دولي

الحرائق تكشف عنصرية إسرائيل وهستريتها تجاه الفلسطينيين

سارعت لاتهام الفلسطينيين متجاهلة أنهم وقعوا هم أيضا ضحية لهذه الحرائق

 

 

كشفت موجة الحرائق التي تجتاح مناطق مختلفة في "إسرائيل"، والتي طاولت بعض المساحات في الضفة الغربية المحتلة، عن تأصل العنصرية في نفوس المؤسسة والقيادات الإسرائيلية التي سارعت إلى وضع الفلسطينيين في قفص الاتهام، متجاهلة أنهم وقعوا هم أيضاً ضحية لهذه الحرائق. وقبل أن تتضح الحقيقة بشأن أسباب اشتعال النيران بكثافة، لوح رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، بأنه من المحتمل أن تكون هذه الحرائق حصلت "بفعل فاعل"، في إشارة إلى الفلسطينيين.

ومع نشر وبث تصريح نتنياهو، دخلت إسرائيل في سباق شارك فيه مختلف وزراء الحكومة، وانضم إليه الإعلام الإسرائيلي، خلال ساعات، ليتم الادعاء بأن التقديرات تشير إلى أن 50 بالمائة من الحرائق جاءت بفعل فاعل. ثم برزت تصريحات لمسؤولين في سلطة الإطفائية تؤكد أن الحريق في حيفا قُصِدَ له أن يبدأ قرب محطة الإطفائية لتعطيل عملها. وبعدما أعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، زعيم حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت أن من يحب البلاد لا يضرم النار فيها، فيما يعكس تحريضاً عنصرياً مبطناً، سارع وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، إلى التلويح باستخدام قبضة حديدية ضد كل من يثبت ضلوعه بإضرام النيران، والتعهد بسن قانون يجيز مصادرة أملاكه للتعويض على الإسرائيليين الذين خسروا بيوتهم. وفيما كانت ألسنة النار ترتفع في حيفا، بالتزامن مع حرائق اجتاحت بلدات عربية مختلفة في الداخل الفلسطيني، تجاهل الإعلام الإسرائيلي هذه الحقائق، بل قام بتشويهها، عندما أعلنت القناتان الثانية والعاشرة أن الحرائق التي طاولت قريتي ساجو ونحف، هي حرائق مفتعلة تحاصر مدينة كرميئيل التي أقيمت أصلاً على أراضي هذه القرى. كما تم تجاهل اشتعال الحرائق في مدينة أم الفحم، وعلى أطراف كفر قرع وقرى زيمر في المثلث، ناهيك عن الحرائق قرب سخنين، مع تجاهل مطلق لدعوات صدرت عن رؤساء سلطات محلية عربية، وعن الحركة الإسلامية الجنوبية في الداخل، للإعلان عن استعدادها لإيواء من احترقت بيوتهم سواء كانوا من اليهود أم من العرب. لكن دينامية العنصرية وخوف نتنياهو من أن يسبقه اليمين في التحريض على العرب، دفعا برئيس حكومة الاحتلال إلى التصعيد من لهجته، ليعلن يوم الأربعاء ثم يوم الخميس، في مؤتمرين صحافيين متتابعين، أن ما يحدث هو حالة من "إرهاب الحرائق". وسرعان ما استخدم الموقعان الإسرائيليان، "معاريف" و"يديعوت أحرونوت"، نفس المصطلح، في مشهد يعكس وجود استنفار في إسرائيل من أجل تحميل الفلسطينيين مسؤولية اشتعال النيران باعتبارها التفسير المعتمد في "إسرائيل"، على الرغم من محاولة جهات مهنية إبداء تحفظ محدود للغاية في هذا الشأن.

في المقابل، وصل الهوس العنصري في إسرائيل، وبالاستناد إلى تصريحات نتنياهو، إلى إصدار فتاوى يهودية تجيز إطلاق النار على "مضرمي النيران من العرب" ولو كلف ذلك انتهاك حرمة السبت. في هذا الصدد، أفتى حاخام مدينة صفد، الحاخام شموئيل إليها، بجواز بل بوجوب انتهاك حرمة السبت وإطلاق النار على مضرمي النيران في حال اقتضت الضرورة ذلك. ولم يخف الحاخام المعروف بمواقفه العنصرية والفاشية، لا سيما تلك الداعية إلى منع تأجير البيوت للعرب، أنه استقى موقفه هذا أيضاً من تصريحات نتنياهو.  وأفاد مواطنون فلسطينيون من حيفا، ، بأنهم تعرضوا في أكثر من موقع في الأراضي المحتلة، إلى محاولات اعتداء استهدفتهم، وأكد بعضهم أنهم سمعوا تصريحات عنصرية واتهامات للعرب بأنهم وراء الحرائق المشتعلة. وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي في "إسرائيل" بكتابات ومنشورات عنصرية تتهم الفلسطينيين في الداخل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بأنهم وراء إضرام النيران وإشعال الحرائق.

 

  

أمال. ص/ الوكالات

 

من نفس القسم دولي