الوطن

38 ولاية تحت رحمة الفيضانات وانزلاقات التربة

خبراء يذكرون الحكومة بمشروع خارطة المناطق المعرضة للفيضانات الذي لم يجسد بعد

 

  • التغيرات المناخية تسوء من سنة لأخرى خاصة فيما تعلق بالاضطرابات الجوية

 

عادت من جديد مخاطر الفيضانات وانزلاقات التربة إلى واجهة الأحداث في العاصمة في أعقاب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت الأسبوع الماضي وتسببت في كوارث حقيقية وحفر عملاقة، ومع قدوم اضطراب جوي آخر خلال الساعات القليلة القادمة حسب توقعات الأرصاد الجوية، فإن هاجس الفيضانات وانزلاقات الأرضية سيكون أحد عوامل القلق بالنسبة للمواطنين والسلطات معا وهو ما دفع الخبراء أمس لتذكير الحكومة بمشروع إعداد خارطة حول المناطق المعرضة للفيضانات، وهو المشروع الذي تم الإعلان عنه قبل أكثر من ستة سنوات إلا أنه لم يتم تجسيده على أرض الواقع.

تؤكد كل المؤشرات والدراسات المنجزة من طرف الخبراء على أن التغيرات المناخية تسوء من سنة لأخرى خاصة فيما تعلق بالاضطرابات الجوية وما تصحبه من فيضانات وسيول وانزلاقات في التربية ما يستدعى إجراءات استثنائية والتحرك من اجل وضع استراتيجية وطنية ومحلية لإدارة والحد من الكوارث التي تتسبب فيها التقلبات الجوية، حيث يشير الخبراء أن حادثة انزلاق التربة ببن عكنون لا بد أن يكون فرصة لاستخلاص الدروس وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت في الماضي خاصة ما تعلق بالمشاريع التي تم أنجازها بصفة متسرعة ودون استشارة الخبراء.

ويجمع الخبراء على أن الجزائر بحكم موقعها الجغرافي المتميز بكثافة الكوارث الطبيعية أكثر الدول تعرضا للكوارث الطبيعية و للمخاطر الكبرى لاسيما للاضطرابات الجوية التي تؤدي غالبا إلى حدوث فيضانات، مشرين أن التغيرات المناخية ليست السبب الرئيسي في حدوث الظاهرة، و إنما "التعمير العشوائي"، هو المتسبب في ما يحدث من فيضانات خاصة في المدن الكبرى، فالحكومة وبأجهزتها لم تستطع لغاية الان منع عمليات البناء العشوائية وغير المدروسة في مناطق عرضة لانجراف التربة والفيضانات في العديد من البلديات فأغلب الوديان ومجاري السدود وكذا المناطق الهشة والعرضة للانجرافات يوجد بها الالاف من السكنات والمباني والمنشئات وحتي المشاريع الاقتصادية وهو ما يعني كارثة حقيقية في حال وقوع فيضانات.

من جانب آخر يشير الخبراء انه من بين أسباب ارتفاع منسوب المياه والكوارث التي تنجر عن ذلك بمجرد تهاطل الأمطار، هو عدم ملاءمة قنوات صرف المياه التي تعود غالبيتها للعهد الاستعماري مع الوضع الراهن الذي اتسم بانفجار ديمغرافي كبير، وهو ما يجعل المدن تفيض في قطرة ماء وهو ما شهدناه في حادث بن عكنون، ويؤكد الخبراء ان الأرقام تشير إلى وجود 689 منطقة تمثل خطر الفيضانات في الجزائر، ما يعني أنه قد بات من الضروري إنشاء خريطة السهول الفيضانية ونظام التنبؤ والإنذار بالفيضانات وهو المشروع الذي أطلقته الحكومة منذ أكثر من ستة سنوات غير أنه لم يطبق على ارض الواقع فلا تزال مدننا تغرق في قطرات من الأمطار في ظل غياب أدوات للوقاية والتأهب.

 س. زموش

من نفس القسم الوطن