الوطن

التكتل يتفوق على المركزية النقابية في الدفاع عن ملفات الجبهة الاجتماعية ؟!

تواطؤ نقابة سيدي السعيد تدفع بآلاف العمال للانسحاب والالتحاق بالنقابات المستقلة

 

  • النقابات: نقابة سيدي السعيد لم يعد لها تمثيل في العديد من القطاعات 
 
أظهر الصراع الأخير الذي خاضته نقابات التكتل ضد الحكومة بسبب ملف التقاعد حالة الشغور الكبير الذي تعيشه قواعد المركزية النقابية التي يبدو أن نقابات التكتل تفوقت عليها من حيث التمثيل في العديد من القطاعات وكذا من ناحية التأثير كما عمق ملف التقاعد وسياسة الصمت والتواطئي الذي اتبعتها المركزية النقابية من الاعتقاد السائد أن هذه الأخيرة باعت قضية العمال وتحولت منذ سنوات عديدة لجهاز من أجهزة الدولة.
وفي هذا الصدد كشفت أمس مصادر نقابية أن مواقف النقابية المركزية من ملف التقاعد كان السبب في انسحاب الألاف من العمال من هذا التنظيم والالتحاق بصفوف النقابات المستقلة التي أتبعت كل الطرق من أجل إرغام الحكومة على الإبقاء على التقاعد المسبق ورغم أن إطارات المركزية النقابية حاولوا الهروب للأمام وأتهموا النقابات المستقلة بالمزايدة وتحججوا بوضع المصلحة العليا فوق أي اعتبار إلا أن حالة الاحتقان التي شهدتها القواعد العمالية التابعة لجبهة سيدي السعيد والتمرد الذي حدث في اكثر من قطاع أثبت أن المركزية فشلت في أن تكون صوت العامل فالعديد من العمال اختاروا الانضمام لنقابات التكتل في احتجاجاتهم والالاف منهم انسحبوا في غضون الأشهر الأخيرة وفضلوا الالتحاق بالنقابات المستقلة لكون الاتحاد العام للعمال الجزائريين لم يعد يلبي انشغالات العمال ولم يحترم قرارات الأغلبية حسبهم، فقد وجدت المركزية النقابية نفسها وحيدة في مواجهة غضب كبير جراء قرار الحكومة تعديل نظام التقاعد وجعل القرار محل تزكية أحادية فقط ممثلة في الاتحاد العام للعمال الجزائريين في وقت وجدت فيه النقابات المستقلة التفافا عماليا كبيرا بسبب موقفها الرافض جملة وتفصيلا للتعديلات التي مست منظومة التقاعد.
وقد عمق موقف المركزية النقابية التي وافقت خلال اجتماع الثلاثية على الغاء التقاعد النسبي والمسبق من السخط والغضب العمالي ضد سياسية نقابة سيدي السعيد التي أصبحت محل اتهام من العمال بأنها متحالفة ضد مصالحهم، خاصة وأنها كانت محل خذلان لهم في محطات هامة على غرار مراجعة المادة 87 مكرر وقضية القرض السندي الذي أرادت فرضه بالقوة على العمال، وملف التقاعد الذي زكت تعديلاته من دون أدنى مشاورة للعمال.
 
مزيان مريان: نقابة سيدي السعيد لم يعد لها تمثيل في العديد من القطاعات 
وفي هذا الصدد أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان أن المركزية النقابية أصبحت لا تمثل موظفي قطاع التربية منذ مدة وليس، وعليها أن تسحب من القطاع، وقال مريان في تصريحات لـ "الرائد" أن المركزية النقابية التي أقرت مع الحكومة ألغاء التقاعد النسبي هي في الأصل لا تمثيل لها في العديد من القطاعات مضيفا أن المركزية النقابية أصبحت لسان حال الحكومة إذ إنهما أصبحتا تشتركان في نظرة موحدة لا تصب في صالح العامل وهو ما جعل هذا الأخير يفضل النقابات المستقلة مشيرا أنهم كنقابات مستقلة وكعمال لا ينتظرون شيء من المركزية النقابية التي تخلت عن دورها، وأضاف مزيان ان ملف التقاعد كان بمثابة الفرصة الأخيرة لنقابة سيدي السعيد وأثبتت فشلها في العاطي مع هذا الملف فوافقت منذ البداية الحكومة على مقترحها الغاء التقاعد دون حتي استشارة قواعدها العمالية وواصلت في هذا الموقف بقبولها تولي مهمة وضع قائمة المهن الشاقة ولم تستجب لمطالب منخرطيها مضيفا نه في الأخير النقابات المستقلة هي التي 
مرابط: إن واصلت المركزية في نفس السياسة ستصبح نقابة بدون عمال !!
من جهته اعتبر الأمين العام للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط بأن نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين لم يكن لها أي دور في ملف التقاعد سوى الموافقة على أجراءات الحكومة بداية من قرار ألغاء التقاعد المسبق على قضية المهن الشاقة مضيفا أن مواقفها مانت محل رفض حتى من قواعها العمالية الذي فضل الكثير منهم التمرد والالتحاق بنقابات التكتل في احتجاجاتهم مبرزا بأن نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين فشلت في إبقاء الموظف تحت جناحها. وقال مرابط ان نقابة سيدي السعيد كل مرة تطعن في نويا النقابات المستقلة وتتحجج هي بالحفاظ على المصلحة العليا رغم ان اغلب المكاسب الاجتماعية استطاعت افتكاكها نقابات مستقلة بنضالها بشتى الوسائل مشيرا ان المركزية النقابية لم يعد لها أي دور وأصبحت تابعة للدولة وأن واصلت في نفس السياسة فلن يبقي لها وجود في غضون سنوات وستصبح نقابة بدون عمال.
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن