الوطن

ملف التقاعد يصل إلى طريق مسدود

غياب مخرج وحلول وسطى بسب إصرار المحتجين وتجاهل المسؤولين

 

  • النقابات: تجاهل الحكومة سيدفعنا للتصعيد أكثر 

 

وصل ملف التقاعد إلى طريق مسدود يستدعى تنازل أحد الطرفيين فالحكومة أعلنتها صراحة على لسان الوزير الأول ووزير العمل أنها لن تتراجع علن ألغاء التقاعد المسبق تحت أي ظرف في حين تصر النقابات على مطلبها وتتخذ في الإضرابات والاحتجاجات سبيلا لذلك غير أن هذه الأخيرة ورغم حدتها لم تلقى صدى لدى الحكومة التي يبدو أنها منشغلة بملفات أهم من مطالب النقابات فأي خطوة مستقبلية ستتخذها هذه النقابات؟؟.

رغم نسبة الاستجابة الكبيرة التي كشف عنها تكتل النقابات فيما يخص اليوم الأول والثاني لأضرابه المستمر اليوم لم يلقي هذا الإضراب الذي سبقته وقفات احتجاجية ولاية أي صدى لدى الحكومة التي تلتزم الصمت تجاه تحركات النقابات وتصر على مواصلة مخططها كما هو دون تغيير ولا تراجع وهي النية التي سبق واعلن عنها الوزير الأول عبد المالك سلال عندما أكد أن ألغاء التقاعد المسبق لن يتم التراجع عنه داعيا النقابات للحوار بعد المصادقة على نص القانون وهو الأمر الذي أستفز نقابات التكتل أكثر معتبرين أن تجاهل الحكومة هذا دليل على مواصلتها نفس السياسة وحافز أكبر للنقابات من أجل التصعيد وقد يكون هذا التصعيد بحسب تصريحات أولية لبعض ممثلي النقابات الإضراب المفتوح كما الذي قد يكون اخر الحلول أمام العمال لإخضاع الحكومة التي يبدو انها لم تتمكن من أيجاد حلول وسطى فحتي قائمة المهن الشاقة التي تحضرها لم تجد الإجماع أو التفاتة النقابات.

 

بوديبة: تجاهل الحكومة سيدفعنا للتصعيد أكثر 

 

وفي هذا الصدد أكد أمس المكلف بالإعلام لنقابة كنابست مسعود بوديبة أن نسبة الاستجابة للإضراب يعد أكبر إجابة عن صمت الحكومة ومحاولة تجاهل إضراب التكتل مضيفا أن إصرار الحكومة على التهرب سيعمل على احتقان الوضع أكثر مشيرا ان النقابات مصرة على عدم الرجوع إلى الوراء، حيث باشرت في تعبئة قواعدها النضالية تحسبا للتصعيد بعد انتهاء إضراب هذا الشهر لحمل الحكومة على تغيير سياسة التخوين والتهديد والتجويع، التي تمارسها وأشار بوديبة أن النقابات بعد انتهاء إضراب هذا الشهر الذي سيختتم بوقفة احتجاجية بالبرلمان ستقيم الوضع وترى ما هو أنسب، وأوضح المكلف بالإعلام لنقابة كنابست أن التكتل النقابي كان ينتظر تحرك الحكومة لكنها فضلت أن تتخذ موقف المتفرج حيث لم تحرك ساكنا ولم يتلقوا أي دعوة للحوار والتفاوض على لائحة المطالب المرفوعة وبهذا فأنها تدفع تكتل النقابات للإضراب المفتوح وفي رده ان كان التوقيت غير متأخر باعتبار أن القانون سيتم مناقشته والتصويت عليه قريبا على مستوى البرلمان قال بوديبة ان النقابات لن تستلم وتعمل في كافة الاتجاهات للدفاع عن مصلحة العمال مشيرا أن العديد من نواب الشعب استعموا لرأي النقابات وعليهم التحرك من أجل الوقوف في وجه هذا القانون المجحف وعن إمكانية وجود حلول وسط قال بوديبة ان الحكومة لم تتنازل حتي لفتح أبواب الحوار فكيف لنا ان نجد حلول وسط معتبرا الدعوة التي سبق ووجها الوزير الأول للنقابات من ال الحوار دعوة شكلية وغير منطقية فما فائدة حوار سلال الذي أعلن انه لن يتم التراجع عن القانون وسيت تمريره بالبرلمان كما هو.

 

غاشي لوناس: الانسداد لن يخدم أي طرف ولا بد لوجود حلول وسطى

 

من جهته قال رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبي غاشي الوناس أن الحكومة تريد تمرير القانون قصرا وهناك أطراف داخل البرلمان تسهل عمل الحكومة متحدية أكبر شريحة من الموظفين ومنتهكة القوانين مشيرا في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن صمت الحكومة وتجاهلها لمطالب العمال سيزيد التكتل إصرارا على مواصلة النضال والدفاع عن الحقوق المشروعة والمكتسبة، داعيا الحكومة ومن ورائها البرلمان إلى تحمل مسؤولية هذا الانسداد ومسؤولية خروج الموظفين إلى الشارع للاحتجاج، وأضاف أنه كان من المفروض على الحكومة الخروج بتصريحات ومواقف أكثر عقلانية وفتح أبواب الحوار ومناقشة تكتل النقابات المستقلة من أجل إيجاد حلول ترضي الطرفين وتحافظ من جهة على توازنات الصندوق ومن جهة أخرى على الحقوق المكتسبة للعمال.  وأبدى المتحدث أمله في أن تغير الحكومة سياستها تجاه النقابات المستقلة وتجاه العمال لأن الانسداد لن يخدم أي طرف ولا بد لوجود حلول وسطى يمكنها أن تحل الإشكال وتخرجنا من النفق المظلم يضيف الوناس الذي أشار إلى أن التكتل سيعقد اجتماعا بعد البرنامج الاحتجاجي وفي حال عدم استجابة الحكومة وتمرير القانون من طرف البرلمان سيتم التصعيد أكثر والذهاب إلى الإضراب المفتوح الذي أصبح لا مناص منه لأن الحكومة تريد تمرير القوانين دون وجهة حق من طرف أطراف في البرلمان تخدم أجندة الحكومة فقط.

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن