الوطن

زيارات قادة الخليج هدفها تجاوز تداعيات مستنقعات الحروب في المنطقة

بعد أن التزمت الجزائر بموقفها الرافض للتدخل في الشأن الداخلي للدول

 

فسر المراقب الدولي السابق في بعثة الأمم المتحدة للسلام، الخبير الأمني، أحمد كروش، سلسلة التنقلات والزيارات التي يعرفها قادة ومسؤولو الأمن والاقتصاد الخليجيون نحو الجزائر، بمحاولة التخلص من الورطة الإقليمية وتجاوز آثار التوغل في مستنقع الحروب التي تورطت فيها، بالنظر إلى رهاناتها في المنطقة المبنية أساسا على إيقاف المد الإيراني الذي أصبح يمثل لها هاجسا مؤرقا وبعد التغيرات التي حدثت على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية وبداية ظهور مؤثر للموقف الروسي اضطرت دول الخليج إلى البحث عن بدائل حلفاء جدد خاصة في الدول العربية ممن تتمتع بعلاقات مع الروس والإيرانيين بدرجة أقل وهو ما يفسر المساعي المبذولة في الفترة الأخيرة في التوجه نحو الجزائر التي التزمت بموقفها المبدئي الرافض للتدخل في الشأن الداخلي للدول. 
رفض أحمد كروش الطرح المصري الذي ذهب في تفسير مغزى زيارة أمير قطر إلى الجزائر الأخيرة والتي قالت بأن الهدف منها "استمالة الجزائريين نحو كفة الإخوان على حساب جيش خليفة حفتر"، متجاهلا أن الجزائر كان لها الدور الأساس في إدماج الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي عموما في معادلة الحل الليبية بقدر حرصها على إدماج كل المكونات الأخرى في المشهد الليبي، وقال كروش أن زيارة أمير قطر إلى الجزائر لها أكثر من هدف وليس المشكلة الليبية فقط، فدول الخليج، حسبه، أصبحت كلها هذه الأيام تحج للجزائر، فسبقتها بالعسكريين وتلتها بالسياسيين، موضحا يقول أن دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وقطر، دخلوا في مشاكل الدول الإقليمية إلى درجة أنه أصبح يتعذر عليهم الخروج منها بسلامة أو حتى ما يحفظ ماء الوجه.
وعاد ذات المتحدث إلى الاتهام المصري معلقا "لا أظن أن القيادة المصرية تنزعج من هذه الزيارة، لأنها تدرك تماما أن الجزائر لن تغير قناعاتها في إدارة سياستها الخارجية والتي تقوم على مبادئ ثابتة وواضحة، فهي تعلم أن الجزائر وقفت شبه وحيدة أمام قرارات الجامعة العربية في التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية والاستقواء بالأحلاف الأجنبية للإطاحة بأنظمة عربية"، مشيرا إلى أن بعض هذه القرارات كانت مصر موافقة عليها، سواء في عهد المجلس العسكري أو عهد الرئيس مرسي وحتى في عهد السيسي، مثل الحرب على اليمن، وتكوين حلف عربي يلعب دور درع الجزيرة، القيادة المصرية تدرك ذلك تماما، وإنما الإعلام المصري كما نعرفه له أسلوبه الخاص في التضخيم، وهو هذه الأيام ومنذ مدة يتتبع قطر".
وأضاف أن زيارة أمير قطر للجزائر وزيارات المسؤولين العسكريين سابقا، وحتى زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى السعودية، هو إدراك دول الخليج بدور الجزائر نتيجة مواقفها السابقة، وأصبح الكل يشيد بمقاربتها في التعامل مع الأعداء قبل الأصدقاء: "لقد رأوا فيها حبل النجاة بعدما لحقت بهم الهزائم الواحدة تلو الأخرى ابتداء من الاتفاق النووي الإيراني إلى العراق، إلى سوريا، إلى اليمن (المستنقع الذي غرقوا فيه وقطعت أنفاسهم)، إلى ليبيا إلى الأزمة البترولية".
أمال. ط
 

من نفس القسم الوطن