دولي

المؤتمر السابع ينطلق وسط مخاوف من توسع الخلافات الفتحاوية

فيما أعلنت العديد من قيادات الحركة مقاطعتها

 

ما بين توقعات إيجابية، وأخرى سلبية، تشتد حالة التجاذب الفتحاوي الداخلي مع انطلاق أعمال مؤتمرها الحركي السابع، وسط مخاوف من تعزيز الشرخ داخل التنظيم في ظل حالة التأطير المتواصلة التي باتت تشبه "صفيحاً ساخنا".

فعلى مدار الشهور الماضية، ارتفعت حدة الاصطفافات، واشتدت حالة الاستقطاب لدرجة الخوض في خصوصيات شخصيات بارزة وتسريبات نسبت لقيادات في الصف الأول، فيما تهجمت قيادات بشكل واضح على قيادات أخرى بالحركة، وهو ما يدفع بالتساؤل عن الفترة التي ستلي المؤتمر. العديد من قيادات الحركة أعلنت مقاطعتها للمؤتمر، أو لم توجه لها دعوة للمشاركة نتيجة معايير وضعت للمشاركين، وهو ما أسمته هذه القيادات بسياسة الإقصاء والتغييب.

فيما أكد مصدر قيادي في فتح بأن المؤتمر السابع سيكون مسمارا آخر يدق في نعش حركة فتح، وسيكون سببا آخر لتراجعها إلى الوراء وفقدانها لمزيد من أبنائها وقياداتها، وتضاعف سياسة التحالفات والتكتلات داخلها. وأشار المصدر بأن تعنت البعض من قيادات الحركة والقائمين على المؤتمر واستثنائهم لبعض الشخصيات والقيادات سيقوي تيارا دون آخر. وشدد المصدر على أن أغلب المناطق في الضفة الغربية تشهد تململاً لطريقة عقد المؤتمر وما يرافقه من حالة إقصاء وتهميش، مضيفاً: "بعض قيادات فتح والسلطة تريد أن ترسخ قوة تيار الرئيس ومحاربة ومعاقبة جميع أتباع دحلان في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن هذا المؤتمر هو استعراض للقوة ليس إلا".

وكشف المصدر بأن الأيام القادمة والتي سترافق أو تلي المؤتمر ستشهد مزيداً من الصدامات وتصاعداً للأحداث في داخل الجسم الفتحاوي، قد تصل إلى مرحلة الصدام المباشر والاشتباك، كما حصل في الفترة الماضية في أكثر من منطقة لا سميا في البلدة القديمة ومخيم بلاطة في مدينة نابلس. ويرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان محمد، بأن المؤتمر السابع يراد منه شرعنة تيار على حساب آخر في حركة فتح ونفي للآخر. وقال، إنه "إذا نظرنا إلى ظروف الدعوة للمؤتمر يمكن أن نتحدث عن الفترة التي ستلي انعقاده؛ فالدعوة جاءت من منطلق إيجاد شرعيات بداخل حركة فتح في ظل محاولات الاصطفاف بتيارات تتصارع على نفوذ قيادة الحركة ومن ثم قيادة السلطة، وبالتالي فإن الأسس القائمة للانعقاد هي بحد ذاتها تعزيز لأبعاد الانشقاق في الصف الفتحاوي التي يمكن أن تتجلى بوضوح خلال الفترة المقبلة".

وما يدلل على ذلك، وفقا لقراءة المحلل السياسي "خروج عدد من قيادات الصف الأول الفتحاوية بمواقف واضحة إما رفضا للمشاركة، أو انتقادا لشروط الترشح للمشاركة به". وتساءل الكاتب عن الأهداف التي يسعى المؤتمر لتحقيقها، ورجح أن الإجابة تشير إلى عمومية في هذه الأهداف، وهذا يعني أن المخرجات ستكون في إطار عمومي لن يعالج الواقع الفتحاوي المتأزم. وبالتالي سيعطي مؤشرا إلى إمكانية حدوث ضعف إضافي في الحركة، وهو ما يعني تجرؤ تيارات أخرى للخروج عن تصنيفها بصف معين إلى تيارات أخرى داخل الحركة. وأعرب محمد عن اعتقاده بأن المؤتمر سيعمل على شرعنة غير مباشرة لتيارات إضافية داخل فتح، وبالتالي علنية الخلاف على عكس الفترة الماضية التي كان يتسم الخلاف بعدم الظهور كثيراً، وما يمكن أن يخيف المراقبين؛ هو تطور الخلاف إلى حالة صدام أو مواجهة من شأنها أن تنزلق لصراع دامٍ، على حد قوله.

 

 

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي