الوطن

ولد عباس يتشبث بـ"الحبل الأقوى" في مواجهة خصومات الأفلان

بلعياط وعبادة ودعدوعة يترقبون بفارغ الصبر "إشارة منه" لمبادرة الصلح

 

عبادة: سألتقي ولد عباس هذا الأسبوع، ولا نرفض الحوار مع أي طرف

خصوم سعداني: ولد عباس يفاوضنا باسم رئيس الحزب بوتفليقة

 

يواصل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، التشبث بـ"الحبل الأقوى" المتمثل في توجيهات رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة (رئيس الجمهورية) ومخاطبة كل طرف من الأطراف المتخاصمة بأنه "يتحرك بتوجيهات من رئيس الحزب، ولديه مبادرة لمعالجة الأزمة"، وتجتمع ردود الفعل لدى جناح بلعياط وجناح عبادة وجناح دعدوعة في "تأييد مطلق لتحركات ولد عباس، وترقب ما يأتي به من مبادرة لمعالجة الأزمة". وفي الإطار، قال بلعياط "بعد لقائنا الأول مع ولد عباس نحن ننتظر مبادرته للقاء آخر بتوجيه من رئيس الحزب"، فيما ذكر عبادة "سألتقي ولد عباس ولا خصومة لي مع أي طرف"، ومن جانبه، تنازل دعدوعة عن أي مطالب حزبية بقوله "مع رحيل سعداني انتهت تحركاتنا، ونطلب أن يكون ضمن الأطراف"، فما الذي ينوي أن يفعله ولد عباس بعد أن أمسك بكل الأوراق داخل الحزب العتيد، فيما سيعقد عصر اليوم لقاءا مع كتلة الحزب النيابية بمجلس الأمة للحديث عن آخر التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية والحزب.

ولمعرفة مستجدات ما يحدث داخل الحزب العتيد وتحركات الأطراف المتنازعة منذ سنوات، اتصلت "الرائد" بمنسق القيادة الموحدة (بلعياط) ومنسق التقويمية (عبادة) ومنسق التصحيحية (دعدوعة) وسألتهم عن مستجدات الاتصالات مع الأمين العام الجديد، ومبادرة النقاش على طاولة واحدة مع كل المتنازعين، وكذا احتمال إخفاق ولد عباس في معالجة الأزمة بتجدد خلافات جديدة داخل القيادة الحالية.

 

بلعياط: ولد عباس مكلف من الرئيس بوتفليقة لتسوية الوضع

فمنسق القيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، نأى عن الصراعات الحاصلة بين الأمين العام الجديد للأفلان جمال ولد عباس وقيادات في المكتب السياسي الموروث عن سابقه سعداني، معتبرا أن "الحزب حاليا لا يوجد فيه لا مكتب سياسي ولا لجنة مركزية، وكل المتواجدين مع ولد عباس صراعاتهم بينهم ولا تهم الحزب"، وذكر بلعياط "الموجودون في هياكل الحزب عن طريق المؤتمر العاشر هم غير شرعيين، وعلاقتهم فقط بالأخ ولد عباس، ولا تهمنا". وأضاف "ولد عباس مكلف من قبل رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة بتصحيح أحوال الأفلان، ونحن لسنا فارغين لمثل هؤلاء، ومحاورنا الوحيد هو ولد عباس".

وفي نقطة ثانية، قال بلعياط "منذ اللقاء الأول بين ممثلينا والأخ ولد عباس نحن ننتظر مبادرة ولد عباس لعقد لقاء ثان، ونحن نمنحه كل الوقت لذلك"، وأضاف "هدفنا الذي أبلغناه للأخ ولد عباس هو ضرورة التوحد قبل التشريعيات وفوز الأفلان بها". واعتبر بلعياط أن وجود أطراف أخرى في صراعات مع القيادة السابقة للحزب أنهم "مجرد وصولية للاستفادة من الأوضاع"، وذلك في رده على تحركات جناح عبادة وجناح دعدوعة لتسوية الأمر مع الأمين العام الجديد ولد عباس، وأضاف "نحن منذ 29 أوت 2013 نعتبر الأوضاع داخل الحزب مستمرة في أزمة نتيجة عدم وجود الشرعية وخرق القانون المسيرة للحزب".

 

عبادة: سألتقي ولد عباس هذا الأسبوع، ولا نرفض الحوار مع أي طرف

أما منسق تقويمية الأفلان، عبد الكريم عبادة، فقال إن "لقاء سيجمعه هذا الأسبوع مع الأمين العام جمال ولد عباس حول الأزمة التي يعشيها الحزب". وذكر عبادة أن "جدول أعمال اللقاء لا يخرج عن مجريات الأحداث التي عرفها الحزب وطرق معالجتها والتشريعيات المقبلة، وكذا رد الاعتبار للمناضلين". وكشف عبادة، في اتصال مع "الرائد"، أمس، أن "لقاءه مع ولد عباس هذا الأسبوع، جاء في إطار إصلاح أحوال الحزب بعد الأزمة التي يعيشها منذ أكثر من 3 سنوات".

وعن حقيقة وجود تحركات ضد ولد عباس داخل القيادة الحالية، قال عبادة "لا يوجد خلاف بين ولد عباس مع أي كان، فالكل يعرف الشخص وأجندة عمله". وعن وجود اتصالات مع جناح بلعياط وجناح دعدوعة بالتوازي مع ولد عباس، ذكر عبادة "لا علم لي بوجود أي اتصالات أخرى مع الأمين العام الجديد، ومن جانبي لا علاقة لي بتحركات بلعياط ودعدوعة"، مضيفا "لكل طرف وجهة نظره وقناعاته لتصحيح مسار الحزب".

وعن إمكانية جلوس كل الأطراف المتخاصمة في الأفلان على طاولة حوار نقاش، قال عبادة "نحن نرحب بكل مبادرة تصب في خانة رد الاعتبار للحزب والقيادات، ومعالجة الأزمة والبحث عن لم الشمل والمساهمة مع أي كان في ذلك"، مضيفا "ليست لنا خصومة أو عداوة مع أي كان، وما يفرقنا هو خلافات حول كيفية تصحيح الوضع داخل الحزب". 

 

 

دعدوعة: تحركاتنا انتهت برحيل سعداني وولد عباس يتلمس الصلح

ومن جهته، قال العياشي دعدوعة، منسق ما يعرف بحركة تصحيح مسار الحزب في عهد سعداني، أن "هدفهم الذي ناضلوا من أجله هو إزاحة سعداني من منصب الأمانة العامة، وقد تحقق، وحاليا ليست لدينا أي تحركات"، وأضاف "بعد رحيل سعداني، نحن نرى أنه فيه صلح ومعالجة للأزمة، وجمع الشمل، ونحن ضمن الأطراف"، مضيفا "ليس لدينا أي اتصال مع أي طرف لا ولد عباس ولا بلعياط ولا عبادة". وعن سعي ولد عباس لعقد لقاءات مع جناحي بلعياط وعبادة، قال دعدوعة "الأمين العام الحالي يتملس الصلح بالصلح التي يراها مناسبة"، ولم يضف دعدوعة أي شيء آخر في حديثه مع يومية "الرائد".

ومن خلال مؤشرات الوضع داخل الحزب العتيد فإن "وجود ولد عباس على رأس الأمانة العامة للحزب بعد إزاحة سعداني بتوجيهات من رئيس الحزب –حسب ولد عباس-جعل من الإخوة الفرقاء يلتفون حوله وينتظرون أي مبادرة يأتي بها على اعتبار أنه يستند لشرعية أقوى منه ومن هياكل الحزب".

 

يونس بن شلابي

من نفس القسم الوطن