الوطن

المنتدى الإفريقي الأول للاستثمار خطوة أولى في انتظار خطة بعيدة المدى

سيكون فرصة أمام الجزائر لكسر عزلتها الاقتصادية تجاه القارة السمراء

 

مبتول: الاستثمار في القارة السمراء يحمل مؤشرات إيجابية يجب استغلالها 
مسدور: الجزائر تأخرت في الاستثمار في إفريقيا وغياب الأرضية سيعطل المساعي أكثر! 
 
تحتضن الجزائر اليوم المنتدى الإفريقي الأول للاستثمار والأعمال بمشاركة أزيد من ألفين رجل أعمال، ومؤسسات وطنية عمومية وخاصة، وتراهن الحكومة على هذا المنتدى باعتباره أحد أهم الأولويات من أجل إيجاد مكانة لها في السوق الأفريقية وكسر احتكار الشركات الأوربية والأسيوية خاصة مع الإمكانيات التي تتيحها القارة الإفريقية في مجال الاستثمار والتواجد الجزائري الضعيف في القارة ورغم ان مساعي الحكومة هذه جاءت متأخرة ألا ان استدراك الوضع ليس بالأمر المستحيل أن تم بناء استراتيجية وخطة واضحة.
تعمل الحكومة مؤخرا على تغيير وجهة بوصلتها الاقتصادية  نحو القارة الإفريقية بعدما تجاهلت إمكانياتها الكبيرة لسنوات عديدة، في خضم انشغالها بإقامة علاقات اقتصادية جيدة مع دول الشمال كالدول الأوروبية، الأمريكية والآسيوية، بحثا عن المشاريع الاستثمارية الرابحة واستقطابا للعملة الصعبة، ويظهر توجه الجزائر نحو أفريقيا جليا من خلال المجهودات التي تبذلها الحكومة لربط الاقتصاد الوطني باقتصاديات القارة السمراء، تجسيدا للمخطط الجديد الذي توجهت إليه الحكومة في الفترة الأخيرة من خلال سعيها الخروج  من الاعتماد على إيرادات المحروقات كمصدر أول لإيرادات الدولة المالية، وفي تمويل مشاريعها الاقتصادية، وقد ظهرت هذه المساعي من خلال الجولات الماراطونية التي قام بها رجال الأعمال لدول افريقية والتي ستختتم بمنتدى أفريقي للاستثمار اليوم  يهدف إلى تنشيط الحركة التجارية والشراكات بين البلدان الإفريقية وتوفير منصة لتداول الشركاء من أجل تبادل ومناقشة الفرص الاقتصادية في القارة.
ويشمل الحدث على مدى ثلاثة أيام الجلسات العامة الموضوعية وورشات العمل وجلسات لتبادل الخبرات حول مواضيع مهمة مثل البنية التحتية والطاقة والأمن الغذائي وريادة الأعمال وسكون فرصة للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين من أجل اكتشاف السوق الافريقية والاستفادة من مزاياها كما سيكون بمثابة الخطوة الأولى للجزائر من اجل استدراك التأخر البارز في علاقاتها الاقتصادية  بالقارة الإفريقية خاصة وان المسؤولين يؤكدون إن وضع الاقتصاد الجزائري والإصلاحات الحالية لا تمنع الحكومة ورجال الأعمال من أن تكون لهم طموحات في إفريقيا. وسيتم خلال المنتدى فتح مفاوضات لنقل استثمارات جزائرية لدول من القارة السمراء، كما سيتم اقتراح تأسيس منطقة تبادل حر، جزائرية إفريقية، مع مزايا لتصدير المنتجات الجزائرية نحو دول إفريقية.
 
مبتول: الاستثمار في القارة السمراء بات يحمل مؤشرات إيجابية على الجزائر استغلالها 
وفي هذا الصدد وصف أمس الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول المنتدى الإفريقي للاستثمار بالجزائر بالحدث الهام الذي ستستفيد منه الجزائر وكذا الدول الإفريقية مشيرا أن الأزمة الحالية جعلت الحكومة تلتفت للقارة الإفريقية من خلال مخطط عمل يكثف تواجد المؤسسات الجزائرية العمومية والخاصة في مختلف دول القارة، في شكل العلاقات التجارية والاستثمارات من أجل تحقيق هدف تنويع الاقتصاد الوطني وقال مبتول أنه حان الوقت للجزائر لتكسر الاحتكار الأوروبي والاسيوي للأسواق الافريقية وتنهى غزلتها الاقتصادية بالنسبة للقارة السمراء مشيرا إلى الإمكانيات الهامة التي تتيحها القارة الإفريقية في مجال الاستثمار، لاسيما في العديد من القطاعات كالطاقة، وأضاف مبتول الاستثمار في القارة السمراء بات يحمل مؤشرات إيجابية تجعل من تحركات الجزائر مفيدة في الوقت الحالي.
مسدور: الجزائر تأخرت في الاستثمار في القارة الإفريقية وغياب الأرضية سيعطل المساعي أكثر! 
من جهته أكد الخبير الاقتصادي فارس مسدور أن الجزائر من مصلحتها تنويع شركائها مشيرا أن التوجه نحو القارة الإفريقية يأتي متأخر بعقود فالعديد من الدول يضيف مسدور استطاعت ان تستفيد من الاستثمار في البلدان الإفريقية، وشكك مسدور في أن تكون مساعي الحكومة الحالية ناجحة باعتبار ان هناك العديد من العراقيل تحول دون تجسيد مشاريع اقتصادية مشتركة في المنطقة الإفريقية منها الهاجس الأمني في عدد من الدول وغياب الأرضية التي تسمح بتطبيق مشاريع مهمة معطيا مثال على ذلك بغياب البنوك المشتركة بين الجزائر وعدد من البلدان الإفريقية وكذا الشركات المختلطة وحتى خطوط النقل البحرية والجوية مشيرا إلى أهمية ربط الجزائر بالدول الإفريقية وتحسين أداء النقل الجوي وخدمات الاتصال لتسهيل مأمورية المستثمرين، من جانب أخر اعتبر مسدور المنتدى الإفريقي للاستثمار مهم وقد يكون فرصة لتدارك تأخر الجزائر في الاستثمار بإفريقيا مشيرا ان الأمر يبقى مرهون بنتاج هذا المنتدى ومدى قدرة المتعاملين الجزائريين على كسب الرهان والاستفادة من نفس المزايا التي تتيحها البلدان الإفريقية للمستثمرين من البلدان الأوروبية والأسيوية وحتى بلدان الخليج.
س. زموش

من نفس القسم الوطن