الوطن

مساهل: إقرار تونس وجود طائرات أجنبية على أراضيها أمر لا يخص الجزائر

دعا إلى تعزيز القدرات القتالية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل

 

  • الجزائر متمسكة بموقفها إزاء حل الأزمة الليبية عبر الحوار الشامل دون تدخل أجنبي

 

أكدت الجزائر عدم تدخلها في مسألة السماح للطائرات الأمريكية بالتواجد على الأراضي التونسية، كما سبق وأن أشار الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في وقت سابق. وأوضحت على لسان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أن هذه المسألة تخص الشأن التونسي والجزائر لا تتدخل في هذا الأمر إطلاقا، مشيرا إلى أن ما يتداول اليوم حول وجود بعض القواعد العسكرية في دول الجوار أمر لا يعني الجزائر. وأوضح أن هناك بعض الدول التي تحتاج إلى مرافقة دولية أو أجنبية، لاسيما في مجال التكوين للتصدي ومكافحة ظاهرة الإرهاب، مؤكدا أن الجزائر تواصل جهودها في هذا المسعى مع كل الأطراف لحل الأزمة الليبية وإعادة السلم والاستقرار لهذا البلد الشقيق دون التدخل في شؤونهم، وهذا راجع للسيادة الراشدة لرئيس الجمهورية، وكذا عدم تواجد أية مصلحة مع ليبيا.

عبد القادر مساهل، وفي تصريح صحفي على هامش أشغال الدورة العلنية الرابعة لفريق عمل المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب حول تعزيز القدرات في الساحل، الذي انطلقت أشغاله أمس بنادي الصنوبر بالجزائر العاصمة، أشار إلى أن "إقرار تونس بوجود طائرات استطلاع أجنبية على أراضيها يخصها وحدها، وأن الرأي العام التونسي هو المخول بالتعليق"، قبل أن يوضح بأن "الجزائر تتفهم التزام بعض الدول بالاتفاقيات وحاجة أخرى إلى التكوين والمساعدات الأمنية الأجنبية لاسيما بمكافحة الإرهاب في الصحراء".

وبخصوص مكافحة الإرهاب، عاد المسؤول الجزائري للتذكير بأن المصالحة الوطنية والديمقراطية تعدان الركيزتين الأساسيتين لمكافحة واستئصال ظاهرة الإرهاب والتطرف والخطاب المتعصب العنيف. وأشار في هذا الصدد أن "الجزائر اعتمدت على خيارات استراتيجية لمكافحة ظاهرة الإرهاب واستئصاله منذ 1999، تركزت على خيار المصالحة الوطنية والديمقراطية كعاملين أساسيين في مشوارها الطويل ضد مكافحة الإرهاب والتطرف والخطاب المتعصب العنيف". وأبرز أن أشغال الدورة العلنية الرابعة لفريق عمل المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب حول تعزيز القدرات في الساحل، تندرج في إطار واسع للجهود التي تبذلها الجزائر، مع الاعتماد على آليات الأمم المتحدة، من أجل تقديم مساهمتها وتجربتها في مجال مكافحة الإرهاب، مع عرض الوسائل التي استخدمتها لذلك منذ 1999 إلى اليوم. وبعد أن أكد على أهمية المصالحة الوطنية والديمقراطية كعاملين أساسيين للإعداد لمخطط وطني لمكافحة واستئصال الإرهاب، أعلن مساهل أنه تم الإعداد لملف خاص عن تجربة الجزائر في مجال الديمقراطية سيتم نشره قريبا، سيكون بمثابة "مساهمة الدولة الجزائرية في استئصال الخطاب المتعصب والتطرف العنيف والإرهاب عن طريق اعتماد الديمقراطية"، كما كشف عن تحضير الجزائر خلال فصل الربيع القادم "لندوة كبيرة" حول مكانة المصالحة الوطنية في مكافحة ظاهرة الإرهاب.

ولفت عبد القادر مساهل إلى أن الجزائر "تعمل على تعزيز قدرات دول المنطقة لتحقيق مواجهة فعالة لظاهرة الإرهاب، من خلال تكثيف التعاون المشترك، لاسيما في مجال التكوين" الذي اعتبره عاملا "جد مهم" لمكافحة الظاهرة، لاسيما في منطقة الساحل التي تتميز بصحراء شاسعة يصعب فيها التحكم في تنقل العناصر الإرهابية، إلى جانب تقديم دعم لوجستيكي وتبادل المعلومات حول هذه المعضلة. وأكد في هذا الصدد على أن "دور الجزائر لا يقتصر على تقديم الدعم فقط لدول الجوار في مكافحة الإرهاب، إنما تساهم أيضا في تدوين ممارسات الأمم المتحدة لتفعيل دور مكافحة الظاهرة في أطار شامل ودولي. 

إكرام. س

من نفس القسم الوطن