دولي

زيارات أوروبية متكررة إلى غزة والنتائج أقل من متواضعة

رغم مهمة وليست بروتوكولية بدليل أنها تهدف للاطلاع على حجم الدمار

 

 

لا توحي الزيارات الأوروبية المتكررة إلى قطاع غزة المحاصر بأنّ جديداً سيطرأ على حياة مليوني فلسطيني يعيشون في كانتون مغلق من كل الاتجاهات. لكنّ البعض في غزة يرى أنّ الزيارات مهمة وليست بروتوكولية بدليل أنها تهدف للاطلاع على حجم الدمار، وما أُنجز من إعمار في القطاع الذي تعرض إلى عدوان قاسٍ في عام 2014، ومن ثم نقل المشاهدات إلى الدول الأوروبية.

وتأتي زيارة وفد من 43 مسؤولاً أوروبياً انتقلوا من الضفة والقدس إلى غزة، أمس الأول الثلاثاء، لتشكل فرصة لاطلاعهم على ما يعانيه السكان نتيجة الإغلاق والحصار. وإنّ كانت الزيارة مغلقة ولساعات عدة من دون لقاء مع سياسيين فلسطينيين، إلا أنها تفي بالغرض وتنقل الصورة كما يريدها الفلسطينيون. كما تظهر الزيارات، وما يتبعها من تصريحات وتحذيرات يطلقها الزائرون، عدم رغبة وجاهزية المجتمع الدولي ليرى حرباً جديداً وعودة اللا إستقرار في القطاع، مقابل الرغبة في استمرار حالة الهدوء مع ضمان مزيد من الانفتاح والتسهيل على السكان المدنيين.

ويأتي بيان الاتحاد الأوروبي خلال الزيارة التي أجراها الوفد إلى غزة، ليصب في الاتجاه نفسه. حيث طالب الاتحاد الأوروبي "كافة الأطراف باتخاذ خطوات سريعة لإحداث تغييرات جذرية على الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في قطاع غزة، بما يتضمن إنهاء الإغلاق وفتح كامل للمعابر مع معالجة مكامن القلق الأمنية المشروعة لإسرائيل"، على حد وصفه. كما أشار البيان إلى أنه "يجب تسهيل مرور المنظمات الإنسانية المحلية والدولية بدون إعاقة إلى غزة طبقاً للقانون الإنساني الدولي، بما فيها هيئات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، وذلك من أجل المساهمة في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة والملحة للقطاع". 

ويرى رئيس مجلس "العلاقات الدولية" (مركز بحثي في غزة)، باسم نعيم، أنّ زيارات الوفود الدبلوماسية إلى القطاع تعتبر مهمة ومرحب بها في ظل محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لعزل غزة عن العالم الخارجي، وعدم السماح للعالم بالاطلاع على ما يقوم به الاحتلال من إعدام بطيء على كافة الصعد. ويقول نعيم، إنّ الزيارات، التي كانت آخرها أمس الأول، تعتبر حدثاً مهمّاً. ويشير إلى أن وصول عدد كبير من الدبلوماسيين رفيعي المستوى إلى القطاع قد يساهم في تغيّر الوضع في القطاع عبر ما سيرفعونه من تقارير لبلادهم ولدول الاتحاد الأوروبي. 

ويشير إلى أنّ الغزيين يأملون في أن تترجم هذه الزيارات المستمرة للعديد من الشخصيات الدبلوماسية والأممية إلى قرارات تساهم في تحوّل وتغيير الوضع القائم في القطاع، وفي مقدمته إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006. كما يستبعد نعيم أنّ تكون هذه الزيارات بروتوكولية، كونها تأتي في إطار مهامهم كسفراء لبلادهم في الأراضي الفلسطينية، أو مبعوثين من أجل الاطلاع على واقع الحياة في ظل الاحتلال، وتحت الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عشر سنوات. ويشير إلى أن هذه الوفود تعلم حساسية الوضع الذي يعيشه أكثر من مليوني مواطن داخل القطاع بفعل الاحتلال والحصار، وتخشى من أن تتحول الأوضاع الكارثية إلى مرحلة تتدهور بها الأوضاع وتصل إلى مرحلة الانفجار. 

ويبيّن نعيم أن تكرار الزيارات الدبلوماسية والوفود إلى القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية عام 2006 قد يساهم في تصلب المواقف الأوروبية باتجاه الضغط على الاحتلال لإنهاء حصاره المفروض على غزة. من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي، تيسير محيسن، أنّ مجمل الزيارات التي تحصل من وفود أجنبية متمثلة في الاتحاد الأوروبي ومبعوثي الأمم المتحدة يغلب عليها الطابع الإنساني، ومتابعة المشاريع التي يجري تمويلها من مدارس ومشاريع بنية تحتية وغيرها. ويقول محيسن، إنّ زيارة وفد الاتحاد الأوروبي الأخيرة تغلب عليها المتابعة الإنسانية واستكشاف الأوضاع الإنسانية واستنباط توقعات مستقبلية إذا ما كانت الحياة اليومية بلغت مرحلة يصعب السكوت عنها أم أن الأوضاع لا تزال مقبولة. 

 

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي