الوطن

الجزائر لا تستبعد اللجوء للاستدانة من البنوك العالمية لتمويل المشاريع الاقتصادية

أبدت استعدادها لمساعدة ودعم المشاريع الطاقوية لدول القارة عن طريق الشراكة

 

  • بوطرفة: لابد من فتح أبواب الشراكة أمام المستثمرين الأفارقة
 
دعا وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، إلى ضرورة فتح باب الشراكة أمام المستثمرين الأفارقة، مؤكدا أن الجزائر تطمح لتحقيق الأمن الطاقوي للقارة الإفريقية بنسبة 90 بالمائة لضمان الاستقلالية الطاقوية، باعتبارها من بين الركائز الأساسية لبناء منظومة اقتصادية قوية ومتينة. ولم يستبعد ذات المسؤول الحكومي لجوء الجزائر إلى الاستدانة من البنك الإفريقي أو غيره من البنوك لتمويل المشاريع الاقتصادية إن احتاجت لذلك، مؤكدا أن برنامج الجزائر الطاقوي يرتكز أساسا على التكوين، مشيرا أن هذا الأخير ما يجلب التمويل.
نور الدين بوطرفة أوضح في تصريحات صحفية، أمس، على هامش المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، أن الجزائر التي تقام بها أشغال المنتدى بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، منذ أمس أول ويختتم اليوم، حققت نتائج جد إيجابية في إطار التغطية وربط التراب الوطني بشبكة التيار الكهربائي التي بلغت حوالي 90 بمائة، ما يمثل ربط حوالي 8.5 مليون نسمة بالتيار الكهربائي، مضيفا أنه يريد تحقيق هذه النسبة بإفريقيا من خلال امتلاك الأدوات والوسائل المناسبة لمواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية الناتجة عنها". وكشف ذات المتحدث عن ضعف ولوج الطاقة بهذه القارة التي تمثل 15 بالمائة من سكان العالم، والتي لا تنتج إلا جزءا ضئيلا من الطاقة الكهربائية، ومع ذلك فهي مطالبة بالاندماج في الانتقال الطاقوي رغم عدم امتلاكها لأدواته"، مذكرا بـ"أن المعادلة الطاقوية في إفريقيا أكثر تعقيدا، لأن القارة تعاني من مشكل الحصول على الطاقة التي تعرقل تنميتها وتضع الكثير من الشكوك حول قدرتها على الاستجابة للاحتياجات الأساسية للتنمية"، قائلا "نحن نواجه خطرا وهو عدم القدرة على تلبية الطلب على الطاقة مستقبلا والتدهور الكبير للبيئة الذي تتميز بوضعية هشة حاليا".
هذا وتأسف وزير الطاقة "لعدم وجود سوى إجراءات قليلة تم تطبيقها إلى حد الآن لوضع القارة في هذا المسار"، داعيا إلى "التحسيس في كافة المستويات للتعريف بضرورة معالجة هذه القضية"، مشددا على "ضرورة تحديد الأسباب التي تفسر تأخر القارة الإفريقية في هذا المجال وآفاق جعل الانتقال الطاقوي عمليا".
وفي كلمته التي ألقاها خلال افتتاح مؤتمر الاستثمار الإفريقي "لقاء الجزائر"، قال بوطرفة أن هذا اللقاء يؤكد عزم الحكومة على تعزيز تعاونها ومبادلاتها مع الدول الإفريقية، قصد تحقيق التنمية المستديمة، من خلال تجسيد جملة من الشراكات الإفريقية في المجال الطاقوي، مشيرا إلى الإمكانيات التي يوفرها قطاع الطاقة.
ورفع الوزير تحدي الأمن الطاقوي، عارضا المؤهلات التي توفرها الجزائر في المجال من خلال إمكانية إبرام شراكات واتفاقيات تعاون، البحث عن أسواق خارجية، نقل التكنولوجيا، التكوين وعديد الفرص لإبرام صفقات وتجسيد مشاريع في مجال المحروقات والكهرباء.
وأضاف الوزير، في مداخلته، أن مجالات الغاز، التنقيب، توزيع المحروقات، الطاقات المتجددة وتوسيع شبكة الكهرباء قطاعات يمكن أن تطورها الجزائر في البلدان الإفريقية، مركزا على الربط بشبكة الغاز التي تمثل إنجازا هاما بالنسبة للجزائر.
ووصف الوزير الطاقات المتجددة بطاقة المستقبل التي تستغلها الجزائر وإفريقيا لضمان الأمن الطاقوي، مشيرا إلى إطلاق الجزائر لبرنامج 4 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة، وهو مشروع يطمح إلى جلب منتجي تجهيزات الطاقة المتجددة مقابل منحهم هذه السوق، أي مشروع إنتاج 4 آلاف ميغاواط، قائلا: "صحيح أن الطاقات المتجددة لا تنضب لكن التجهيزات يجب صيانتها واستبدالها مع مضي السنوات، إن الاستثمار في الطاقات الجديدة ليس مجانا بل هو مكلف جدا لكن نتائجها مضمونة على المدى الطويل".
هني. ع

من نفس القسم الوطن