دولي

الكنيست ينظر "منع الأذان" اليوم وإدانة فلسطينية واسعة للقرار

نواب فلسطينيون سيعلنون عن مبادرة سياسية اجتماعية للتصدي للقانون قريبا

 

ينتظر أن يصوّت الكنيست الصهيوني، اليوم الأربعاء، بالقراءة التمهيدية الأولى على قانون "منع الأذان" الذي تقدّم به النائبان، موطي يوغيف من "البيت اليهودي" وروبيرت إيلاتوف من حزب "إسرائيل بيتنا"، وهو القانون الذي ينص على منع استخدام أجهزة مكبرات الصوت في دور العبادة، بادعاء أن "مئات آلاف المواطنين يعانون من الضجيج الذي يسببه الأذان الصادر عن المساجد".

ورداً على القانون، قام النائب عن الحركة الإسلامية الجنوبية، طلب أبو عرار، يوم أمس الأول برفع أذان المغرب في جلسة الكنيست، احتجاجا على القانون، قائلاً للنواب في الكنيست "لن تُسكتوا صوت الأذان". من جانبه وفي خطاب حجب الثقة على منبر الكنيست أشار النائب أحمد الطيبي إلى أن "القانون المقترح لم يأت من فراغ؛ حيث كانت محاولات مشابهة في الدورات السابقة حينها كانت الحجة بأن هناك تحريضًا داخل المساجد، وفي حينه لم تنجح هذه الادعاءات بتمرير القانون".

وبين أن الجماهير العربية أمام حجة جديدة؛ وهي بأن صوت الأذان "يصدر الضجيج ويسبب معاناة للآلاف"، وقال: "يبدو أنها حجة مقبولة على حكومة نتنياهو الأكثر تطرفا منذ عقود". وأضاف الطيبي: "الحقيقة بأن من يسبب المعاناة للملايين وليس للآلاف هو بنيامين نتنياهو، المحرض الأول ضد الجماهير العربية وقياداتها، فمن الأولى أن نسكت نتنياهو وحكومته ونوقف المعاناة التي يسببونها للملايين".

وقال الطيبي في ختام حديثه: "قبل عدة سنوات وقفت هنا وتحدثت عن "وحدة الكلاب" في الجيش الإسرائيلي والتي دُربت على مهاجمة كل من يقول الله أكبر، والآن نحن أمام وحدة كلاب جديدة ومن نوع آخر تريد أيضا مهاجمة كل من يقول الله أكبر" بدوره، علق النائب عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، باسل غطاس، على صفحته عبر "فيسبوك" قائلاً "إذا مُنع الأذان في المساجد سنرفعه من الكنائس، وإذا مُنع في الكنائس، فبيوتنا كلها مساجد وكنائس. صوت الأذان يذكرنا ويذكرهم دائماً بأن هذه الأرض عربية، خمس مرات في اليوم". وتابع قائلاً "سأعلن في الأيام القريبة عن مبادرة سياسية اجتماعية للتصدي للقانون، فبدون خطوات فعلية لا يمكن محاربة هذا القانون".

ورداً على مشروع القانون العنصري لخفض صوت الأذان، قالت القائمة المشتركة، في بيان عممته على الإعلام، إن "سعي عناصر فاشية في الحكومة المتطرفة، وبدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لمنع صوت الأذان، هو انفلات خطير وتعدٍ عنصري على حرية العبادة عموماً، وعلى الديانة الإسلامية والمسلمين خصوصا". ودانت القائمة المشتركة أقوال نتنياهو العنصرية خلال جلسة الحكومة، والتي وصف فيها الأذان بـ"الضجة"، وشدد على تأييده مشروع قانون خفض الأذان، بحجة حماية المواطنين من الإزعاج وتطبيق القانون. وأوضح أن "صوت الأذان ليس شريعة وشعيرة دينية فحسب، بل جزء من ميراث وحضارة وثقافة الشعب العربي الفلسطيني، وهذا أكثر ما يقضّ مضاجع العنصريين، لأنه يذكرهم بهوية الأرض العربية".

وأشار إلى أن "الأذان رمز قائم ومتجذر قبل العنصريين، وسيبقى يصدح عاليا رغما عن أنوفهم". وأكدت القائمة المشتركة أن "نتنياهو وحكومته، وفي سياق تطبيق سياسته العنصرية التحريضية، يحاول وسم المواطنين العرب بتهمة التطرف والكراهية وزجهم في صراع ديني من خلال قانون إسلاموفوبي". وقالت القائمة "هذا نهج إقصائي واستعماري بطبيعته ضد أصحاب البلاد الأصليين وحضارتهم ووجودهم، تماماً كما فعل المستعمرون بحقنا على مر التاريخ"، محذرة من عواقب القانون، ومشيرة إلى أن الهدف الجوهري من القانون ليس الحفاظ على جودة الحياة، بل خطوة أولى لمنع رفع الأذان في المساجد ومنع استخدام مكبرات الصوت لهذه الغاية" من جهتها أدانت دائرة الأوقاف الإسلامية، في مدينة القدس، مصادقة اللجنة الوزارية "الإسرائيلية" لشؤون التشريع على مشروع قانون يفرض قيودا على استخدام مكبرات الصوت في رفع الأذان، في المساجد.

وقالت دائرة الأوقاف، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد الأقصى والمساجد في القدس، في تصريح صحفي، إن مشروع القرار "يشكّل تحدٍّ لكل ما هو عربي وإسلامي في بيت الـمقدس، ويشكّل هذا القرار العنصري حربا على الإسلام والـمسلمين".  وأضافت: "إن التصويت على قرار منع الأذان أو خفض الصوت فيه، قرار عنصري مرفوض، ويدلل دلالة واضحة على أن دولة الاحتلال تسعى إلى تنفيذ مشروع الدولة اليهودية".  ولكنها استدركت: "ستبقى مآذن القدس والـمسجد الأقصى المبارك، ومآذن فلسطين عامة تصدح بالأذان، وذكر الله لتنادي الناس لعبادة الله الواحد القهار".

واعتبرت أن اتخاذ قرار بمنع رفع الأذان، أو خفض الصوت فيه، يُشكل "انتهاكا خطيرا لحرية العبادة، واعتداء على شعيرة أساسية من شعائر الإسلام، وتحدٍّ لـمشاعر الـمسلمين في أنحاء الـمعمورة".  وقالت: "الأذان هي شعيرة إسلامية موجودة منذ أكثر من 1400 عام، وأول من رفع الأذان في بيت الـمقدس هو الصحابي الجليل بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومذ ذلك الحين لم ينقطع الأذان في بيت الـمقدس حتى في زمن الحروب الفرنجية". 

 

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي