الوطن

"التيار الإسلامي محرج أمام تنسيقية بأحزاب مختلفة أيديولوجيا"

المحلل السياسي، سالمي العيفة، ليومية "الرائد":

 

اعتبر المحلل السياسي، سالمي العيفة، نجاح تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي للمعارضة في جمع أحزاب كثيرة من عدة أيديولوجيات وتيارات وطنية ويسارية وديمقراطية "يسبب الحرج لأبناء التيار الإسلامي الذين ينطلقون من مرجعية وأرضية واحدة". وقال الأستاذ العيفة أن "أحزاب التيار الإسلامي في الجزائر لها أرضية تسمح بتشكيل تحالف لكن الواقع يكرس مرحلة ما بعد الانشقاق والجروح لم تندمل بعد".
 
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن وجود تحركات بين أبناء التيار الإسلامي للبحث والتشاور حول موقف موحد أو تكتل موحد لدخول الاستحقاقات الانتخابية القادمة، في اعتقادكم هل الأرضية السياسية وواقع هذه الأحزاب اليوم يسمح بالذهاب نحو هذا القطب؟
 
أعتقد أن الأرضية الشكلية والخلفية الفكرية والمنطلقات لأحزاب مثل حمس والنهضة والعدالة والتنمية وغيرها كلها تسمح بتشكيل قطب موحد للإسلاميين في الجزائر، رغم أن الانشقاق بين أبناء التيار قريب وليس بعيدا، لكن الواقع والرؤى والاستراتيجيات هي الآن أمام تحد، خصوصا بعد المصادقة على قانون الانتخابات وظروف العملية الانتخابية القادمة، إضافة إلى واقع ما بعد الأحداث في الدول العربية، قد تساهم في بلورة الموقف الموحد لتشكيل قطب موحد.
 
كيف تقيمون أداء التكتل الأخضر (حمس، النهضة، الإصلاح) في البرلمان، وانعكاسات تجربة 2012 للتكتل على توجه أبناء التيار الإسلامي من أجل التحالف؟
 
في اعتقادي لا يمكن أن نحكم على أداء التكتل الأخضر وكذا تقييمه، وإن كان هناك تقييم فالخلل في المستويات المركزية والمحلية، لكن يبقى تجربة جاءت في حينها وأعطت صدى سياسيا وإعلاميا لها.
لكن التحدي الحالي هو هل يمكن من خلال هذه التجربة أن نبني تحالفا جديدا للانتخابات المقبلة، فأظن أنه ممكن، لكن هل سيكون تحالفا ظرفيا لتجاوز العقبة الإجرائية لقانون الانتخابات، أم تحالفا استراتيجيا يقدم البدائل والبرامج.
 
الكثيرون يتحدثون عن مشكلة الزعامة داخل أحزاب التيار الإسلامي، في رأيكم هل هو السبب الحقيقي وراء الانشقاقات وصعوبة الوصول إلى التحالف؟
 
في الحقيقة مشكلة الزعامة موجودة في كل القيادات لدى التيار الإسلامي وفي كل العالم والجزائر ليست الاستثناء، بل لها أبعاد تاريخية، وجانب التصور والتطور متعلق بقياداتها التي لم تستطع أن تجعل من طموحات المجتمع حقائق ملموسة، بل يلاحظ في كثير من الحالات حرص كل طرف على تحقيق إنجاز لشخصه.
 
في رأيكم لماذا نجحت التنسيقية في جمع أحزاب من تيارات مختلفة بينها الإسلاميون، في حين التحالف بين الإسلاميين لا يزال بعيدا عن الواقع؟
 
نستطيع القول أن التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي تمكنت من تجميع عدة تشكيلات مختلفة أيديولوجيا وباستراتيجيات ورؤى مختلفة حول نقاط معينة، وهذا يسبب الحرج للإسلاميين لأن كل أبناء هذا التيار لهم نفس المنطلقات والمرجعية.
أما بخصوص تأثير العمل المشترك للإسلاميين مع قوى سياسية أخرى (اليساريين، الديمقراطيين، الوطنيين) فإنه لم يحدث مراجعات للأحزاب المحسوبة على الإسلاميين بقدر ما يكرس واقع ما بعد الانشقاق وصورة باهتة لهم لأن الجراح لم تندمل بعد.
سأله: يونس. ش
 

من نفس القسم الوطن