكبت الخطأ الذي "أدى إلى حدوث ما شهدناه"، وقصد بذلك انسحاب الوزير الأول عبد المالك سلال والجهاز التنفيذي عند أخذه الكلمة مباشرة بعد الوزير الأول. وأضاف يقول: "ارتكبنا أخطاء وسنصححها ولا أحد معصوم من الخطأ وسنتحمل المسؤولية".
وخاطب رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد أعضاء الحكومة الذين غابوا عن حفل اختتام المنتدى الذي جرت أشغاله أمس بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة، بنوع من الاعتذار وإن كان بشكل غير رسمي، إلا أنه كان كافيا لتوضيح صحة الأنباء التي قيلت عقب واقعة انسحاب الوزراء رفقة الوزير الأول من حفل افتتاح هذا المنتدى، الذي يحمل طابع الأهمية، كما استمر غيابهم عن أشغال الورشات التي كان سيؤطرها بعضهم ضمن اليوم الثاني من اللقاء. وقال حداد أن "منشطة حفل الافتتاح ارتكبت خطأ.. أعترف أنه وقعت هنالك بعض النقائص اللوجيستية، لكن المنتدى ناجح ونتحمل مسؤولية ما حدث وسنصحح الخطأ"، وتابع قائلا: "غير ربي لي ما يغلطش.. لست مسؤولا عن الوزراء الغائبين وقدمت الاعتذار للجميع اليوم".
كما أشار خلال كلمته إلى أن "الحكومة دعمتنا إلى أقصى حد"، مشيرا إلى أن علاقته بالوزير الأول عبد المالك سلال جد ممتازة، مشيرا إلى أن سبب غياب وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب الذي كان مقررا أن يشرف على اختتام أشغال المنتدى الإفريقي، راجع إلى كونه "مريضا" وهو ما جعله يغيب، ودعا علي حداد خلال الكلمة التي ألقاها الحاضرين للوقوف تحية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي وصفه بـ"المجاهد الكبير".
وقدم حداد في ندوة صحفية، بعد الجلسة الافتتاحية للمنتدى، توضيحات حول الحادثة، بالقول "لكي نكون صرحاء، ما حدث هو كالآتي: منشطة جلسة الافتتاح كان من المفروض أن تعلن مغادرة الوزير الأول بعد إلقاء كلمته، لكن الذي حدث، أنها دعتني للمنصة قبل ذلك لتقديم كلمتي، وهو غادر بشكل عادي". وأبدى حداد انزعاجه من إثارة القضية، بالتأكيد "لا يجب التركيز على هذه الحادثة الهامشية، وإنما على نجاح منتدى اقتصادي بهذا الحجم، والذي تنظمه الجزائر لأول مرة".
 
الجزائر تزحف نحو إفريقيا
على صعيد آخر، عبر العديد من المستثمرين ورؤساء المؤسسات الأفارقة عن استعدادهم لدخولهم عالم الشراكة مع نظرائهم الجزائريين في كل الميادين المتعلقة أساسا بالاستثمار في المنتوج الجزائري، في إطار المبادلات التجارية. وعرف اليوم الثالث والأخير من أشغال المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال تطورا ملحوظا، من خلال المساعي والأهداف التي يحملها المنتدى الاقتصادي الإفريقي الذي تحتضنه الجزائر التي لها دور إستراتيجي نظرا للموقع الذي تحتله على المستوى القاري، مبرزين في سياق متصل ضرورة استثمار هذه الأهداف في حقل الأعمال وبين المتعاملين الاقتصاديين حتى يجد المسعى طريقه الحقيقي للنجاح، مؤكدين أن إفريقيا بالنسبة للجزائر خيار مستقبلي واعد.
وأفاد العديد من المستثمرين أنه من حيث الظروف المحيطة بالجزائر وبدول العالم عامة، فإن المنتدى الإفريقي له جدواه، خصوصا أن المنطقة الإفريقية تشهد الآن سباقا للاستكشاف بين الكثير من الدول الكبرى والدول المتوسطية، لأن سوقها حتى ولو أنها تبقى غير ناضجة، إلا أنها سوق واعدة والطلب فيها كبير والسلع والخدمات المتواجدة داخل دول إفريقيا غير كافية للحاجيات الوطنية.
واعتبر العديد من المشاركين أن خيار الجزائر في محله، خاصة أنها تحظى بإشعاع إستراتيجي وأمني وسياسي في القارة الإفريقية، ولابد أن يتوسع هذا الإشعاع إلى المجال الاقتصادي، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في إفريقيا، وما يتطلبه ذلك من استكمال لهذه الصورة السياسية والإستراتيجية من الناحية الاقتصادية والناحية التجارية ومن ناحية الأعمال أيضا.
وأكد العديد من المستثمرين أن منطق الأسواق هو منطق المنافسة، بالتالي فإن "الجزائر ستدخل سوقا فيها منافسة شديدة من البلدان الكبيرة ومن البلدان التي لها اتجاهات توسعية، بما فيها البلدان التي بدأت تستثمر داخل إفريقيا"، مشيرين أن "هذا الوضع الجديد يفرض على الجزائر العمل في إطار هذه الشبكة الجديدة حتى يكون حضورها المعنوي والسياسي مرتبطا كذلك بحضور اقتصادي مكثف وشبكة رجال أعمال ومتعاملين اقتصاديين وأصحاب النفوذ".
 
جبار يؤكد أن البنوك الجزائرية مفتوحة أمام المستثمرين 
من جهته، أكد رئيس جمعيات البنوك والمؤسسات والرئيس المدير العام بنك التنمية المحلية الريفية، بوعلام جبار، على أن أبواب المؤسسات المالية العمومية الجزائرية مفتوحة على المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين لمرافقتهم من أجل ولوج الفضاء التجاري الإفريقي، وكذا من أجل توسيع مشاريعهم الاستثمارية من أجل تطوير إنتاجها لدخول عالم المنافسة بكل أريحية.
وقال جبار، في تصريحات صحفية على هامش أشغال المنتدى الإفريقي للأعمال والاستثمار، أن البنوك والمؤسسات المالية الوطنية على أتم الاستعداد لمرافقة المستثمرين الجزائريين في ترقية صدرتها إلى الدول الإفريقية، من خلال تسهيل عمليات الدفع عن طريق خلق تسهيلات بين شبكة المرسلات المالية لمختلف المؤسسات المالية للبلدان الراغب المستثمر التعامل معها في إطار علاقات التعاون التجارية، مشيرا إلى نية السلطات العمومية في إنشاء فروع ووكالات بنكية في العديد من الدول لإفريقية، بغية مرافقة ودعم كل المعاملات التجارية بين الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين مع نظرائهم الأفارقة، من أجل تطوير وترقية المعاملات في إطار الرؤية الجديدة التي تبنتها الجزائر والتي تتجلى من خلال هذه التظاهرة، على حد قوله دائما.
ويرى المتحدث أن "الوقت حان للتفتح على السوق الإفريقي والبحث عن الفضاء التجاري المتوفر في القارة السمراء التي تعد من بين الفضاءات التجارية العذراء".
 
محمد الأمين. ب / هني. ع

من نفس القسم الوطن