الوطن

بوداود: السلطات العمومية لم تستوعب الدرس جيدا!

انتقد مواصلة المصالح المحلية في منح التراخيص للبناء على ضفاف الأنهار والأودية

 

 تساءل أمس رئيس خبراء البناء والمهندسين المعماريين  عبد الحميد بوداود، عن مصير المخطط الذي سبق وأعلنت عنه الحكومة والخاص بإجراء بطاقية وطنية للفيضانات عبر كل بلدية من بلديات الوطن مشيرا ان المشروع يبقي حبيس الادراج منذ أكثر من ستة سنوات في حين تبقي الجزائر منها العاصمة والمدن الكبرى تغرف في قطرتين من المطر وتواجه خطر حقيقي بالفيضانات بسبب فوضى التعمير وكذا  غياب استراتيجية واضحة المعالم من طرف السلطات المحلية لتجديد قنوات الصرف الصحي التي يعود غالبيتها للعهد الاستعماري، فضلا عن غياب دور فعال لشرطة العمران.

وقال بوداود في تصريحات لـ "الرائد" أن 50 بالمائة من بلديات الوطن معرضة إلى فيضانات، بينها 23 بلدية معرضة إلى فيضانات ذات خطر عال وأزيد من 150 بلدية إلى خطر بدرجة متوسط.

وأوضح عبد الحميد بوداود أن ما حدث ببن عكنون مؤخرا وكذا بعدد من الولايات يقود إلى استخلاص نتيجة واحدة، مفادها أن السلطات العمومية لم تستوعب الدرس جيدا  وإلا كيف نفسر بأن أقل من أسبوع مدة تساقط الأمطار وبأوقات متفرقة، كانت كافية لحدوث كارثة بالعديد من الولايات يضيف بوداود الذي أشار أن وسائل الإعلام ركزت على حادثة بن عكنون إلا أن العديد من الولايات شهدت سيول وانجرافات خطيرة وحوادث لا تقل خطورة عن حادث بن عكنون  وتساءل رئيس المجمّع الوطني للخبراء المهندسين عن مصير 40 مليار دينار، غلاف مالي تم رصده لحماية المدن الجزائرية من الفيضانات، عن طريق ضبط بطاقية وطنية للفيضانات لأول مرة، وتتضمن إنجاز خريطة لكل بلدية عن الفيضانات المحتملة عبر إبراز الأودية التي تعبرها وباقي الخصائص الجغرافية المتواجدة بها، ولكن إلى غاية اليوم لم نر لا دراسة ولا خريطة عن هذه الفيضانات في البلديات، كما انتقد ذات الخبير مواصلة المصالح المحلية في منح التراخيص للبناء على ضفاف الأنهار والأودية محملا المسؤولية كاملة على عاتق ولاة الجمهورية كونهم عجزوا حسبه عن إيجاد حل لهذا المشكل طيلة السنوات الماضية، كما دعا بوداود الحكومة لمراجعة المشاريع التي انطلقت فيها وإعادة النظر في أخطائها التقنية وتصحيحها، تجنبا لكوارث أخرى معيبا على بعض المشاريع الكبرى التي أنجزت دون استشارة المراقبين ولا دراسة دقيقة من طرف المختصين والخبراء شأن الترامواي يغرق في المياه كل موعد تساقط.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن